مبادرة جمهورية جديدة تستهدف تشكيل "إدارة انتقالية" لترمب حال فوزه بالانتخابات

الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يلقي كلمة في قمة أجندة أميركا الأولى التي ينظمها معهد سياسة أميركا أولاً في واشنطن. 26 يوليو 2022 - reuters
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب يلقي كلمة في قمة أجندة أميركا الأولى التي ينظمها معهد سياسة أميركا أولاً في واشنطن. 26 يوليو 2022 - reuters
دبي -الشرق

عمل أعضاء بارزون في إدارة الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب على دراسة لوائح إدارة الرئيس جو بايدن، وأجروا مقابلات مع مئات المسؤولين السابقين، وذلك تمهيداً لفوز ترمب بولاية جديدة، وإنشاء "إدارة محترفة" يمكنها التراجع عن الإرث الديمقراطي السابق، وتجنب "الفوضى التي أعاقت انتقال ترمب للسلطة" بعد فوزه بانتخابات 2016.

ووفقاً لتحقيق أجرته مجلة "بوليتيكو"، فإن هذه المبادرة خُطط لها إلى حد كبير خارج حملة ترمب الرسمية، التي تأخرت لأشهر عن جدول محاولته الأولى للبيت الأبيض، لكن ترمب وكبار مساعديه يدركون الجهد الخارجي، ويرى العديد من الجمهوريين أنه "مكمل رئيسي لجهود انتقال ترمب الرسمية".

كما إن المبادرة ليست جزءاً من "مشروع 2025"، والذي أثار إدانة، وأصبح بمثابة شبح لليسار، بل هي من معهد "سياسة أميركا أولاً"، المؤسسة الفكرية المحافظة القريبة من الرئيس السابق.

ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن المعهد موالٍ لسياسات ترمب، إذ كانت الرئيسة التنفيذية للمعهد، بروك رولينز، على علاقة وثيقة مع ترمب لسنوات، وناقشت خطط انتقال المؤسسة الفكرية معه، لكن الرئيس السابق عيّن في وقت سابق من الشهر الجاري رئيسة مجلس إدارة المجموعة، ليندا ماكماهون، للمشاركة في قيادة فريق الانتقال الرسمي.

وفي هذا الصدد، قالت كيليان كونواي، المستشارة السابقة لترمب، والتي ترأس المعهد: "لمدة ثلاث سنوات ونصف، ركز المعهد على الموظفين والسياسة، إذ يزخر بكبار الموظفين من إدارة ترمب الأولى التي كان هدفها أن تكون جاهزة في اليوم الأول. لقد خططت ليندا ماكماهون وبروك رولينز والفريق بدقة، ونفذوا".

وأضافت كونواي: "لا يمكن للمعهد، باعتباره منظمة غير ربحية، دعم مرشح لمنصب الرئاسة. تحرص المجموعة على ملاحظة أنها غير تابعة لأي حملة أو مرشح محدد، وحتى الآن، تجنبت التأكيد علناً على قربها من ترمب وسعت إلى تجنب التعليق على الإدانات التي طالت مشروع 2025".

وتابعت: "ركز موظفو المعهد على مساعدة القادة الحاليين والمستقبليين على المستوى المحلي والولائي والوطني في سن سياسات لعكس الضرر الذي تسبب فيه اليسار المتطرف ووضع مصالح الشعب الأميركي في المقام الأول"، لكن بعض الجمهوريين يرون أنه لاعب رئيسي في الاستعدادات المحتملة لعام 2025، خاصة أن الحملة نفسها لم تبني خطة انتقالية قوية.

مذكرة مُبكرة ومقابلات

ووفقاً للمجلة، فقد أجرى موظفو المعهد، بحثاً مكثفاً بهدف التعمق في وضع مذكرة مبكرة باستراتيجيات الإدارة والموظفين والسياسة والمالية والإدارية لإدارة الحكومة الفيدرالية.

وأجرى المعهد أكثر من ألف مقابلة مع مسؤولين سابقين في الإدارة، وحلل كل أمر تنفيذي لإدارة بايدن، كما يقوم بصياغة أكثر من 100 إجراء تنفيذي مقترح.

