"استهداف انتقائي".. القبة الحديدية الإسرائيلية لا تعترض كل الصواريخ

جندي إسرائيلي يقف بالقرب من إحدى بطاريات نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ بالقرب من الحدود اللبنانية 27 يوليو 2020 - REUTERS
جندي إسرائيلي يقف بالقرب من إحدى بطاريات نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ بالقرب من الحدود اللبنانية 27 يوليو 2020 - REUTERS
دبي-الشرق

أفادت شبكة "سي إن إن"، بأن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية "القبة الحديدية"، لا يمكنها اعتراض كل الصواريخ التي ترصدها، وإنما تلجأ إلى "الاستهداف الانتقائي" لتحديد أكثرها خطورة.

ومع دخول القصف الإسرائيلي على غزة أسبوعه الثاني، واستمرار إطلاق الصواريخ من القطاع باتجاه إسرائيل، أشارت الشبكة الأميركية إلى أنه خلال الأيام التسعة الماضية، أُطلقت آلاف الصواريخ من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، وفي كل يوم تعترضها صواريخ منظومة "القبة الحديدية".

ويقول الجيش الإسرائيلي، إن هذه الصواريخ اعترضت أكثر من 90٪ من الصواريخ المستهدفة، لكن "القبة الحديدية" لا تطارد كل صاروخ"، بحسب "سي إن إن".

والثلاثاء، كتب الجيش الإسرائيلي على "تويتر"، أن "نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي له هدف واحد هو اعتراض الصواريخ في الجو قبل أن تتمكن من قتل مدنيين إسرائيليين"، مضيفاً: "لن نعتذر عن إنقاذ الأرواح".

ووفقاً لبيانات رسمية للجيش الإسرائيلي، دمرت المنظومة أقل من نصف الصواريخ وقذائف الهاون التي أطلقتها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي".

والأحد، قال سلاح الجو الإسرائيلي إنه تم إطلاق نحو 3100 صاروخ من غزة منذ بداية التصعيد، قبل أكثر من أسبوع بقليل، نحو 450 منها فشلت في اختراق إسرائيل، ومن بين الـ2650 المتبقية، تم اعتراض نحو 1210 صواريخ.

"استهداف انتقائي"

وأوضحت "سي إن إن"، أنه في مواجهة العدد الهائل من الصواريخ التي تطلق من غزة، وفي كثير من الأحيان في صورة وابل كثيف، فإن القبة الحديدية "تُقرر" أيها يشكل أكبر تهديد للمناطق الحضرية والبنية التحتية، متجاهلة القذائف التي يشير مسارها إلى احتمال ضرب مناطق غير مأهولة بالسكان، أو البحر. 

ويُقدر الجيش الإسرائيلي، أنه كان يوجد ما بين 13 ألفاً و14 ألف صاروخ في غزة قبل هذا التصعيد، لذا فإن "الاستهداف الانتقائي"، ربما يبدو أمراً بالغ الأهمية، على الرغم من اختراق بعض الصواريخ.

وفي جلسة لمجلس الأمن الدولي، الأحد، أشار تور وينسلاند، المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، إلى أن الصواريخ وصلت "حتى مشارف القدس وتل أبيب وأحيائها، ومطار بن غوريون".

وأسفرت صواريخ الفصائل الفلسطينية عن مقتل 12 شخصاً على الأقل داخل إسرائيل.

تكلفة باهظة

قبل 10 سنوات، بدأ تشغيل منظومة "القبة الحديدية"، التي طورتها شركة "رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة" (Rafael Advanced Defense Systems ) الإسرائيلية، بالتعاون مع شركة "رايثيون" الأميركية لأنظمة الدفاع. 

وتضم القبة الحديدية، منظومة رادار لاكتشاف الصواريخ، ونظام قيادة وتحكم يحلل البيانات التي يوفرها الرادار، وصواريخ دفاع جوي يجري توجيهها بعد ذلك للاعتراض، ويكلف كل صاروخ نحو 40 ألف دولار، لذا فإن اعتراض 1200 صاروخ مكلف للغاية.

وفي حين أن الكثير من أنظمة الدفاع الجوي مصممة لمواجهة الصواريخ الباليستية، فإن القبة الحديدية تستهدف الصواريخ غير الموجهة التي تبقى على ارتفاعات منخفضة. 

وتصل فعالية النظام إلى مدى 70 كيلومتراً (نحو 43 ميلاً)، وفي الوقت نفسه، يحاول الجيش الإسرائيلي تحديد مواقع مصانع الصواريخ، ومنصات إطلاقها (كثير منها متحرك)، وتدميرها داخل غزة.
 
وتحتوي كل بطارية على رادار للتحكم في إطلاق النار لتحديد الأهداف، ولديها قاذفة صواريخ محمولة، ويمكن نقل المنظومة بسهولة، إذ إنها لا تحتاج سوى بضع ساعات للانتقال والإعداد.

ويتمتع صاروخ "القبة" بقدرة عالية على المناورة، ويبلغ طوله 3 أمتار (نحو 10 أقدام)، وقطره نحو 6 بوصات (15 سنتيمتراً). 

وفي عام 2012، كشفت مجموعة "آي إتش إس جينز" (IHS Jane's) البريطانية للاستخبارات الدفاعية والأمنية، أن وزن الصاروخ المذكور يبلغ 90 كيلوغراماً (198 رطلاً)، وأن رأسه الحربي يحمل 11 كيلوغراماً من المتفجرات شديدة الانفجار.

"تطوير مستمر"

الجيش الإسرائيلي عمل على تطوير "القبة الحديدية" مراراً، لتكون قادرة على مواجهة تهديد قذائف الهاون، التي تبقى في الهواء لفترة أقصر بكثير من الصواريخ، وأخيراً الطائرات من دون طيار. 

وقال الجيش الإسرائيلي في 13 مايو الجاري، إن المنظومة "اعترضت طائرة من دون طيار تابعة لحركة حماس عبرت من قطاع غزة إلى الأراضي الإسرائيلية"، وهي المرة الأولى التي تعترض فيها طائرة مسيرة أثناء العمليات العسكرية.

ويعتبر محللون عسكريون إسرائيليون، أن المنظومة حققت نجاحاً كبيراً في حماية المدنيين، لكنهم يرون أن "القبة الحديدية" مجرد عنصر واحد من عناصر استراتيجية عسكرية أوسع نطاقاً.

وكتب باحثون في "مركز دادو للدراسات العسكرية" التابع لهيئة الأركان العامة في الجيش الإسرائيلي في عام 2015: "لا يؤمن الجيش الإسرائيلي بإمكانية تحقيق نصر في حرب أو حملة أو صراع محدود من خلال الدفاع، الانتصار يقتضي دائماً عملية هجومية".

اقرأ أيضاً: