تعهدت حكومة كير ستارمر، الأربعاء، باتخاذ إجراءات صارمة، تتمثل بزيادة عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين في بريطانيا إلى أعلى معدل في 5 سنوات، وذلك بعد أن شهدت البلاد، اضطرابات وأعمال عنف مؤخراً، وفي إطار سعي الحكومة إظهار استجابتها لمخاوف البريطانيين بشأن ارتفاع معدلات الهجرة.
وقالت وزارة الداخلية البريطانية في بيان أوردته "بلومبرغ"، إنها "ستجند ما يصل إلى 100 ضابط استخبارات في وكالة مكافحة الجريمة الوطنية للمساعدة في تفكيك مجموعات الجريمة المنظمة التي تدير معابر القوارب الصغيرة لطالبي اللجوء عبر القنال الإنجليزي".
وأضافت في بيانها، أنها "ستزيد من سعة احتجاز المهاجرين وتتخذ إجراءات صارمة ضد الشركات التي توظف عمالاً غير قانونيين"، حيث تكافح إدارة حزب العمال الجديدة، قضية قوضت المحافظين في عهد رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك.
ووفقاً لبيان الوزارة، فإن هذه الإجراءات تعد جزءاً من خطة وزيرة الداخلية إيفيت كوبر، لرفع معدل الإبعاد، بما في ذلك طالبي اللجوء الذين رُفضت طلباتهم، إلى أعلى مستوى منذ عام 2018 على مدى الأشهر الستة المقبلة، ما يعني إبعاد أكثر من 14 ألفاً و389 شخصاً.
وتعرضت خطط كوبر، لضربة مبكرة، في أعقاب تقارير أشارت إلى رفض اختيارها الأول في وظيفة قيادة أمن الحدود، فيما أكدت الحكومة البريطانية، الاثنين، أن عملية التوظيف لا تزال جارية.
شغب واضطرابات اليمين المتطرف
وكانت الهجرة موضوعاً رئيسياً في الانتخابات العامة التي أجريت في يوليو الماضي، والتي فاز بها حزب العمال بأغلبية ساحقة، واستمرت في الهيمنة على الخطاب السياسي في أعقاب اندلاع أعمال شغب مناهضة للهجرة من قبل اليمين المتطرف في جميع أنحاء البلاد هذا الشهر.
وقد اندلعت الاضطرابات بسبب معلومات مضللة حول مرتكب هجوم بسكين على فتيات صغيرات خلال حفل راقص في مدينة ساوثبورت الساحلية التي عادة تتمتع بالهدوء في شمال إنجلترا، إذ وجهت السلطات اتهامات بقتل الفتيات إلى فتى يبلغ من العمر 17 عاماً.
واندلعت أعمال عنف في ساوثبورت، ولندن، ومدينة هارتلبول في شمال شرق البلاد، ومناطق أخرى بعد انتشار معلومات على منصات للتواصل الاجتماعي تزعم أن المشتبه به في عملية الطعن مهاجر مسلم متطرف.
وكان ستارمر وعد خلال الانتخابات، بمعالجة العصابات التي تنظم عمليات عبور طالبي اللجوء، وبعد فترة وجيزة من توليه منصبه ألغى سياسة سوناك لترحيل المهاجرين إلى رواندا، وهي الخطة التي لم يضعها المحافظون في أي حال موضع التنفيذ.
وعبر ما مجموعه 827 شخصاً، القنال الإنجليزي في الأسبوع الماضي، رغم أن حزب العمال قال إن أعداد الوافدين أقل منذ توليه منصبه مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وارتفع عدد المهاجرين الوافدين إلى بريطانيا خلال العام الجاري 2024، إلى مستوى قياسي تجاوز 8 آلاف حتى الآن، بعد قدومهم إلى أوروبا على متن قوارب صغيرة فراراً من الحروب، أو الجوع في بلدانهم.