مقترح بانسحاب تدريجي لإسرائيل لتمرير وقف النار.. والقاهرة تطلب ضماناً أميركياً

مصادر مصرية لـ"الشرق": تواجد إسرائيل في محور فيلادلفيا يضر بمصالحنا ولن نقبله

دبي -الشرق

قالت مصادر أمنية مصرية مطلعة على سير مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتي انتهت أحدث جولاتها في القاهرة، الأحد، إن الجانب المصري جدد خلال المفاوضات تمسكه بضرورة الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وعدم التواجد في معبر رفح.

وأضافت المصادر أن هناك توافقاً مصرياً فلسطينياً على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من محوري فيلادلفيا الحدودي ونتساريم وهو شريط ممتد من شرق القطاع إلى غربه يمنع حرية حركة الفلسطينيين بين شمال قطاع غزة وجنوبه، وكذلك من معبر رفح الذي قالت إنه يجب أن يخضع لإدارة فلسطينية من جانب وإدارة مصرية من الجانب الآخر فقط.

وأكدت المصادر أن مصر "لا يمكن أن تقبل التواجد الإسرائيلي في محور فيلادلفيا؛ لأن هذا التواجد يضر بالمصالح المصرية مع قطاع غزة سياسياً وأمنياً واقتصادياً".

وكشفت المصادر عن أن الجانب الأميركي قدم خلال المفاوضات عدداً من المقترحات والأفكار للتغلب على مسألة الوجود العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، ومنها تقليص نقاط هذا الوجود، أو أن يكون بعيداً عن الحدود وعن معبر رفح، إلا أن الجانب المصري "رفض كل هذه المقترحات، وأكد تمسكه بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من المنطقة".

وفي المقابل رفض الجانب الإسرائيلي مقترحاً بالرقابة الإلكترونية أو وجود أوروبي أميركي غربي دون وجود إسرائيلي في المحور والمعبر.

وذكرت المصادر أن تمسك مصر برفض الوجود العسكري الإسرائيلي في تلك المنطقة بشكل قاطع "يعود إلى أن هذا الوجود يتناقض مع بنود اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، كما أنه يتناقض مع الملحق التكميلي الموقع عام 2005 بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة".

شرط وحيد للقبول 

وكشفت مصادر مصرية مطلعة عن أن هناك محاولة من مصر لإقناع حركة "حماس" بأنه إذا كان التواجد الإسرائيلي في محور فيلادلفيا "محدوداً ومؤقتاً"، مقابل وقف إطلاق النار وإعلان الهدنة، فإن هذا المقترح سيكون مقبولاً، ولكن التواجد الإسرائيلي الدائم حتى لو كان محدوداً فهو "مرفوض تماماً".

وقالت المصادر إن مصر توافق فقط على التواجد الإسرائيلي المؤقت والانسحاب التدريجي من محور فيلادلفيا، من أجل تمرير اتفاق الهدنة ووقف إطلاق النار مع توفير ضمانات أميركية تساعد على تنفيذ إسرائيل لهذا الانسحاب.

وأوضحت المصادر أن هذا ما تم إبلاغ وفد "حماس" المتواجد في القاهرة به، لكن بشرط خروج كافة القوات الإسرائيلية في المرحلة الثانية حسب الورقة الأميركية الخاصة بالمفاوضات، والتي أعلنها الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو، وتم التوافق على تعديلاتها في 2 يوليو، وتتضمن في المرحلة الثانية أن يكون الانسحاب كاملاً ووقف إطلاق النار دائماً.

أهداف إسرائيل من الوجود بمحور فيلادلفيا

وقال اللواء محمد عبد الواحد الخبير العسكري والاستراتيجي، إن سعي إسرائيل إلى التواجد الدائم في محوري فيلادلفيا ونتساريم يهدف لـ"تسهيل عملية الانتشار العسكري الإسرائيلي في دقائق في قطاع غزة بالكامل في حال وقوع أية حوادث، أو دعت الحاجة إلى ذلك".

