ألمانيا.. اليمين المتطرف يستغل "حادث طعن" في الحشد ضد المهاجرين قبل انتخابات محلية

متظاهرون ألمان يحملون الأعلام في تجمع لحزب Freie Sachsen (ساكسونيا الحرة) اليميني المتطرف في كمنيتس بألمانيا. 18 مارس 2024 - Reuters
متظاهرون ألمان يحملون الأعلام في تجمع لحزب Freie Sachsen (ساكسونيا الحرة) اليميني المتطرف في كمنيتس بألمانيا. 18 مارس 2024 - Reuters
دبي -الشرق

أشعل حادث طعن في مدينة زولينجن الألمانية، نقاشاً بشأن الأمن العام والهجرة، قبل أسبوع من الانتخابات المحلية في شرق ألمانيا، حيث هاجم اليمين المتطرف، الائتلاف الحكومي والأحزاب الأخرى، بسبب ما اعتبروه "فشلاً ذريعاً في حماية المواطنين الألمان"، داعياً إلى طرد المهاجرين، وفق "بوليتيكو".

ولا تزال الشرطة تبحث عن الجاني، الذي قتل ثلاثة أشخاص وأصاب ثمانية آخرين في وقت متأخر من الجمعة.

وتم القبض على مراهق يبلغ من العمر 15 عاماً، للاشتباه في تورطه المحتمل في التحضير للهجوم، لكن المدعين العامين قالوا إن البحث عن الجاني مستمر.

وأعلن تنظيم "داعش" في وقت لاحق من السبت، مسؤوليته عن عمليات الحادث.

ولم يتم الكشف عن أي معلومات رسمية عن المهاجم أو أصله أو دوافعه حتى الآن، لكن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف كان قد وصف الهجوم بأنه "هجوم مهاجرين".

وكتب بيورن هوكه، المرشح الرئيسي لحزب البديل من أجل ألمانيا في تورينجن، على منصة "إكس": "أيها الألمان، أهل تورينجن، هل تريدون حقاً أن تعتادوا على هذه الظروف؟ حرروا أنفسكم؛ ضعوا حداً أخيراً للمسار الخاطئ المتمثل في التعددية الثقافية القسرية!". وتتوجه تورينجن إلى صناديق الاقتراع في الأول من سبتمبر، كما هو الشأن لولاية ساكسونيا.

وحث هوكه، الذي يتصدر استطلاعات الرأي في تورينجن، الناخبين على "التصويت من أجل التغيير"، وإرسال "أحزاب الكارتيل (العصابات) المسؤولة إلى الصحراء"، مضيفاً: "لا يمكن أن يكون هناك المزيد من هذا. لا للهجرة!".

ولا يهاجم حزب "البديل من أجل ألمانيا" التحالف الحاكم المكون من الديمقراطيين الاجتماعيين بزعامة المستشار أولاف شولتز، الخضر والديمقراطيين الأحرار فحسب، بل يهاجم أيضاً حزبي المعارضة الرئيسيين، حزب "الاتحاد الديمقراطي المسيحي/الاتحاد الاجتماعي المسيحي" من يمين الوسط (حزب المستشارة السابقى أنجيلا ميركل)، وتحالف ساهرا فاجينكنيجت من أقصى اليسار، وهما الخصمان الرئيسيان لحزب "البديل من أجل ألمانيا" في الانتخابات المحلية.

في ولاية ساكسونيا، حيث يتعادل حزب "البديل من أجل ألمانيا" مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، كتب الحزب على موقع "إكس"، أن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي "لن يفعل شيئاً لتغيير الوضع الحالي"، وسيسعى إلى "سياسة الحدود المفتوحة مع المزيد من الهجرة" على مستوى الاتحاد الأوروبي.

وقالت النائبة البرلمانية عن حزب "البديل من أجل ألمانيا"، نيكول هوكست: "التغيير ممكن فقط معنا".

وأعادت وابل الانتقادات اليمينية المتطرفة، وسط نقص المعلومات عن المهاجم، إلى الأذهان أعمال الشغب الأخيرة في بريطانيا، والتي أججتها مزاعم كاذبة بأن المهاجم المشتبه به كان مهاجراً وصل حديثاً.

وأشعل طعن ثلاث فتيات في ساوثبورت شمال بريطانيا، في أواخر يوليو الماضي، أياماً من العنف في جميع أنحاء البلاد مع اتهام الجماعات اليمينية المتطرفة بإشعال الاضطرابات العنيفة.

سياسات صارمة في مواجهة الهجرة

وصف  المستشار الألماني شولتز، هجوم زولينجن، بأنه "حدث رهيب صدمني بشدة". وفي تجمع انتخابي، السبت، في ولاية براندنبورج بشرق ألمانيا، والتي ستعقد أيضاً انتخابات الشهر المقبل، في 21 سبتمبر، قال المستشار "يجب ألا نقبل شيئاً كهذا في مجتمعنا.. يجب تطبيق القوة الكاملة للقانون هنا".

وأدلى شولتز بتعليقات مماثلة في أعقاب حوادث سابقة في ألمانيا. وتعهد المستشار الألماني بتطبيق سياسات هجرة أكثر صرامة وتكثيف عمليات الترحيل، حتى إلى سوريا وأفغانستان.

وذكرت مجلة "بوليتيكو"، أن الهجوم الجديد، الجمعة، يزيد من الضغوط السياسية، إذ أنه "يخاطر بتغذية رواية اليمين المتطرف بأن حكومة شولتز تتحدث كثيراً وتتصرف قليلاً".

وتعرضت وزيرة الداخلية نانسي فيزر، التي أعربت في أول رد فعل لها، السبت، عن تعازيها للضحايا، لانتقادات من فلوريان هان، وهو عضو في البرلمان من حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي المعارض من يمين الوسط، واتهمها بالقصور في الأمن. وكتب هان على منصة "إكس": "لا يمكن أن يستمر الأمر على هذا النحو".

وكان زعيم المعارضة من يمين الوسط، فريدريش ميرز، أكثر اعتدالاً في ردة فعله، إذ كتب: "هذا العنف الوحشي لا يطاق. أفكارنا مع الضحايا وعائلاتهم. نتمنى لهم جميعاً الكثير من القوة في هذه الساعات".

تصنيفات

قصص قد تهمك