القاهرة ترفض المقترحين الإسرائيلي والأميركي بشأن أبراج مراقبة على حدودها

بعد الرفض المصري.. وفد إسرائيلي إلى القاهرة بمقترح جديد لمحور فيلادلفيا

جنود إسرائيليون خلال تأمين المنطقة المحيطة بمدخل طريق فيلادلفيا (محور صلاح الدين) الواقع على طول الحدود المصرية في جنوب قطاع غزة. 19 يونيو 2005 - AFP
جنود إسرائيليون خلال تأمين المنطقة المحيطة بمدخل طريق فيلادلفيا (محور صلاح الدين) الواقع على طول الحدود المصرية في جنوب قطاع غزة. 19 يونيو 2005 - AFP
القاهرة/دبي -الشرق

قالت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، على مسار المفاوضات الرباعية التي تدور في القاهرة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إن وفداً إسرائيلياً وصل القاهرة مساء الخميس، لإجراء مباحثات مع الجانب المصري حول محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وغزة، ومعبر رفح حاملاً طرحاً جديداً في الملفين، وسط تقارير عن أن الطلب الإسرائيلي يقف عقبة في طريق التوصل لاتفاق.

 وذكر مصدران أمنيان مصريان أن وفداً من الولايات المتحدة انضم للوفد الإسرائيلي في المحادثات، سعياً للتوصل إلى حلول وسط بشأن توفير الأمن على الحدود بين مصر وقطاع غزة. وأضافا أنه من المقرر تقديم المقترحات إلى المسؤولين الإسرائيليين في وقت لاحق الخميس، وأن من المقرر أيضاً أن ينضم وفد قطري إلى المحادثات الجمعة.

وأضافت إسرائيل شرطاً جديداً على الاتفاق عرقل التوصل إلى نتيجة، إذ طلبت تواجداً عسكرياً دائماً على الحدود مع مصر، ورقابة عسكرية على معبر رفح، وتواجد عسكري على محور "نتساريم"، وهو شريط ممتد من شرق القطاع إلى غربه يمنع حرية حركة الفلسطينيين بين شمال قطاع غزة وجنوبه.

وتتمسك مصر بموقفها بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من المحور والمعبر، فيما تعمل الإدارة الأميركية مع الجانبين المصري والإسرائيلي للوصول إلى حل للملفين قبل الجولة الجديدة من مفاوضات التهدئة الرباعية المتوقع استمرارها الأحد المقبل.

وكان من المتوقع عقد جولة جديدة من المفاوضات الرباعية التي تضم مصر وقطر وإسرائيل والولايات المتحدة الخميس، وتسعى للتوصل لتهدئة في قطاع غزة و لكنها أجلت في انتظار الوصول إلى حل في بعض القضايا العالقة.

وقالت عشرة مصادر مطلعة على جولة المحادثات لـ"رويترز"، إن الخلافات حول الوجود العسكري الإسرائيلي مستقبلاً في غزة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، تقف "عقبة كؤوداً" في سبيل التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى.

وذكرت المصادر، ومن بينها اثنان من مسؤولي حماس وثلاثة دبلوماسيين غربيين لرويترز أن الخلافات نشأت من مطالب قدمتها إسرائيل بعد موافقة حماس على نسخة من مقترح الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو.

وقالت جميع المصادر إن حماس تشعر بالقلق بشكل خاص من أحدث مطلب والذي يتعلق بالاحتفاظ بقوات إسرائيلية على طول ممر نتساريم، وأيضاً وجود قوات إسرائيلية في ممر فيلادلفيا.

وقال مصدر مقرب من المحادثات لـ"رويترز"، إن حماس ترى أن إسرائيل غيرت شروطها وتوجهاتها "في اللحظة الأخيرة" وتخشى أن تقابل أي تنازلات تقدمها بمزيد من المطالب.

8 أبراج مراقبة

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الخميس، عن مسؤولين مصريين قولهم إن المفاوضين الإسرائيليين قدموا لمصر مقترحاً في الآونة الأخيرة بإنشاء 8 أبراج مراقبة على طول محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة.

