أشرف زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، الثلاثاء، على تجربة إطلاق قاذفة صواريخ متعددة من عيار 240 ميلليمتراً مزودة بنظام توجيه جديد، وسط تكهنات بأن نظام المدفعية الجديد قد يُقدم لروسيا لاستخدامه في حربها مع أوكرانيا.
وحضر كيم اختبار نظام قاذفة الصواريخ المتعددة (MRLS) الذي يتم إنتاجه في المؤسسات الصناعية الدفاعية التابعة للجنة الاقتصادية الثانية، إذ يمكن للسلاح أن يستهدف سول، عاصمة كوريا الجنوبية والمناطق المجاورة لها وفق ما أوردته وكالة "يونهاب".
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية: "أثبت نظام قاذفة الصواريخ المتعددة، الذي تم تحديثه تقنياً قدرته على المناورة والقدرة على إطلاق النار المركز، وأنه مفيد من جميع المؤشرات، بما في ذلك نظام التوجيه الحديث والقدرة على التحكم والقوة التدميرية".
وأضافت أن كيم "وضع سياسة مهمة يجب اتباعها في إنتاج قطع مدفعية جديدة وتجهيز وحدات الجيش بها"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
وفي فبراير الماضي، قالت كوريا الشمالية إنها طورت قذائف صواريخ من عيار 240 ميلليمتراً "قابلة للتحكم"، وهي خطوة من شأنها أن تعزز قدرات أسلحتها من خلال تحسينات في كل من المدى والدقة. وفي مايو، صرحت بأنها ستزود الجيش الكوري بنظام الأسلحة بين عامي 2024 و2026.
دعم روسيا
بدورهم، رأى مراقبون أن بيونج يانج تبدو وكأنها تستعرض أداء قاذفة الصواريخ في محاولة لتزويد روسيا بها، لاستخدامها في حربها مع أوكرانيا.
وقال الباحث البارز في "المعهد الكوري للوحدة الوطنية"، هونج مين، إن الاختبار"يهدف إلى تحسين أنظمة قاذفة الصواريخ المتعددة القديمة التي يبلغ قطرها 240 ملم، والتي بنيت في ثمانينيات القرن الـ20".
كما أثار هونج مين إمكانية أن تكون التجربة الصاروخية بمثابة رد على التدريبات العسكرية المشتركة الجارية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.
ويتهم مسؤولون أميركيون وكوريون جنوبيون، كوريا الشمالية بتزويد روسيا بقذائف مدفعية وصواريخ ومعدات أخرى في الشهور الماضية لاستخدامها في حربها على أوكرانيا.
وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي شين وون سيك لـ "رويترز" هذا الشهر، إن كوريا الشمالية "أرسلت منذ العام الماضي وحتى الرابع من أغسطس، أكثر من 12 ألف حاوية إلى روسيا، و3 أو 4 أنواع من القذائف بأحجام مختلفة، منها صواريخ، كما أرسلت بشكل منفصل عشرات الصواريخ قصيرة المدى".
لكن موسكو وبيونج يانج تنفيان الاتهامات بنقل الأسلحة، إلا أنهما تعهدتا بتعميق العلاقات العسكرية بينهما. وذكرت الوكالة أن وفداً روسياُ بقيادة نائب وزير الصناعة أجرى محادثات مع نظراء من كوريا الشمالية، الثلاثاء، لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
سول تراقب
وعندما سُئل الجيش الكوري الجنوبي عن تقرير الشمال، قال إنه اكتشف وراقب إطلاق الصواريخ التجريبية في البحر الأصفر.
وذكر مسؤول في هيئة الأركان المشتركة: "بينما نحافظ على موقف دفاعي مشترك قوي، سيجري جيشنا مناورات (أولتشي فريدوم شيلد) والتدريبات الميدانية المشتركة كالمعتاد مع الجيش الأميركي، ويراقب عن كثب علامات الاستفزازات والأنشطة العسكرية التي تقوم بها كوريا الشمالية".
ويأتي الاختبار في وقت تجري فيه كوريا الجنوبية والولايات المتحدة مناورات "أولشي فريدوم شيلد" السنوية الصيفية، والتي من المقرر أن تنتهي الخميس.
ولطالما نددت كوريا الشمالية بالتدريبات المشتركة، واعتبرتها "استعدادات لغزوها".
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، أشرف كيم على اختبارات "طائرات مسيرة انتحارية" جديدة، وشاهدها وهي تقلع وتدمر أهدافاً اختبارية، منها دبابة وهمية، وحث الباحثين على تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي للوحدات المسيرة.