CNN: تدفق ملايين الدولارات لشركات ترمب من حملات الجمهوريين يثير شكوكاً

أشخاص يمرون عبر مبنى ترمب بعد حكم ضد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يأمره بدفع 354.9 مليون دولار ومنعه من ممارسة الأعمال التجارية في ولاية نيويورك لمدة 3 سنوات، في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة. 16 فبراير 2024 - Reuters
أشخاص يمرون عبر مبنى ترمب بعد حكم ضد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يأمره بدفع 354.9 مليون دولار ومنعه من ممارسة الأعمال التجارية في ولاية نيويورك لمدة 3 سنوات، في مدينة نيويورك، الولايات المتحدة. 16 فبراير 2024 - Reuters
دبي-الشرق

أثار تدفق ملايين الدولارات إلى الشركات الخاصة بالمرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية الرئيس السابق دونالد ترمب من حملاته السياسية، التي غالباً ما يعلن عن تأييده لأصحابها، تساؤلات بشأن العلاقة بين الدعم السياسي والمصالح التجارية، وفق ما أوردت شبكة CNN.

وقالت الشبكة، إنه في أواخر العام الماضي، أعلن ترمب تأييده لمالك وكالات بيع السيارات بيرني مورينو، للفوز بمقعد مجلس الشيوخ في ولاية أوهايو، وبعد يومين، أنفقت حملة الأخير حوالي 17 ألف دولار في منتجع الرئيس السابق بفلوريدا مار إيه لاجو، ثم تبع ذلك إنفاقها 79 ألف دولار إضافية في الشهر التالي، ما جعله أحد أكبر المنفقين السياسيين في المنتجع. 

ووفقاً لتحليل أجرته الشبكة لبيانات تمويل الحملات الفيدرالية، فإن مورينو ليس الوحيد، إذ من خلال إقامة ترمب فعاليات جمع التبرعات في منتجعه والإقامات في فنادقه، وحجز الرحلات الجوية على متن الطائرة الخاصة بالرئيس السابق، فإن المرشحين الجمهوريين والمجموعات السياسية التابعة للحزب قد ينفقون المزيد من الأموال هذا العام في شركات ترمب، مقارنةً بأي عام منذ عام 2016. 

وكان المرشح الجمهوري للرئاسة نفسه، أكبر مُنفق سياسي في ممتلكاته، سواء هذا العام أو على مدى العقد الماضي، فأثناء حملاته الرئاسية الثلاث، ضخ ترمب والمجموعات السياسية المرتبطة بحملاته أكثر من 28 مليون دولار من التبرعات في أعماله التجارية، ما ساعد في تحويل حماس مؤيديه إلى أرباح شخصية. 

واتبع بعض الجمهوريين الآخرين النهج ذاته، إذ أنفقوا ملايين الدولارات في ممتلكات ترمب في محاولة واضحة لكسب ود الرئيس السابق وإظهار ولائهم له أمام الناخبين الجمهوريين. 

وكان بعض المرشحين الذين أنفقوا أكبر قدر من المال في أعمال ترمب التجارية خلال السنوات الأخيرة من السياسيين الجدد، الذين حصلوا على تأييده رغم افتقارهم إلى الخبرة الانتخابية السابقة، بما في ذلك مورينو، ومرشح مجلس الشيوخ السابق في جورجيا هيرشيل ووكر، ومرشحة مجلس الشيوخ في ولاية أريزونا كاري ليك. 

وأنفقت الحملات الانتخابية والمجموعات الأخرى الداعمة لترمب أكثر من 80% من الـ 35 مليون دولار التي تدفقت إلى أعماله التجارية منذ عام 2011، وفي الشهور الـ 6 الأولى فقط من عام 2024، اقترب الإنفاق في شركات الرئيس السابق من إجمالي عام 2023 بأكمله. 

إنفاق العام 2024

وفي النصف الأول من عام 2024، أنفقت الحملات الفيدرالية ولجان العمل السياسي ما يقرب من 3.2 مليون دولار في ممتلكات ترمب، وجاء أكثر من 80% منها من حملاته الخاصة والمجموعات المرتبطة بها، كما أنفقت حملاته ولجان جمع التبرعات الجزء الأكبر، حوالي 1.9 مليون دولار، على شركة مملوكة له تدير طائرته. 

وأنفقت الحملات واللجان أكثر من مليون دولار في مار إيه لاجو حتى الآن خلال هذا العام، وحوالي 200 ألف دولار في فنادق ومنتجعات ترمب الأخرى. 

ونقلت الشبكة عن كارولين ليفات، المتحدثة باسم حملة ترمب، قولها إن "اللجان تدفع سعر السوق العادل لجميع ممتلكات ترمب والخدمات التي تقدمها". 

