واشنطن تجدد التأكيد على الاستعداد للدفاع عن إسرائيل ضد أي هجوم من إيران

مسؤول أميركي يكشف كواليس محادثات الدوحة بشأن غزة

رجل فلسطيني يدفع دراجة هوائية أثناء الفرار من مدينة حمد في خان يونس بعد أمر إخلاء إسرائيلي وسط استمرار الحرب على غزة- 16 أغسطس 2024 - Reuters
رجل فلسطيني يدفع دراجة هوائية أثناء الفرار من مدينة حمد في خان يونس بعد أمر إخلاء إسرائيلي وسط استمرار الحرب على غزة- 16 أغسطس 2024 - Reuters
واشنطن-الشرق

قال مسؤول أميركي كبير، الجمعة، إن المفاوضين بات لديهم اتفاقاً جاهزاً للتنفيذ بين إسرائيل وحركة "حماس"، بشأن وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين، لافتاً إلى أن المحادثات التي ستعقد في القاهرة الأسبوع المقبل، "تهدف إلى الحسم، وإنجاز بعض الأعمال".

وفي إحاطة صحافية عبر الهاتف، وصف المسؤول محادثات الدوحة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، خلال اليومين الماضيين، بأنها الأكثر إيجابية منذ عدة أشهر، مشيراً إلى تحقيق تقدم كبير في عدد من القضايا.

وأضاف: "الفريق الإسرائيلي كان مفوضاً بوضوح.. وكذلك مسؤولو حماس، بالطبع، موجودون في الدوحة، إضافة إلى كبار المسؤولين من قطر، ومصر"، موضحاً أن المفاوضين يعتقدون أن الاتفاق جاهز للمضي قدماً، وسيجتمعون الأسبوع المقبل في القاهرة أملاً في حسم الاتفاق".

وتابع: "أعتقد أننا وجدنا خلال اليومين الماضيين في الدوحة أن الرغبة القوية كانت موجودة لدى جميع المشاركين.. بالطبع، نحن لا نجتمع مع حماس، لكننا نتحدث مع الدول والوسطاء مثل المصريين الذين يجتمعون مع الحركة.. أعلم أن هناك الكثير من التصريحات العلنية منها في الوقت الحالي، لكن لا أعتقد أن الأمر يجب أن يؤخذ بجدية كبيرة، وعلينا أن نرى كيف تتطور الأمور".

وتحدث أيضاً عن الاقتراح الذي قدمته واشنطن، الجمعة، في بيان مشترك مع مصر، وقطر: "نعتقد جميعاً أنه يمكنه تقريباً حل جميع الفجوات المتبقية التي كانت تحت المناقشة على مدار الأسابيع الستة الماضية، وكما تعلمون، قدمت إسرائيل اقتراحاً في 27 مايو، وكان ذلك أساس خطاب الرئيس (جو بايدن) في 31 مايو، والذي كان تتويجاً لأشهر من الجهود".

وتابع: "يشمل المقترح العناصر الرئيسية للصفقة التي نعتقد أنها جيدة جداَ، ولهذا السبب قدم الرئيس شروطه، وأوضح أن هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به، خاصة في ترتيبات تنفيذ الصفقة".

وواصل: "في 3 يوليو، عادت حماس برد على ذلك مع عدد من التغييرات، العديد منها لم يكن مقبولاً، ولكن العديد منها كان أساساً لمزيد من النقاش، وفي 27 يوليو، أصدرت إسرائيل بعض التوضيحات للنص، وما فعلناه بشكل أساسي هو أننا أخذنا الفجوات المتبقية وجسّرناها بطريقة نعتقد أنها تجعل الصفقة جاهزة الآن للإغلاق والتنفيذ والمضي قدماً".

ومضى قائلاً: "لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يجب القيام به، وخلال هذا الأسبوع، هناك مشاركات لمجموعات العمل لمناقشة كل شيء من قائمة الرهائن وتسلسل إطلاق سراحهم، وقائمة السجناء الفلسطينيين، لأن هذا في النهاية هو تبادل مشابه لما حدث في نوفمبر، وصفقة لوقف إطلاق النار".

إخراج المحتجزين من غزة

واعتبر المسؤول الأميركي أن قضية إخراج المحتجزين من غزة ستكون "صعبة ومعقدة للغاية"، مشيراً إلى أنها "كانت جزءاً كبيراً من المحادثات على مدار الأيام القليلة الماضية، حيث تعرف قضية التبادل هذه في المصطلحات باسم (المفاتيح).. كانت هناك بعض الفجوات والمساحات التجارية بين الأطراف، والتي أعتقد أننا قطعنا شوطاً طويلاً في جسرها الآن، وتركيزنا هو على إخراج الرهائن من غزة بأمان، خاصة في هذه المرحلة الأولى".

وأضاف: "أنهينا للتو مكالمتين: الأولى بين بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والثانية مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد.. أعتقد أنه كان هناك توافق بين القادة الثلاثة على أن هذه العملية، التي استمرت لعدة أشهر، وصلت الآن إلى مراحلها النهائية، وسنجتمع مجددًا في القاهرة على هذا المستوى قبل نهاية الأسبوع المقبل، بهدف إنهاء هذه العملية مرة واحدة وإلى الأبد".