وفي الإطار، قال بريان لانزا، والذي يمثل إحدى جماعات الضغط، وخدم في فريق "انتقال ترمب"، إن المعهد والمسؤولين السابقين جمعوا عناوين الوظائف الرئيسية لإعطاء الأولوية لشغل منصب الإدارة القادمة.

وأضاف أن جماعات الضغط اغتنمت الفرصة للتأثير على الأجندة، إذ دفعوا مؤسسة الفكر للتركيز على التراجع عن سياسة العمل لبايدن، وهي قضية ذات أهمية خاصة لعملائهم.

وطُلب من إحدى جماعات الضغط الجمهورية مراجعة الخطط التفصيلية للإدارات الفيدرالية، فيما قال آخر إن المعهد طلب إجراءات موصى بها خلال الأيام المائتين الأولى.

وتهدف جهود المعهد، جزئياً إلى ضمان بداية أكثر سلاسة لإدارة ترمب القادمة، إذ أدى فوز ترمب غير المتوقع في عام 2016 إلى إرباك مشروع انتقال مضطرب قاده في البداية حاكم ولاية نيوجيرسي السابق كريس كريستي، حتى أقاله ترمب بعد أيام من فوزه في الانتخابات.

وقال المتحدث باسم حملة ترمب، براين هيوز، في بيان "كل من فريق الانتقال والحملة يستعدان للعمل الشاق المتمثل في التراجع عن فشل وفوضى إدارة بايدن-هاريس".

وأضاف: "جهود الانتقال، كما هو الحال مع الحملة، تنفذ أجندة ترمب، وبعد الفوز في نوفمبر المقبل، سيكون ترمب هو من يقود العمل لبناء الفريق لفترة ولاية تاريخية قادمة يقود أمتنا".

ولا يزال جهد الانتقال الرسمي الحالي، قيد الإنشاء، إذ أن فحص المناصب الوزارية المحتملة أو حتى العصف الذهني الأولي لتلك الأسماء لم يبدأ على محمل الجد، رغم أن ترمب طرح بالفعل أسماء مختلفة لمناصب معينة".

فريق ترمب

وفي منتصف أغسطس الجاري، قال ترمب إن فريقه الانتقالي سيقوده ماكماهون وهوارد لوتنيك، الرئيس التنفيذي لشركة كانتور فيتزجيرالد وصديق ترمب القديم والمانح له.

كما تم تعيين نجليْ ترمب البالغين، إريك ودونالد الابن، إلى جانب المرشح لمنصب نائب الرئيس السيناتور جيه دي فانس، كرؤساء مشاركين فخريين لعملية الانتقال.

وأضاف ترمب هذا الأسبوع، إن روبرت كينيدي وتولسي جابارد سيشاركان كرؤساء فخريين، رغم أنه من غير الواضح بالضبط مدى تأثيرهما على الموظفين أو السياسة القادمة.

وقد تعرضت مؤسسة الفكر لانتقادات من اليسار؛ بسبب ارتباطها بإنكار انتخابات 2020، بما في ذلك مشاركتها في دعوى قضائية في ولاية جورجيا بشأن سلطة المسؤولين المحليين في الطعن في شهادة نتائج الانتخابات.

ووفقاً لإقرار ضريبي حديث، فإن المعهد حقق في عام 2022، مبلغ 23.6 مليون دولار من الإيرادات، ودفعت لعدد من المسؤولين السابقين في إدارة ترمب مئات الآلاف من الدولارات كتعويضات.

ولم ينشر المعهد بعد، أي مواد نهائية من شأنها أن تحدد "مشروع انتقال أميركا أولاً" لولاية ترمب المقبلة، لكن أجندة المجموعة العامة التي تم نشرها تركز على تحرير الحكومة الفيدرالية، وحقوق أكبر للجماعات الدينية، وحملة صارمة على الجريمة، كما تدعم زيادة إنتاج النفط والغاز، واستكمال الجدار الحدودي والحد من الإنفاق الفيدرالي.

تصنيفات

قصص قد تهمك