حماس: هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق إذا تراجعت إسرائيل عن مطلب بقاء قواتها

إسرائيل تطالب بـ5 نقاط عسكرية على محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وغزة

رام الله -محمد دراغمة

كشفت مصادر قريبة من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتي تجري في القاهرة لـ"الشرق"، أن الوفد الإسرائيلي طالب ببقاء 8 نقاط عسكرية لقواته على محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، في المرحلة الأولى من اتفاقية الهدنة وتبادل الأسرى، قبل أن يوافق أثناء المفاوضات على خفض العدد إلى 5 نقاط.  

وقالت المصادر إن حركة "حماس" تصر على انسحاب إسرائيلي تام من هذا المحور مستندة في ذلك إلى عدة عوامل منها إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في وقت سابق أن لا أهمية أمنية للوجود العسكري الإسرائيلي على هذا المحور في هذه المرحلة، وأن الجيش الإسرائيلي "يمكنه العودة إليه مستقبلاً إذا اقتضت الحاجة".

وذكر مسؤول في حركة حماس لـ"الشرق"، أنه من الناحية العملية يمكن للجيش الإسرائيلي العودة إلى هذا المحور أو إلى أي موقع في أي وقت بالقوة العسكرية لكنه يطالب بإقرار "حماس" ومصر بهذا الوجود، وترسيمه في اتفاق يعقد تحت إشراف أميركي ومصري وقطري "لكي يجعل من وجوده الاحتلالي في هذه النقطة الحدودية الحساسة شرعياً". 

معبر رفح والرقابة على النازحين

وقالت المصادر إن هناك اقتراحات لسد الفجوات بين مواقف الطرفين في القضايا العالقة مثل إدارة معبر رفح الحدودي مع مصر، والرقابة على النازحين العائدين من الجنوب إلى الشمال، وأعداد الأسرى الفلسطينيين الذين تتحفظ إسرائيل على إطلاق سراحهم وغيرها، مؤكدة "وجود فرصة للتوصل إلى اتفاق في حال تراجع اسرائيل عن مطلبها التواجد على محور فيلادلفيا".

ولفتت المصادر إلى أن هناك موافقة إسرائيلية مبدئية على تواجد موظفين من السلطة الفلسطينية على معبر رفح الحدودي مع مصر خلال المرحلة الأولى من الاتفاق التي تستمر ستة أسابيع للمساعدة في نقل الجرحى من الفصائل الفلسطينية إلى الخارج، ودخول المساعدات الإغاثية وغيرها. ووضعت إسرائيل بعض الشروط مثل عدم رفع العلم الفلسطيني على المعبر خلال هذه المرحلة وهو ما يرفضه الجانب الفلسطيني. 

وانتهت جولة المفاوضات وغادر الوفد الإسرائيلي لبحث المقترحات المقدمة مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.

فرصة لاتفاق حال التراجع عن مطلب فيلادلفيا

وقالت المصادر: "هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق فقط في حال تراجع إسرائيل عن موقفها من التواجد على محور فيلادلفيا، لكن إذا استمرت بتمسّكها بهذا المطلب فإن إسرائيل ستٌفشل المفاوضات.

وجدد مسؤولون في حركة "حماس" تمسك الحركة بورقة الثاني من يوليو الماضي، ورفضها الشروط الجديدة التي قدمها نتنياهو. 

وقال أحد المسؤولين في الحركة: "قدمنا تنازلات في ورقة يوليو، من أجل إنجاح الاتفاق لكن الجانب الإسرائيلي اعتبر ذلك تراجعاً ناجماً عن ضعف فأخذ يقدم شروطاً جديدة، ونحن لن نقبل الانخراط في عملية تفاوضية تقوم على هذا الأسلوب، لذلك نتمسك بمطالبنا دون أي تراجع".

رفض مصري وضغوط أميركية

وتتمسك مصر بموقفها بالانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من المحور والمعبر، وقال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن المصريين رفضوا بقاء القوات الإسرائيلية.

ونفى مصدر مصري رفيع المستوي الاثنين الماضي، ما تردد عن موافقة مصر على بقاء القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا أو معبر رفح، وشدد على تمسك مصر بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من المحور والمعبر.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت الخميس، عن مسؤولين مصريين قولهم إن المفاوضين الإسرائيليين قدموا لمصر مقترحاً في الآونة الأخيرة بإنشاء 8 أبراج مراقبة على طول محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة.

وأشار المسؤولون المصريون إلى أن الولايات المتحدة حاولت تقديم "تنازلات" لمصر عبر اقتراح إقامة برجين فقط، ولكن مصر رفضت العرضين، قائلة إن أي عدد من الأبراج يمنح الجيش الإسرائيلي وجوداً دائماً في المنطقة.

وتسعى مصر إلى طلب ضمانات أميركية بأنه حتى إذا غادرت إسرائيل المحور في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي يفترض أن ينقسم لـ3 مراحل، فإنها لن تعود في مرحلة لاحقة إذا تعثرت العملية، وفقاً لـ"وول ستريت جورنال".

وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن، ونائبته كامالا هاريس، اتصالاً هاتفياً مع نتنياهو، الأربعاء، ناقشا خلاله اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن المحتجزين في القطاع.

وقال 3 مسؤولين إسرائيليين إن بايدن طلب من نتنياهو، خلال المكالمة الموافقة على سحب القوات بشكل جزئي من الحدود بين مصر وغزة، خلال المرحلة الأولى من صفقة إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، وفق ما نقل موقع "أكسيوس".

وقال المسؤولون الإسرائيليون إن نتنياهو قبل طلب بايدن بشكل جزئي، ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي آخر قوله إن موافقة نتنياهو الجزئية، أسفرت عن دعم الولايات المتحدة لموقف تل أبيب بأن تظل بقية القوات متواجدة على طول محور فيلادلفيا في المرحلة الأولى من الاتفاق.

تصنيفات

قصص قد تهمك