أنفقت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة كامالا هاريس 10 أضعاف ما أنفقه منافسها الجمهوري دونالد ترمب، على الإعلانات الرقمية منذ دخولها السباق إلى البيت الأبيض، وهي علامة على أن الحملات تتباعد في تكتيكاتها للوصول إلى الناخبين والمانحين الصغار، وفق "فاينانشيال تامز".
وأنفقت هاريس 57 مليون دولار على إعلانات جوجل، وميتا منذ انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق في 21 يوليو الماضي، مقارنة بـ 5.6 مليون دولار فقط من قبل ترمب، وفقًا لتحليل "فاينانشال تايمز"، إذ يعتمد الجمهوريون أكثر على وسائل الإعلام التقليدية.
وأنفقت حملة "بايدن-هاريس"، 139 مليون دولار على المنصات الجديدة منذ بداية العام، مقارنة بـ 22.5 مليون دولار من فريق ترمب والمجموعات التي تدعم ترشحه.
وكشفت "فاينانشيال تايمز" أن استطلاعات الرأي الأخيرة وضعت هاريس، على قدم المساواة، أو متقدمة على ترمب في العديد من الولايات المتأرجحة التي ستقرر انتخابات نوفمبر، كما أن المرشحة الديمقراطية تنفق أكثر من منافسها الجمهوري في الإعلانات التقليدية، خاصة على التلفزيون.
وتتناقض أرقام حملة ترمب الحالية مع حملته في عام 2020، والتي أنفقت 91 مليون دولار، على الإعلانات عبر الإنترنت بحلول هذه المرحلة من العام، وفي المجمل، أنفق ترمب 275 مليون دولار على إعلانات "فيسبوك"، و"جوجل" خلال حملته الفاشلة في عام 2020.
وقال لي كاروسي دان، المدير السابق في جوجل، الذي عبر عن اندهاشه لتراجع استثمار الجمهوريين في الحملة الحالية: "لا يبدو الأمر وكأنهم يلعبون لعبة تقود إلى النجاح يوم الانتخابات"، مضيفاً: "لماذا تفوتك فرصة الاستفادة من هذا التدفق من الإيرادات من المتبرعين الصغار من خلال الإعلانات الرقمية؟".
وكانت شركات "ألفابت"، و"ميتا" المتلقي الرئيسي للإنفاق عبر الإنترنت للحملات، مما أعطى المرشحين حضوراً على صفحات البحث على "جوجل"، و"يوتيوب" الخاصة بالأولى، وعلى "فيسبوك"، و"إنستجرام"، و"واتساب" الخاصة بالثانية.
هاريس تتفوق على ترمب في الإعلانات
ونقلت "فاينانشيال تايمز" أن الإعلان الرقمي، أصبح أمراً بالغ الأهمية للمرشحين الرئاسيين، حيث يروّجون لرسائلهم الانتخابية، ولكنه مهم أيضاً في طلب التبرعات.
ويتوافق انخفاض الإنفاق على الإعلانات الرقمية من قبل ترمب مع انخفاض حصة جمع التبرعات القادمة من التبرعات الصغيرة (أقل من 200 دولار)، من 61% في انتخابات 2020، إلى 40%، في عام 2024.
وقال الاستراتيجيون الرقميون إن انخفاض إنفاق ترمب الرقمي يعكس اعتماده على ما يسمى بالإعلام المكتسب، بالإضافة إلى الإعلانات التلفزيونية، والتنظيم الشخصي.
وأشارت كاتي هارباث، مستشارة السياسة التقنية والاستراتيجية السياسية السابقة في "فيسبوك"، إلى أن الإعلانات على المنصة فقدت أيضاً بعض الأهمية، مضيفة: "لقد قامت ميتا على وجه الخصوص بإجراء تغييرات تقلل من أولوية السياسة، ولديها الآن أيضاً خيارات أقل لكيفية استهداف البيانات بشكل دقيق".
وأضافت أن "إعلانات فيسبوك" لا تعمل بشكل جيد للحصول على التبرعات، "كما امتصت الرسوم القانونية لترمب حوالي سدس ميزانيته حتى الآن، مما منحه أموالاً أقل لإنفاقها على الإعلانات".
وكشفت الصحيفة أن معظم إعلانات هاريس الرقمية هي طلبات تبرع، على الرغم من أن حساباتها على "فيسبوك"، و"إنستجرام"، منذ 9 أغسطس، نشرت إعلانات بشأن الإجهاض.
وتشكل النساء ما يقدر بنحو 65% من مرات الظهور على حسابات هاريس، مقارنة بنحو 46% من جمهور ترمب في ميتا.
وقال المتحدث باسم هاريس سيث شوستر إن "حملتها تستغل الأموال المتدفقة للتحدث مباشرة إلى الناخبين أينما كانوا"، مضيفاً أنه "على الرغم من إنفاق هاريس على الإعلانات الرقمية، لا تزال الإعلانات التلفزيونية والإذاعية التقليدية تهيمن على نفقات الحملة، إذ التزمت حملة هاريس بمبلغ 286 مليون دولار لمثل هذه الإعلانات".
كما تنفق هاريس أكثر من ترمب، من 56 مليون دولار إلى 30 مليون دولار، على منصات البث الرقمي مثل Netflix، وHulu، و NBC's Peacock، وأجهزة التلفزيون المتصلة مثل Roku، و Samsung TV.
وتُظهر البيانات التي قدمتها شركة "إكس" التابعة لإيلون ماسك، أن ترمب والحزب الجمهوري أنفقا 762 ألف دولار و420 ألف دولار على التوالي للإعلان على المنصة هذا العام، وأيد ملياردير التكنولوجيا ترمب للرئاسة وعقد حدثاً على المنصة معه هذا الأسبوع.