وضعت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس استراتيجية للسباق الذي يتبقى من عمره 70 يوماً حتى الانتخابات المقررة في 5 نوفمبر المقبل، تسعى من خلالها لتحقيق أهداف رئيسية تتمثل في الحفاظ على التفوق على المرشح الجمهوري دونالد ترمب، والبقاء في دائرة اهتمام وسائل الإعلام، وتكثيف الحملات الانتخابية في الولايات التي قد تعزز من فرصها في الفوز، وفق ما ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي.
وقال "أكسيوس" إن جدول فعاليات نائبة الرئيس هذا الأسبوع يشمل جولة بالحافلة في جنوب جورجيا، وأول مقابلة لها كمرشحة رئاسية. ويأتي ذلك بالتزامن مع تكثيفها لاستعداداتها لمناظرتها المرتقبة مع ترمب في 10 سبتمبر المقبل، رغم الشكوك التي باتت تحيط بها، وسط خلاف بين الحملتين بشأن قواعد المناظرة، وتلويح ترمب بالانسحاب.
وأشار "أكسيوس" إلى أن فريق هاريس يأمل في الاستفادة من الأجواء الإيجابية والاستطلاعات المشجعة التي تلت المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي لمواصلة الضغط على ترمب، وتشجيع الأميركيين على تبني تفاؤلها وفتح فصل جديد بعيداً عن "انقسامات" ترمب.
وأظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية ونشر الاثنين، تقدم هاريس في ولاية ويسكونسن المتأرجحة بـ3 نقاط على ترمب، وتقدمها عليه في بنسلفانيا بنقطتين، ونقطة واحدة في ميشيجان، فيما يواصل ترمب تصدره لاستطلاعات الرأي في ولايات حزام الشمس الجنوبية، ولكن هاريس لا تزال تقلص الفجوة بينهما.
وقدمت هاريس بعض السياسات المقترحة لمساعدة أصحاب المنازل الجدد، والطبقة العاملة، وغيرهم، لكن كبار مستشاريها يخففون سقف التوقعات، بشأن تقديم أفكار سياسية متكاملة قبل يوم الانتخابات؛ لعدم وجود وقت كاف، وفقاً للموقع.
وقال "أكسيوس" إن دخول هاريس المتأخر إلى السباق أجبر فريقها على تحديد الأولويات، إذ تعتقد هاريس أن أفضل استراتيجية لمواجهة ترمب هي" التركيز على المبادئ السامية مثل القوة، والكرامة، وسيادة القانون، والحرية الفردية".
وأشار الموقع إلى أن جدول هاريس يهدف على ما يبدو إلى زيادة التغطية الإعلامية لحملتها دون الحاجة إلى الإنفاق على الإعلانات، رغم أن فريقها يخطط لإنفاق 370 مليون دولار على إعلانات التلفزيون والإنترنت في الفترة بين عيد العمال (2 سبتمبر) ويوم الانتخابات (5 نوفمبر).
ويعمل فريق هاريس بشكل سري على وضع استراتيجية للمناظرة للتعامل مع ما يتوقعون أن يكون "سيلاً من الأكاذيب" من الرئيس السابق، وفقاً لـ"أكسيوس"، إذ شاركت في مناظرة تجريبية في جامعة هاورد قبل المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، وتخطط لإجراء عدة تدريبات أخرى قبل المناظرة أمام ترمب.
مناظرة تجريبية لهاريس
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن هاريس خاضت مناظرة رئاسية تجريبية في 15 أغسطس، في جامعة هاورد في واشنطن، حيث خصصت وقتاً من جدول حملتها الانتخابية لصقل نهجها الذي ستتبعه تجاه ترمب قبل مناظرتهما المقررة في 10 سبتمبر.
وتعمل هاريس على الاستعداد للمناظرة مع مجموعة صغيرة من المستشارين، الذين يعملون معها منذ ما قبل توليها منصب نائب الرئيس، إذ أكد 3 أشخاص مطلعين على الخطط استعداداتها للمناظرة، ولكنهم غير مخولين بشرحها علناً، وفقاً للصحيفة.
وتعمل روهيني كوزوجلو رئيسة موظفي هاريس في مجلس الشيوخ وكبيرة مستشاريها خلال حملتها التمهيدية لعام 2020 على قيادة الاستعدادات، وتشاركها كارين دان، المحامية التي ساعدت في إعداد هاريس لمناظرتها لمنصب نائب الرئيس في عام 2020.
كما تم استدعاء شون كليج، الخبير الاستراتيجي الرئيسي السابق في حملة هاريس لعام 2020، للمساعدة، وفقاً لعدة أشخاص مطلعين على الخطط.
ولإعدادها بشكل أفضل، استعانت الحملة بفيليب رينس، وهو مستشار ديمقراطي أعد هيلاري كلينتون لمناظراتها في عام 2016 ضد ترمب، لتجسيد دور الرئيس السابق.
وذكرت الصحيفة أنه من غير المتوقع أن يتم الاستعانة برون كلاين، الذي ساهم في تحضير العديد من المرشحين الرئاسيين الديمقراطيين، وكذلك أعد الرئيس بايدن لمناظرته الكارثية ضد ترمب في 27 يونيو، في التدريبات الحالية لهاريس.
وأشارت الصحيفة إلى كلاين عرض خدماته لمساعدة حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، للتحضير لمناظرة المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس.
وذكرت الصحيفة أن هاريس تطلب من مستشاريها المساهمة بشأن الرسائل والاستراتيجية على مدى الأسابيع القليلة الماضية، إذ يشير ظهورها في جامعة هاورد، إلى مستوى جديد في الاستعداد والتحضير ضد خصم لا يمكن التنبؤ بسلوكه، ومشاكس هاجمها على المستوى الشخصي، وتساءل عن عرقها.
وبحسب أشخاص مطلعين على استعداداتها، فإن هاريس وفريقها يخططون للطرق التي تمكنها من إحداث تباين أفضل مع ترمب أثناء محاولتها إيصال ما تريد قوله، وفقاً للصحيفة.
ولا يزال يتعين عليها إعادة تقديم نفسها لشريحة واسعة من الناخبين الذين لا يعرفون جيداً سجلها كنائبة للرئيس أو ما قد تفعله لمعالجة المخاوف التي تتراوح من الهجرة إلى التضخم إذا تم انتخابها في نوفمبر المقبل.
وتمثل جامعة هاورد، موطناً أكاديمياً وسياسياً وثقافياً لهاريس، التي تخرجت من الجامعة التاريخية السوداء في عام 1986.