ولفتت الشبكة إلى أن إنفاق المرشحين آلاف الدولارات في ممتلكات الرئيس السابق أثناء تنافسهم على الحصول على تأييده "يعد مثالاً على كيفية تعزيز السياسة لأرباح شركاته".

ويرى خبراء تمويل الحملات الانتخابية أن نفوذ الرئيس السابق يساعد في تفسير سبب سفر بعض المرشحين مئات أو آلاف الأميال للظهور في فندق أو منتجع تابع له. 

ونقلت الشبكة عن دانييل وينر، وهو مدير برنامج الانتخابات والحكومة في مركز "برينان": "من الواضح أنه (ترمب) يسيطر الآن على الحزب الجمهوري بشكل كامل، وقد أصبحت رعاية أعماله التجارية إحدى الطرق المقبولة التي يعبر بها المرشحون والمسؤولون العامون عن ولائهم لزعيم الحزب". 

وأجرت شبكة CNN تحليلاً لبيانات لجنة الانتخابات الفيدرالية حول أكثر من 12 مليون دولار من نفقات الحملات منذ عام 2011، وحددت تلك التي ذهبت إلى مجموعة متنوعة من الشركات المرتبطة بترمب، بما في ذلك منتجعه وفنادقه ومنتجعاته والشركة المرتبطة بطائراته الخاصة. 

وأفاد حوالي 150 مرشحاً للكونجرس بإنفاق أموال حملاتهم في ممتلكات ترمب، بما في ذلك بعض الديمقراطيين في السنوات التي سبقت ترشحه الأول للرئاسة، إذ أنفقت حملة سيناتور نيوجيرسي روبرت مينينديز عدة آلاف من الدولارات في نادي ترمب الوطني للجولف بفرجينيا عام 2012، في حين أنفقت حملة سيناتور ديلاوير والحليف الوثيق للرئيس الأميركي جو بايدن، حوالي 700 دولار في منتجع ترمب الدولي في فلوريدا العام 2014. 

وأظهرت بيانات لجنة الانتخابات الفيدرالية أنه منذ عام 2015، كانت كل الحملات الانتخابية التي أبلغت عن إنفاق أموال في أعمال ترمب التجارية لجمهوريين، وحصل معظمهم على تأييد الرئيس السابق في مرحلة ما من مسيرتهم السياسية، حتى أن بعض أكبر المنفقين هم سياسيون لم يشغلوا مناصب منتخبة من قبل ولكنهم تلقوا تأييدات مبكرة من الرئيس السابق ساعدت حملاتهم على الفوز أو تجنب الانتخابات التمهيدية التنافسية. 

ويعد مورينو، مرشح مجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو، مثالاً واضحاً على ذلك، فهو رجل أعمال يمتلك مجموعة من وكالات بيع السيارات في منطقة كليفلاند، وترشح في البداية لمجلس الشيوخ عام 2022، قبل أن ينسحب بعد محادثة أجراها مع ترمب ويدعم في النهاية المرشح الحالي لمنصب نائب الرئيس جيه دي فانس. 

دعم من ترمب

وفي أبريل 2023، بينما كان مورينو يستعد للترشح لمجلس الشيوخ مرة أخرى، أبلغ عن إنفاقه مبالغ في مار إيه لاجو بلغ مجموعهما حوالي 13 ألف دولار وذلك لـ "تقديم الطعام في الفعاليات"، وفي نفس اليوم الذي تم فيه دفع إحدى هذه المدفوعات، نشر ترمب على منصة "Truth Social" أنه سمع أن مورينو، الذي وصفه بأنه "رجل أعمال يحظى باحترام كبير"، كان يفكر في الترشح لمجلس الشيوخ، مشيراً إلى أنه لن يكون من السهل هزيمته. 

وأيد ترمب مورينو في 19 ديسمبر الماضي، وفي 21 من نفس الشهر أبلغ الأخير عن إنفاق ما يقرب من 17 ألف دولار إضافية في "مار إيه لاجو"، كما أنفق 80 ألف دولار أخرى هناك في يناير الماضي، عندما نظمت حملته فعالية لجمع التبرعات في المنتجع جمعت فيه حوالي 350 ألف دولار. 

وفاز مورينو في الانتخابات التمهيدية التنافسية مارس الماضي، متغلباً على أمين عام الولاية الجمهوري الحالي ومشرع الولاية، لكن CNN نقلت عن ديفيد كوهين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة أكرون، قوله إنه "قبل الحصول على تأييد ترمب، كانت المنافسة متقاربة". 

ومؤخراً، كانت المرشحة لمجلس الشيوخ في ولاية أريزونا كاري ليك، واحدة من أكبر المنفقين السياسيين في "مار إيه لاجو"، حيث أنفقت حملتها أكثر من 100 ألف دولار هناك حتى الآن خلال هذا العام، وجاء معظم هذا الإنفاق في أبريل الماضي، عندما أقامت كاري ليك فعالية لجمع التبرعات في المنتجع جمعت خلالها مليون دولار، وفقاً لموقع "أكسيوس". 

