قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إن مؤتمر باريس الدولي لدعم الانتقال في السودان كان ناجحاً، لافتاً إلى أن المؤتمر "يمثل عودة البلاد إلى الأسرة الدولية".
ووفقاً لمصادر عسكرية رفيعة، أشار البرهان، خلال لقائه مع قيادات الجيش السوداني، إلى أن المؤتمر أتاح فرصاً كبيرة للتقدم والازدهار.
وشهد المؤتمر موافقة دول أعضاء في صندوق النقد الدولي على تسوية متأخرات السودان للصندوق، مزيلة بذلك عقبة أخيرة أمام حصول البلد الأفريقي على تخفيف أوسع نطاقاً لديون خارجية لا تقل عن 50 مليار دولار.
وتطرق البرهان خلال اللقاء إلى عدد من القضايا الآنية، ومن بينها بحسب مصادر لـ"الشرق"، حيثيات وملابسات تسليم 7 جنود إلى النيابة العامة إثر اتهامهم بالتورط في أحداث ذكرى فض اعتصام القيادة العامة.
ونقلت المصادر عن البرهان قوله: "سلَّمنا من تورطوا بشكل فردي في إطلاق النار على المواطنين في حادث ذكرى فض اعتصام القيادة العامة في 29 رمضان"، مؤكداً أن هؤلاء الجنود ليسوا "أكباش فداء".
وشدد البرهان، بحسب المصادر، على أن التسليم جاء لتحقيق مبدأ الشفافية، وترسيخ العدالة، والتأكيد على أن المؤسسة العسكرية تنتمي لهذا الشعب.
وأحيل الجنود إلى محكمة مدنية، في أول تحقيق من نوعه يجريه مدنيون مع أفراد من الجيش عقب أعمال عنف.
ويخضع الجنود للتحقيق في مقتل 2 من المحتجين في مظاهرات العام الماضي، لإحياء الذكرى الأولى لمداهمة موقع احتجاج خلال الانتفاضة التي شهدها السودان عام 2019.
النزاع الحدودي
وتطرق البرهان، إلى الأوضاع على الحدود مع إثيوبيا، وتحديداً منطقة "الفشقة" المتنازع عليها، مؤكداً بحسب المصادر العسكرية، أن القوات المسلحة السودانية لن تتراجع أو تتنازل عن شبر من أراضي الفشقة، مشدداً على ضرورة وضع العلامات الحدودية.
وقال البرهان إنه لا استثمار في أراضي الفشقة من دون تكثيف العلامات الحدودية مع إثيوبيا ورد أراضي السودان واسعة للاستثمار.
شركات الجيش
وكشفت مصادر "الشرق"، أن اللقاء ناقش الانتقادات الأخيرة التي تعرض لها الجيش بسبب شركات القوات المسلحة، التي خلفها وراءه النظام السابق، وتعمل الآن على توفير احتياجات الجيش.
وقالت المصادر إنه تم التوضيح خلال اللقاء أن هذه الشركات ليست بالحجم الذي يتم الحديث عنه، وأنها مؤسسات غير ربحية، لا تضارب في السوق، وتلتزم بكل الاشتراطات من الضرائب ورسوم الصحة البيئية وغيرها.
وتطرق الاجتماع إلى التأخير في تنفيذ الترتيبات الأمنية المنصوص عليها في اتفاق سلام جوبا، وخلص إلى أن التأخير يأتي نتيجة طبيعة الحركات المسلحة المختلفة وظروف السودان الحالية.