نصائح للرئيس السابق بتخفيف حدة خطابه تجاه المرشحة الديمقراطية

قادة جمهوريون يحذرون ترمب: لن تفوز بـ"الاستعراض والاستفزاز"

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في مدينة ويلكس بار  بولاية بنسلفانيا. 17 أغسطس 2024 - REUTERS
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب خلال تجمع انتخابي في مدينة ويلكس بار بولاية بنسلفانيا. 17 أغسطس 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

يواجه الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترمب، انتقادات حادة داخل الحزب الجمهوري بشأن نهجه المتمثل بتكثيف الهجمات الشخصية ضد منافسته الديمقراطية كامالا هاريس خلال الحملة الانتخابية بدلاً من مواقفها، وسياساتها.

وحثّ جمهوريون كبار ترمب على تخفيف حدة خطابه تجاه هاريس، التي تقدمت، وفق استطلاعات رأي، في السباق نحو البيت الأبيض بعد أن أصبحت مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية الشهر الماضي، بعد انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن.

وقال عضو مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام في برنامج Meet the Press على قناة NBC News، رداً على سؤال بشأن ما إذا كان يجب على ترمب الاستمرار في توجيه هجمات شخصية ضد هاريس بدلاً من سياساتها، إن "الرئيس ترمب يمكنه الفوز في هذه الانتخابات. سياساته جيدة لأميركا، وإذا كانت هناك مناظرة حول السياسات للرئاسة، فإنه سيفوز".

وأردف: "أما ترمب المستفز والاستعراضي، قد لا يفوز في هذه الانتخابات" المقررة في نوفمبر المقبل.

وأعرب جراهام عن تطلعه بأن "يظهر ترمب خلال الأيام المقبلة للتعريف بما سيفعله لبلدنا، لإصلاح الحدود المتدهورة، وخفض التضخم"، مشيراً إلى أنه يعتقد أن "مواقف هاريس السياسية تمثل عبئاً عليها وكابوساً لها".

وأقر جراهام بأن عليه هو وعدد من الوجوه الجمهورية مثل سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي، وحاكم فلوريدا رون ديسانتيس، وحاكم فيرجينيا جلين يونجكين، "أن ينظموا تجمعات انتخابية لمساعدة حملة ترمب، بدلاً من تقديم النصائح فقط".

وقال: "أنا ونيكي بحاجة للذهاب إلى جورجيا"، مضيفاً: "نحن نقدم النصائح على التلفزيون لترمب.. لديه الكثير من المنتقدين والكثير من المستشارين، ولكن بالنسبة لنيكي هايلي وديسانتيس ويونجكين وجميع هؤلاء الأشخاص الرائعين لدينا، فجيب علينا أن نتحرك ونقوم بحملة انتخابية من أجله".

وانتقدت كذلك هيلي في وقت سابق من الأسبوع الجاري، الهجمات الشخصية لترمب على هاريس، وقالت لقناة FOX NEWS: "لن تفوز الحملة الانتخابية بالحديث عن حجم الحشود، ولن تفوز بالحديث عن عرق هاريس.. انظر هذه انتخابات يمكن الفوز بها، لكنك بحاجة إلى التركيز".

نيكي هايلي السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، خلال الاجتماع السنوي للائتلاف اليهودي الجمهوري. 5 نوفمبر 2021
نيكي هيلي السفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة، خلال الاجتماع السنوي للائتلاف اليهودي الجمهوري. 5 نوفمبر 2021 - Bloomberg

ومع ذلك، ضاعف ترمب الذي رفض الدعوات المطالبة بتخفيف حدة خطابه ضد هاريس، مؤخراً هجماته، قائلاً في مؤتمر صحافي خصص للتركيز على التضخم والاقتصاد: "أعتقد أنه من المخول لي توجيه الهجمات الشخصية".

وتابع: "ليس لدي الكثير من الاحترام لذكاء هاريس، وأعتقد أنها ستكون رئيسة مريعة. وأعتقد أنه من المهم جداً أن نفوز، سواء كانت الهجمات الشخصية جيدة أو سيئة، أعني، إنها بالتأكيد تهاجمني شخصياً".

وخلال تجمع انتخابي في ويلكس بار بولاية بنسلفانيا قال ترمب عن هاريس: "لم أستطع تصديق الأمر، لم أسمع بهذا من قبل، قالوا إن أكبر ميزة لها هي أنها امرأة جميلة، وقلت: لم أفكر في هذا من قبل، أنا أجمل منها".

وتابع: "في خطابها أمس، كامالا أصبحت شيوعية بالكامل، الرفيقة كامالا أعلنت أنها تريد ضبط الأسعار على الطريقة الاشتراكية".

من جهته، طالب حاكم ولاية نيو هامبشاير الجمهوري كريس سونونو مرشح حزبه لانتخابات الرئاسة بالتركيز على حملته بدلاً من توجيه هجمات شخصية ضد منافسته الديمقراطية، قائلاً: "أي مرشح جمهوري قادر على الفوز بهذا السباق إذا وجه تركيزه نحو القضايا الرئيسية المهمة بالنسبة للناخبين"، بحسب ما نقلته شبكة CNN الأميركية.

كما انقلبت بعض الشخصيات اليمينية المتطرفة الأكثر نفوذاً على مواقع التواصل الاجتماعي ضد حملة ترمب، وتهدد بـ"حرب" رقمية ضد مساعدي المرشح الجمهوري وحلفائه، ما قد يعقد دعوات الحزب للوحدة في الأسابيع الأخيرة من السباق الرئاسي، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وقال نيك فوينتيس، مخرج "بودكاست" تناول العشاء مع ترمب داخل منتجعه مارالاجو عام 2022، إن حملة ترمب "تفسد الأمر" بعدم وضع نفسها أكثر على اليمين وتتجه نحو "خسارة كارثية"، وذلك في منشور على منصة "إكس" تمت مشاهدته بحلول الأربعاء 2.6 مليون مرة.

وذكرت لورا لومر، ناشطة يمينية متطرفة وصفها ترمب العام الماضي بأنها "مميزة جداً"، أن وكلاء الرئيس السابق "الضعفاء" فككوا زخم حملته، مضيفة أن نهج ترمب "يحتاج لتغيير سريع"، قائلة: "لا نستطيع التحدث عن انتخابات مسروقة لمدة 4 سنوات أخرى".

حملة هاريس ترد

وفي المقابل، ردّت حملة نائبة الرئيس الأميركي، على خطاب منافسها الجمهوري في بنسلفانيا، بقولها إن "الاختيار أصبح أكثر وضوحاً بالنسبة للأميركيين في نوفمبر المقبل".

وقال جوزيف كوستيلو المتحدث باسم حملة هاريس في بيان صحافي بعد خطاب ترمب أمام أنصاره في ويلكس بار، إن "ترمب يلجأ إلى الأكاذيب والشتائم بسبب عدم قدرته على الترويج لأجندته الخطيرة".

وتابع: "كلما سمع الأميركيون ترمب يتحدث، أصبح الخيار أكثر وضوحاً في نوفمبر المقبل، نائبة الرئيس هاريس توحّد الناخبين برؤيتها الإيجابية لحماية حرياتنا، وتعزيز الطبقة الوسطى، ودفع أميركا إلى الأمام، بينما يحاول ترمب إعادة البلاد إلى الوراء".

تصنيفات

قصص قد تهمك