قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغه بالموافقة على مقترح "سد الفجوات" في اتفاق تبادل الأسرى، واعتبر أن "حماس" عليها اتخاذ الموقف نفسه، فيما انتقد قيادي في الحركة الفلسطينية تصريحاته، مشدداً على التمسك بالمقترح السابق الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن.
وذكر بلينكن، خلال مؤتمر صحافي في إسرائيل، أن نتنياهو التزم بإرسال فريق خبراء إلى الدوحة أو مصر لإكمال المفاوضات، مضيفاً: "يتعين الآن على حماس قبول الاقتراح". وتابع: "بشكل واضح، هذه أفضل طريقة لإعادة المحتجزين والتوصل إلى وقف إطلاق نار، وتخفيف المعاناة اليومية الرهيبة التي يعيشها أهالي غزة".
وواصل بلينكن: "في مايو الماضي، طرح الرئيس بايدن أمام العالم اتفاقاً مقترحاً مفصلاً بشأن وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح المحتجزين، واحتشد العالم بأسره خلفه، وصوّت مجلس الأمن الدولي بأغلبية 14 صوتاً لدعم الاتفاق، وتم إدراج جوهره في قرار لمجلس الأمن الدولي".
وأوضح أنه "خلال الأسبوع، طرح الرئيس بايدن مقترحاً مع قطر ومصر لمحاولة سدّ الفجوات التي لا تزال قائمة بين الطرفين حتى نتمكن من التوصل إلى اتفاق على ما طرحه الرئيس قبل شهرين".
وأردف: "في اجتماع بنّاء للغاية مع نتنياهو اليوم، أكد لي قبول مقترح سد الفجوات، وأنه يدعمه. والآن، يتعين على حماس أن تفعل الشيء نفسه".
قضايا معقدة
وبيّن أنه "بعد ذلك يتعين على الطرفين، بمساعدة الوسطاء وهم الولايات المتحدة ومصر وقطر أن يجتمعا ويستكملا عملية التوصل إلى تفاهمات واضحة حول كيفية تنفيذ الالتزامات التي تعهدا بها"، لكنه اعتبر أن "الخطوة الحاسمة التالية هي موافقة حماس على الاتفاق، ثم يجتمع الخبراء للعمل على تفاهمات واضحة بشأن تنفيذ الاتفاق".
وذكر أنه "لا تزال هذه القضايا معقدة، وستتطلب من القادة اتخاذ قرارات صعبة. وفي نهاية المطاف أعتقد أن هناك شعوراً حقيقياً بالضرورة الملحة في جميع أنحاء المنطقة لإتمام هذا الأمر وإنجازه في أقرب وقت ممكن".
وتابع: "من هنا سأتوجه إلى مصر وقطر، وهما شريكان مهمان لنا في هذا الجهد لإتمام اتفاق وقف إطلاق النار، وإعادة المحتجزين إلى ديارهم، ووضع الجميع على طريق أفضل نحو سلام وأمن دائمين".
وأعرب عن تطلعه إلى التشاور مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ومع الزملاء المهمين الآخرين في كلا البلدين، بشأن "الخطوات الفورية المقبلة، وعلى وجه الخصوص، ما يجب القيام به لضمان أن تأتي حماس وتوافق على مقترح سدّ الفجوات، وأن يعمل الجميع بعد ذلك على وضع اللمسات الأخيرة على تفاهم واضح لالتزاماتهم بتنفيذ الاتفاق".
أمن إسرائيل
وأوضح بلينكن أن "التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل وضعناه موضع التنفيذ كل يوم تقريباً منذ 7 أكتوبر الماضي، بما في ذلك عندما تعرضت لهجوم مباشر من إيران أبريل الماضي".
وأضاف أنه "في الأسابيع الأخيرة، نظراً للتوترات المتزايدة، نشرنا أصولاً إضافية في المنطقة. والغرض ليس إثارة العدوان بل الردع، للتأكد من عدم حدوثه، ولكن أيضاً لتوضيح أنه إذا حدث ذلك، فنحن مستعدون تماماً للدفاع عن إسرائيل".
واعتبر أن "الأمر الأكثر أهمية الآن هو أن يمتنع الجميع عن اتخاذ أي إجراءات من شأنها تأجيج المزيد من الصراع، وزيادة حدة التوترات".
"لقاء جيد"
وبعد مؤتمر بلينكن، نشر نتنياهو مقطع فيديو على منصة "إكس" قال فيه إن إسرائيل تركز الجهود على إطلاق أكبر عدد من المحتجزين الأحياء لدى "حماس" في المرحلة الأولى من الصفقة.
وأضاف نتنياهو، أن لقائه بوزير الخارجية الأميركي كان "جيداً ومهماً للغاية"، معبراً عن تقديره "التفهم الذي أظهرته الولايات المتحدة تجاه مصالحنا الأمنية الحيوية وسط الجهود المشتركة لإطلاق سراح محتجزينا".
والتقى بلينكن، صباح الاثنين، مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين بينهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت.
"التباسات كثيرة"
وانتقد القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان تصريح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، بأن نتنياهو وافق على اقتراح محدث، قائلاً إنه "يثير التباسات كثيرة" لأنه "ليست الورقة التي قدمت لنا وليست التي وافقت عليها حركة حماس".
وقال حمدان لوكالة "رويترز" إن "حماس" أكدت بالفعل للوسطاء بأنها لا تحتاج "إلى مفاوضات جديدة ولا أفكار جديدة وهناك مقترح وافقنا عليه ونحتاج إلى تطبيقه ويستند إلى مقترح (الرئيس الأمريكي جو) بايدن أيضاً".
وتوقفت المحادثات التي استضافتها قطر، الأسبوع الماضي، دون تحقيق انفراجة، لكن المفاوضات ستستأنف هذا الأسبوع في القاهرة بناء على "مقترح لسد الفجوات".
وتركز محادثات متقطعة تجري منذ أشهر على ذات المشكلات، إذ تقول إسرائيل إن الحرب لا يمكن أن تنتهي إلا بالقضاء على "حماس" كقوة عسكرية وسياسية، وتقول الحركة إنها لن تقبل إلا بوقف دائم، وليس مؤقتاً لإطلاق النار.
أبرز الخلافات
وتوجد أيضاً خلافات على استمرار وجود إسرائيل العسكري داخل قطاع غزة، وتحديداً على الحدود مع مصر، وعلى حرية تنقل الفلسطينيين داخل القطاع، وعلى هوية وعدد السجناء الذين سيُحررون في اتفاق للتبادل مع المحتجزين.
من جهته، قال مسؤول إسرائيلي مطلع على اللقاء بين نتنياهو وبلينكن لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، إن "الأميركيين لم يرفضوا المنطق الاستراتيجي الإسرائيلي". وذكر أن تل أبيب "لا تستطيع مغادرة محور فيلادلفيا بشكل كامل لأنها ليست متأكدة من قدرتها على العودة إذا لزم الأمر بسبب الضغوط الدولية".
ولفت المسؤول إلى أن "الولايات المتحدة قبلت نهج إسرائيل فيما يخص محور فيلادلفيا، وستستمر الجهود هذا الأسبوع للتوصل إلى حل يحمي مصالح إسرائيل الأمنية".
وفي المقابل، قال مصدر مصري رفيع المستوى إنه "لا صحة شكلاً وموضوعاً" لما تناولته وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن موافقة مصر على بقاء القوات الإسرائيلية في معبر فيلادلفيا، حسبما نقلت قناة "القاهرة" الإخبارية المصرية.