وأفادت حملة ليك بإنفاق حوالي 71 ألف دولار في المنتجع لـ "تأجير المرافق وخدمات تقديم الطعام"، كما أبلغت أيضاً عن إنفاق 32 ألف دولار على "الإقامة" في المنتجع في يوم فعالية جمع التبرعات واليومين التاليين. 

شكوك حول الانفاق

ورغم عدم وجود دليل على أن ترمب يختار تأييد المرشحين، لأنهم ينفقون الأموال في أعماله التجارية، فإن بعض الخبراء يقولون إن مسألة ارتباط إنفاق الأموال في منتجع مار إيه لاجو بالحصول على تأييد الرئيس السابق "تثير الشكوك". 

وقالت خبيرة الأخلاقيات الحكومية وأستاذة القانون بجامعة واشنطن، كاثلين كلارك: "إذا كان (ترمب) يمنح تأييده للمرشحين لأنهم ينفقون الأموال في ممتلكاته، فإن الأمر يبدو إشكالياً، لكننا لا نعرف ما إذا كان يفعل ذلك لأنه لديه اتفاق صريح أو أنه قرر منحهم تأييده بسبب الأموال التي ينفقونها". 

بدورها، أوضحت المتحدثة باسم ترمب، أن أي مزاعم تتعلق بوجود اتفاق صريح يخص الإنفاق السياسي في أعمال ترمب التجارية "غير صحيحة وتحمل دوافع سياسية لتعزيز رواية قديمة". 

ومع ذلك، فإن ترمب أكبر منفق سياسي في أعماله التجارية، فمنذ محاولته الأولى للوصول إلى البيت الأبيض أنفقت حملته ولجان العمل السياسي المرتبطة بها أكثر من 28 مليون دولار في ممتلكاته. 

وفي حين اجتذب الإنفاق السياسي في منتجعه أكبر قدر من الاهتمام، فإن الجزء الأكبر من مدفوعات حملة ترمب في أعماله التجارية الخاصة ذهبت إلى شركة أقل شهرة، إذ أنفقت حملته واللجان المرتبطة به أكثر من 14 مليون دولار على السفر الجوي من خلال شركة TAG Air التي تشغل طائرة ترمب من طراز "بوينج 757"، ويُطلق عليها اسم "ترمب فورس وان". 

ويُظهر أحدث إقرار إفصاح مالي لترمب، والذي صدر الأسبوع الماضي، أنه يمتلك شركة TAG Air من خلال شركة ذات مسؤولية محدودة أخرى، وتقدر قيمة الشركة بين 5 و25 مليون دولار، وذكر ترمب أنه حقق دخلاً قدره 4.4 مليون دولار منها، كما أفاد بكسبه 56.9 مليون دولار من مار إيه لاجو. 

وحتى الآن، ذهب حوالي 5% من إجمالي مدفوعات حملة ترمب لعام 2024 إلى أعماله التجارية الخاصة، وهي نسبة أكبر من تلك التي كانت في حملاته في عامي 2016 أو 2020، رغم أن ذلك قد يكون جزئياً لأن الإنفاق الإجمالي للحملة الحالية سيزداد قبيل الانتخابات. 

وبجانب لجان العمل السياسي المرتبطة بحملة ترمب، فإن بعض الجماعات الجمهورية الأخرى تنفق أقل مما كانت عليه في السباقات الانتخابات الماضية، إذ أنفقت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري ما يزيد عن 2 مليون دولار في فنادق ومنتجعات ترمب في الفترة بين عامي 2016 و2022، لكنها لم تبلغ عن أي إنفاق في عام 2023، ودفعت 115.54 دولاراً فقط إلى فنادق ترمب حتى الآن خلال هذا العام.

وعلى نحو مماثل، أنفق صندوق قيادة مجلس الشيوخ واللجنة الوطنية الجمهورية في الكونجرس عشرات الآلاف من الدولارات في عقارات ترمب خلال الدورات الانتخابات الماضية، لكنهما لم يبلغا عن أي إنفاق هناك منذ عام 2020. 

وأشارت CNN إلى أن الإنفاق السياسي في مار إيه لاجو وغيره من ممتلكات ترمب يأتي بالتوازي مع المشاريع التجارية الأخرى التي شارك فيها الأخير منذ مغادرته البيت الأبيض، لكسب المال من مؤيديه السياسيين، بما في ذلك بيع بطاقات التداول الرقمية، والترويج للأحذية الرياضية التي تحمل علامة ترمب التجارية، وحتى بيع نسخة من الإنجيل مقابل 59.99 دولاراً. 

تصنيفات

قصص قد تهمك