الرئيس الأميركي طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي إبعاد قواته عن الحدود بين مصر وغزة

"أكسيوس": نتنياهو وافق على انسحاب جزئي من محور فيلادلفيا

جنود إسرائيليون خلال تأمين المنطقة المحيطة بمدخل طريق فيلادلفيا (محور صلاح الدين) الواقع على طول الحدود المصرية في جنوب قطاع غزة. 19 يونيو 2005 - AFP
جنود إسرائيليون خلال تأمين المنطقة المحيطة بمدخل طريق فيلادلفيا (محور صلاح الدين) الواقع على طول الحدود المصرية في جنوب قطاع غزة. 19 يونيو 2005 - AFP
دبي-الشرق

طلب الرئيس الأميركي جو بايدن من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مكالمتهما الهاتفية يوم الأربعاء الماضي، الموافقة على سحب القوات بشكل جزئي من الحدود بين مصر وغزة، خلال المرحلة الأولى من صفقة إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في القطاع حتى تتقدم المفاوضات، حسبما نقل موقع "أكسيوس" عن ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، لم يكشف عن هوياتهم.

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن نتنياهو قبل طلب بايدن بشكل جزئي ووافق على التخلي عن موقع واحد على طول الحدود، مشيرين إلى أن الرئيس الأميركي طلب منه، خلال المكالمة، تخفيف حدة موقفه والموافقة على سحب القوات الإسرائيلية من جزء صغير لمحور فيلادلفيا أثناء تنفيذ المرحلة الأولى من الصفقة.

وكان طلب نتنياهو الخاص باستمرار انتشار الجيش الإسرائيلي على طول محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وقطاع غزة خلال المرحلة الأولى من الصفقة، أحد نقاط الخلاف الرئيسية في المفاوضات.

وأوضح المسؤولون الإسرائيليون أن بايدن طلب سحب القوات من شريط يبلغ طوله من 1 إلى 2 كيلومتر على طول الحدود بين مصر وغزة، قائلين إن هذه المنطقة تقع بالقرب من ساحل رفح وتجاور حي تل السلطان، الذي لجأ إليه عدد كبير من الفلسطينيين النازحين.

وأضاف المسؤولون أن الرئيس الأميركي أخبر نتنياهو أن الموافقة على هذا قد تساهم في دفع المفاوضات نحو التوصل إلى اتفاق.

محور فيلادلفيا.. دعم أميركي لموقف إسرائيل

ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي آخر قوله إن موافقة نتنياهو الجزئية، أسفرت عن دعم الولايات المتحدة لموقف تل أبيب بأن تظل بقية القوات متواجدة على طول محور فيلادلفيا في المرحلة الأولى من الاتفاق.

وأضاف المسؤول أنه بعد دعم الولايات المتحدة لموقف إسرائيل، كان على مصر أن توافق بعد ذلك على تسليم الخرائط المقترحة المُحدَثة بأماكن انتشار القوات الإسرائيلية إلى حركة "حماس".

ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن تل أبيب تأمل في أن تقبل "حماس" بالخرائط الإسرائيلية المُحدَثة وتوافق على الانضمام إلى المفاوضات حتى يتمكن الوسطاء من إجراء محادثات بين الطرفين، والمضي قدماً نحو التوصل إلى اتفاق. 

وأشار المسؤولون الإسرائيليون، الذين تحدثوا إلى الموقع، إلى أنهم لا يعتقدون أن "حماس" ستوافق على الخرائط المُحدَثة التي تتضمن الانتشار المُخفَض بشكل طفيف للجيش الإسرائيلي.

وقال أحد مساعدي نتنياهو لـ"أكسيوس" إن رئيس الوزراء وافق على تغيير موقع أحد أماكن تمركز الجيش وتحريكه لبضع مئات من الأمتار فقط "بشكل لا يضر بالسيطرة العملياتية" على طول محور فيلادلفيا.

وأضاف: "الجيش الإسرائيلي منتشر على طول محور فيلادلفيا، ورئيس الوزراء يتمسك بمبدأ أن هذا الوضع سيظل مستمراً".

البيت الأبيض يرفض التعليق

ومن جانبه، رفض متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض التعليق لـ "أكسيوس" على المعلومات الواردة في التقرير، قائلاً: "لن نعلق على المناقشات الدبلوماسية، وأولئك الذين يفعلون ذلك بشكل غير مباشر يعرضون الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق للخطر"، مضيفاً: "موقفنا واضح وثابت في جميع المسائل وهو أن يتم تنفيذ شروط الاتفاق بشكل كامل". 

وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي في البيت الأبيض جون كيربي، إن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل بيرنز وصل إلى القاهرة، الجمعة، وانضم إلى المحادثات الجارية بين الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر بشأن الصفقة. 

وأضاف كيربي، في مؤتمر صحافي: "العملية تمضي قدماً، ومن المهم أن يشارك فيها جميع الأطراف، بما في ذلك حماس، وأن يستمروا في العمل على إنهاء كل التفاصيل"، متابعاً: "هناك علامات مبكرة على أن محادثات الخميس كانت بنَاءة، ونريد أن نواصل هذا الزخم". 

هدنة غزة.. خطوة نحو تضييق الفجوات

ونقل "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن مصر وإسرائيل نجحتا خلال المحادثات التي أُجريت في القاهرة، يوم الخميس، في تضييق الفجوات بينهما فيما يتعلق بمسألة انتشار القوات الإسرائيلية على طول محور فيلادلفيا، إذ تعارض القاهرة بشدة استمرار نشر القوات على طول الحدود، وكانت هذه المسألة نقطة خلاف رئيسية بالنسبة لها. 

ووفقاً للموقع، فإن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار ورئيس الموساد ديفيد برنياع ورئيس القسم الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي الجنرال إليعازر توليدانو ومستشار الرئيس بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك، شاركوا في المحادثات التي أُجريت مع رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل ومسؤولين مصريين آخرين. 

ومن المقرر أن يتم عقد جولة أخرى من المفاوضات في القاهرة يوم الأحد بمشاركة: بيرنز، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وكبار المسؤولين من مصر وإسرائيل. 

الحدود بين مصر وقطاع غزة

قالت مصادر مطلعة لـ"الشرق"، على مسار المفاوضات الرباعية التي تدور في القاهرة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، إن وفداً إسرائيلياً وصل القاهرة مساء الخميس الماضي، لإجراء مباحثات مع الجانب المصري حول محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وغزة، ومعبر رفح حاملاً طرحاً جديداً في الملفين، وسط تقارير عن أن الطلب الإسرائيلي يقف عقبة في طريق التوصل لاتفاق.

 وذكر مصدران أمنيان مصريان أن وفداً من الولايات المتحدة انضم للوفد الإسرائيلي في المحادثات، سعياً للتوصل إلى حلول وسط بشأن توفير الأمن على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

وأضافت إسرائيل شرطاً جديداً على الاتفاق عرقل التوصل إلى نتيجة، إذ طلبت تواجداً عسكرياً دائماً على الحدود مع مصر، ورقابة عسكرية على معبر رفح، وتواجد عسكري على محور "نتساريم"، وهو شريط ممتد من شرق القطاع إلى غربه يمنع حرية حركة الفلسطينيين بين شمال قطاع غزة وجنوبه.

وتتمسك مصر بموقفها بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من المحور والمعبر، فيما تعمل الإدارة الأميركية مع الجانبين المصري والإسرائيلي للوصول إلى حل للملفين قبل الجولة الجديدة من مفاوضات التهدئة الرباعية المتوقع استمرارها الأحد المقبل.

وقالت عشرة مصادر مطلعة على جولة المحادثات لـ"رويترز"، إن الخلافات حول الوجود العسكري الإسرائيلي مستقبلاً في غزة وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، تقف "عقبة كؤوداً" في سبيل التوصل لاتفاق وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى.

مطالب مصر

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الخميس، عن مسؤولين مصريين قولهم إن المفاوضين الإسرائيليين قدموا لمصر مقترحاً في الآونة الأخيرة بإنشاء 8 أبراج مراقبة على طول محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة.

وأشار المسؤولون المصريون إلى أن الولايات المتحدة حاولت تقديم "تنازلات" لمصر عبر اقتراح إقامة برجين فقط، ولكن مصر رفضت العرضين، قائلة إن أي عدد من الأبراج يمنح الجيش الإسرائيلي وجوداً دائماً في المنطقة.

وتسعى مصر إلى طلب ضمانات أميركية بأنه حتى إذا غادرت إسرائيل المحور في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي يفترض أن ينقسم لـ3 مراحل، فإنها لن تعود في مرحلة لاحقة إذا تعثرت العملية، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".

تصنيفات

قصص قد تهمك