اقرأ أيضاً

إسرائيل تطالب بـ5 نقاط عسكرية على محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وغزة

كشفت مصادر قريبة من مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتي تجري في القاهرة لـ"الشرق"، أن الوفد الإسرائيلي طالب ببقاء 8 نقاط عسكرية لقواته على محور فيلادلفيا.

واعتبر الدكتور محمد مجاهد الزيات، مستشار المركز المصري للفكر والدراسات، أن الموقف المصري بشأن التواجد الإسرائيلي "واضح تماماً"، وهو رفض التواجد الإسرائيلي في محور فيلادلفيا بصورة كاملة، مؤكداً أن هذا التواجد "يناقض البروتوكول الموقع بين البلدين في عدم التواجد في تلك المناطق".

وأشار إلى أن مصر أكدت ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من المحور في مفاوضات القاهرة، وهو ما حمله الوفد الإسرائيلي المشارك في المفاوضات إلى تل أبيب لعرض الأمر على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبراً أن الرفض الإسرائيلي "يأتي فقط من جانب نتنياهو الذي يدرك خطورة وضعه السياسي وموقفه حال وقف الحرب على غزة".

نقاط عسكرية إسرائيلية

وكشفت مصادر قريبة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، لـ"الشرق"، الأحد، أن الوفد الإسرائيلي طالب ببقاء 8 نقاط عسكرية لقواته على محور فيلادلفيا، في المرحلة الأولى من اتفاقية الهدنة وتبادل الأسرى، قبل أن يوافق أثناء المفاوضات في القاهرة على خفض العدد إلى 5 نقاط.

 

وقالت المصادر، إن حركة "حماس" تصر على انسحاب إسرائيلي تام من المحور مستندة في ذلك إلى عدة عوامل، منها إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في وقت سابق أنه لا توجد أهمية أمنية للوجود العسكري على المحور في هذه المرحلة، وأن الجيش "يمكنه العودة إليه مستقبلاً إذا اقتضت الحاجة".

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت، الخميس، عن مسؤولين مصريين قولهم إن المفاوضين الإسرائيليين قدموا لمصر مقترحاً، في الآونة الأخيرة، بإنشاء 8 أبراج مراقبة على طول محور فيلادلفيا، وأشار المسؤولون المصريون، إلى أن الولايات المتحدة حاولت تقديم "تنازلات" لمصر عبر اقتراح إقامة برجين فقط، ولكن مصر رفضت العرضين، قائلة إن أي عدد من الأبراج يمنح الجيش الإسرائيلي وجوداً دائماً في المنطقة.

مصر: ندير الوساطة بما يتوافق مع أمننا القومي

وجددت مصر، الاثنين، رفضها أي وجود إسرائيلي في معبر رفح أو محور فيلادلفيا، مؤكدةً أنها أبلغت "جميع الأطراف المعنية بعدم قبولها ذلك".

ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية"، عن مصدر مصري وصفته بأنه رفيع المستوى، قوله إن "مصر تدير الوساطة بين طرفي الصراع في غزة، بما يتوافق مع أمنها القومي، ويحفظ حقوق الفلسطينيين"، مشيراً إلى أن "الوفد المصري يبذل قصارى جهده لتحقيق قدر من التوافق بين الطرفين، وينسّق جهوده مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة".

وتتمسك القاهرة بموقفها في الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا، ومعبر رفح، كما أكد مسؤولون إسرائيليون وأميركيون، مرات عدة، أن المصريين رفضوا بقاء القوات الإسرائيلية.

 ونفى مصدر مصري رفيع المستوى، الأسبوع الماضي، ما تردد عن موافقة القاهرة على بقاء القوات الإسرائيلية في فيلادلفيا أو معبر رفح، وشدد على تمسك مصر بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من المحور والمعبر.

تصنيفات

قصص قد تهمك