انضمت النقابات العمالية البريطانية التي تُمثّل الأطباء، وسائقي القطارات، والعاملين في الحكومة المحلية، وموظفي الحدود، للمطالبين بزيادات في الأجور، في الوقت الذي يواجه رئيس الوزراء كير ستارمر، موجة جديدة من الإضرابات، وفق وكالة "بلومبرغ".
ولا تزال التوترات في بريطانيا تتصاعد، على الرغم من الجهود التي بذلها ستارمر لإنهاء الإضرابات كأولوية مبكرة لحكومته.
ومنذ تولّيه منصبه قبل 6 أسابيع، قدمت إدارة ستارمر سلسلة من العروض الخاصة بالرواتب للنقابات، في محاولة لحل الإضرابات التي هيمنت على معظم فترة ولاية سلفه المحافظ ريشي سوناك.
ومع ذلك، فإن اتفاق حكومة حزب العمال على تحسين أجور بعض النقابات جعلها الآن تواجه تهديدات بإضرابات جديدة ما لم تتحسن أوضع باقي العمال، بحسب "بلومبرغ".
وتعهّد ستارمر بإصلاح العلاقات مع القطاع الصحي وتحسين الخدمات العامة المتعثرة في بريطانيا، ما دفعه إلى الموافقة على صفقة مع الأطباء المبتدئين لزيادة رواتبهم بنسبة 22% في المتوسط على مدى عامين، وزيادة بأثر رجعي بنسبة 5% لسائقي القطارات في نقابة "أسليف".
وذكرت "بلومبرغ" أن ستارمر كان حريصاً على التحرك، بعد رؤية فشل سوناك في منع الإضرابات العمالية التي أعاقت قدرته على الوفاء بوعوده الرئيسية للناخبين، مثل تقليل قوائم الانتظار في الرعاية الصحية.
ومع ذلك، تعرّض رئيس الوزراء العمالي لضغوط من المعارضة المحافظة هذا الأسبوع، بعد أن تعهدت المزيد من النقابات بالإضراب.
إضرابات أسبوعية
ويخطط سائقو القطارات العاملين على الخط بين لندن وإدنبرة للإضراب كل يوم سبت وأحد لمدة 3 أشهر اعتباراً من نهاية أغسطس الجاري، في حين تسعى نقابة عمال السكك الحديدية والنقل البحري إلى الوصول إلى اتفاق مماثل لصفقة "أسليف".
كما طلبت نقابات العاملين في الحكومة المحلية بدء محادثات جديدة بشأن الأجور.
وأعلن موظفو قوة الحدود في مطار هيثرو أيضاً أنهم سيضربون اعتباراً من نهاية الشهر الجاري، في حين ذكرت صحيفة "التليجراف" أن الأطباء العامين يطالبون بزيادة أجورهم بنسبة 11%.
وكتبت وزيرة النقل في حكومة الظل المحافظة هيلين واتلي، على منصة "إكس": "النقابات تدير الأمور بسهولة ضد حزب العمال".
وقالت "بلومبرغ" إن خطر تصاعد الإضرابات العمالية سيكون التحدي التالي الذي يواجهه ستارمر في بداية فترة ولايته، إذ يسعى رئيس الوزراء البريطاني إلى الحفاظ على تحسن التوقعات الاقتصادية بفضل تباطؤ التضخم، وزيادة التوظيف، والنمو المستقر.
ويأتي ذلك في ظل تحذيرات وزيرة الخزانة راشيل ريفز، من زيادات ضريبية محتملة في موازنة أكتوبر بسبب فجوة تُقدّر بمليارات الجنيهات في الإنفاق الحكومي.
وأظهر استطلاع للرأي أجْرته مؤسسة "إبسوس"، الاثنين، أن أكثر من نصف البريطانيين يعتقدون أن البلاد "تسير في الاتجاه الخاطئ"، رغم الانتصار الكاسح لحزب العمال بقيادة ستارمر الشهر الماضي.
كما انخفضت نسبة تأييد ستارمر قليلاً إلى الصفر من 7 نقاط بعد الانتخابات مباشرة، وشهد الشهر الأول من ولاية ستارمر أعمال شغب من قِبَل محرضين من اليمين المتطرف، والتي على الرغم من تراجعها الآن كشفت عن انقسامات اجتماعية.
ويتعين على ستارمر وريفز الآن تقييم ما إذا كانت الزيادات الإضافية في الأجور يُمكن تحقيقها من الناحية المالية، بعد أن أعلنت الوزيرة عن وجود عجز بقيمة 22 مليار جنيه إسترليني في الإنفاق الحكومي لهذا العام.
وثمة تساؤلات أيضاً بشأن ما إذا كانت هذه الزيادات ستؤثر على التضخم، ما قد يعقد مسار بنك إنجلترا لخفض أسعار الفائدة، حسبما ذكرت "بلومبرغ".
وتحدثت ريفز أيضاً عن تكلفة عدم حل الإضرابات على الاقتصاد والإنفاق الحكومي، من حيث النمو الاقتصادي المفقود والضغوط المتزايدة على الخدمات.
ونفى الوزير المسؤول عن مكتب مجلس الوزراء نيك توماس سيموندز، مواصلة العمال المطالبة بزيادات في الأجور، قائلاً في حديثه لإذاعة "تايمز"، الجمعة: "لقد وعدنا بالجلوس وإيجاد حلول، وقد أعرب البعض عن شكوكهم في ذلك، لكن هذا بالضبط ما فعلناه في الحكومة".
ومع دخول البرلمان في عطلة أغسطس، تسعى الحكومة إلى اتخاذ موقف صارم بشأن القانون والنظام في أعقاب الاضطرابات السابقة.
وأعلنت وزارة الداخلية، الاثنين، عن سياسة جديدة تتيح للأفراد تسليم السواطير إلى الشرطة دون الكشف عن هويتهم قبل دخول قوانين جديدة تحظر هذه الأسلحة حيز التنفيذ في سبتمبر المقبل.