وأشار المسؤولون المصريون إلى أن الولايات المتحدة حاولت تقديم "تنازلات" لمصر عبر اقتراح إقامة برجين فقط، ولكن مصر رفضت العرضين، قائلة إن أي عدد من الأبراج يمنح الجيش الإسرائيلي وجوداً دائماً في المنطقة.

وتسعى مصر إلى طلب ضمانات أميركية بأنه حتى إذا غادرت إسرائيل المحور في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي يفترض أن ينقسم لـ3 مراحل، فإنها لن تعود في مرحلة لاحقة إذا تعثرت العملية، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".

بايدن يضغط على نتنياهو

وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس، اتصالاً هاتفياً مع نتنياهو، الأربعاء، ناقشا خلاله اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن المحتجزين في القطاع.

وقال موقع "أكسيوس" الأميركي، إن المكالمة ركزت على مطلب نتنياهو الجديد بأن تظل القوات الإسرائيلية منتشرة على امتداد "محور فيلادلفيا".

وقال مفاوضون إسرائيليون، ومسؤولون أميركيون إن مطلب نتنياهو بشأن المحور تحوّل إلى عقبة كبيرة أمام التوصل إلى اتفاق محتمل، وأشار "أكسيوس" إلى أن بايدن يريد من نتنياهو أن يخفف موقفه بشأن هذه المسألة.

والتقى مسؤولون إسرائيليون ومصريون وأميركيون في القاهرة، الأحد والاثنين، لمناقشة مسألة "محور فيلادلفيا".

وقال المسؤولون الإسرائيليون إنه بناءً على أوامر نتنياهو، قدم الجانب الإسرائيلي خريطة أظهرت أن إسرائيل قلصت بعض قواتها لكنها لا تزال تنشرها على طول المحور.

نتنياهو يصر

 وقال مكتب نتنياهو الأربعاء، إن إسرائيل لم توافق على سحب قواتها من محور فيلادلفيا على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة، نافياً صحة تقرير بالتلفزيون الإسرائيلي أفاد بموافقة رئيس الوزراء على سحب القوات.

وقال مكتب نتنياهو في بيان "تصر إسرائيل على تحقيق جميع أهدافها للحرب، كما حددها مجلس الوزراء الأمني، بما في ذلك ألا تشكل غزة مرة أخرى تهديداً أمنياً لإسرائيل. وهذا يتطلب تأمين الحدود الجنوبية".

واختتم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الثلاثاء، زيارة سريعة إلى المنطقة كان يسعى من خلالها إلى تحقيق انفراجة. وبعد اجتماعه مع نتنياهو، قال بلينكن إن إسرائيل قبلت مقترحاً أميركياً جديداً يستهدف تقريب هوة الخلافات بين أحدث مواقف إسرائيل وحماس. وحث بلينكن حماس على أن تقبل أيضاً هذا المقترح.

ولم ينشر أي طرف ما وصفه بلينكن بمقترح سد الفجوات.

رفض مصري 

وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن المصريين رفضوا هذه الخطة، والولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بأن الخريطة "غير قابلة للتنفيذ".

ونفى مصدر مصري رفيع المستوي الاثنين، ما تردد عن موافقة مصر على بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا أو معبر رفح، وشدد على تمسك مصر بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من المحور والمعبر.

وقال نتنياهو إنه أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، بأنه يطالب بأن يظل الجيش الإسرائيلي مسيطراً على "محور فيلادلفيا" بالكامل، كما أخبر عائلات المحتجزين في قطاع غزة، أنه "ربما أقنع بلينكن بالموافقة".

في المقابل، رد مسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية وقالوا إن بلينكن لم يقتنع، مؤكدين أن الولايات المتحدة "لا تتفق مع نتنياهو بشأن هذه المسألة".

وأبلغ مسؤول أميركي الصحافيين، الثلاثاء، أن "تصريحات نتنياهو المتطرفة"، ليست بناءة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وتهدد القدرة على المضي قدماً نحو التوصل إلى اتفاق.

تصنيفات

قصص قد تهمك