وكشف عن "تحدث القادة عن الوضع الإقليمي الأوسع، وكل ما نقوم به لضمان عدم حدوث أي هجمات جديدة أو تصعيدات، والتأكيد على أنه في حال حدوث ذلك، ستكون العواقب وخيمة للغاية على المنطقة".

وأوضح المسؤول الأميركي أن عملية إخراج الرهائن ستتم بطريقة تضمن تماماً المصالح الأمنية لإسرائيل، مشيراً إلى أن القوات الإسرائيلية ستقوم بإعادة الانتشار في بعض المناطق، بحيث يمكن للسكان العودة إلى منازلهم، ومنصوص في الصفقة على أن الأشخاص الذين ينتقلون من الجنوب إلى الشمال، وهم الأشخاص النازحون المدنيون غير المسلحين، ويعتبرون جزءاً أساسياً من الصفقة.

واستدرك: "بالطبع، تريد إسرائيل التأكد من تنفيذ هذا الشرط، ونحن نعتقد، كما يفعل الوسطاء، أن هذا مبدأ جوهري في الصفقة، وإذا كان هناك من يحمل سلاحاً من الجنوب إلى الشمال، فسيكون ذلك انتهاكاً للصفقة.. وقد تم تأكيد هذا الأمر مراراً وتكراراً".

ووصف المسؤول الأميركي بعض بنود الصفقة بأنها "غير مريحة"، مفسراً: "لقد قمنا بتبادل كبير للسجناء مع روسيا مؤخراً، وهنا أيضاً (في غزة) سيحدث تبادل، وهو صعب، ومن المنظور الإسرائيلي، سيتم تبادل أعداد كبيرة من السجناء الفلسطينيين، وكثير منهم أدينوا بجرائم خطيرة جداً، لذلك هناك عنصر تبادل في الصفقة وهو صعب، مثل أي صفقة من هذا النوع، وهناك عدد من المواطنين الأميركيين بالطبع في صفقة التبادل هذه".

ورأى المسؤول أن "حماس تحت ضغط هائل وكبير جداً، إذ تحتجز سكان غزة كرهائن بعدم تنفيذ هذه الصفقة، لأن ما يأتي مع هذه الصفقة هو وقف الحرب.. المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار وتقديم الإغاثة للسكان، لأن مع توقف الحرب، يمكن تحريك المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء القطاع، ونقل عشرات الآلاف من الملاجئ المؤقتة ورفع الأنقاض".

رسالة تحذير إلى إيران

وحول المخاوف من تصعيد التوتر في المنطقة، قال المسؤول الأميركي في الإحاطة الصحافية إن "الولايات المتحدة حركت كمية كبيرة من الموارد العسكرية بطريقة منسقة للغاية مع الشركاء، والحلفاء، بما في ذلك الفرنسيين والبريطانيين وغيرهم، لضمان أن لدينا كل شيء جاهز لأي احتمال ممكن، ونحن على استعداد للدفاع عن إسرائيل ضد أي هجوم من إيران.

وقال: "الرئيس بايدن قال كلمة واحدة فقط حول إمكانية الهجوم: لا تفعلوا، ونحن نعني ذلك، وقد أظهرنا ذلك من خلال ما نشرناه في المنطقة. كما أننا منخرطون في دبلوماسية واسعة النطاق، لنوضح العواقب التي قد تحدث في حال وقوع مثل هذا الهجوم".

وتابع: "أعتقد أن الهدف الأساسي هو تقليل التوترات في المنطقة.. تدّعي إيران في محادثاتها مع الذين تتواصل معهم، بما في ذلك العديد من زملائي هنا من قطر الذين كانوا على اتصال بمسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى على مدار اليومين الماضيين، أنهم يرغبون في رؤية وقف لإطلاق النار، وأن هذا هو هدفهم. يريدون رؤية تخفيف التوترات، وبالطبع، يبقى أن نرى ذلك، ولكن الآن هناك فرصة للتنفيذ والعمل نحو إنهاء هذا الأمر خلال الأسبوع القادم، ولكن هاتين العمليتين منفصلتين".

وختم المسؤول الأميركي تصريحاته بالقول: "ستكون هناك اجتماعات أخرى في الدوحة وكذلك في القاهرة، وسيتم بدء عملية إنشاء خلية تنفيذ للصفقة، وخاصة فيما يتعلق بما ورد في البيان المشترك الذي أصدرناه مع قطر، ومصر في وقت سابق، حول توفير المساعدات الإنسانية الواسعة، وضمان تنفيذها بسرعة بمجرد إتمام الصفقة.. والعناصر الإنسانية المهمة في الصفقة لا تتعلق فقط بكمية المساعدات، بل أيضاً بإزالة الأنقاض، وإعادة تأهيل الخدمات الطبية، والكهرباء".

تصنيفات

قصص قد تهمك