أشاد مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، بمؤهلات المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية، كامالا هاريس، لإدارة واحدة من أهم العلاقات الثنائية في العالم، بعد محادثات في الصين تهدف إلى ضمان استقرار العلاقات قبل الانتخابات الأميركية، وفق "بلومبرغ".
وسلط سوليفان الضوء، على خبرة نائبة الرئيس في التعامل مع كبار القادة في الصين، ودورها في تشكيل سياسة منطقة آسيا والمحيط الهادئ، خلال مؤتمر صحافي في بكين، الخميس، حيث اختتم زيارة استمرت ثلاثة أيام للدولة الآسيوية.
وقال: "كانت نائبة الرئيس هاريس عضواً محورياً في فريق السياسة الخارجية لبايدن"، مستشهداً على وجه التحديد بدورها في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وتابع: "لقد أتيحت لها الفرصة لتبادل النقاش مع الرئيس شي جين بينج، ومع رئيس الوزراء لي تشيانج، لذلك فهي معروفة لكلا الزعيمين الرئيسيين في الصين".
وهذه أبرز تصريحات يُدلي بها مسؤول كبير في إدارة الرئيس جو بايدن بشأن قدرة هاريس على قيادة العلاقات الحساسة مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم. كما بدا أن الزيارة تهدف إلى معالجة المخاوف بشأن افتقار المرشحة الديمقراطية إلى الخبرة في السياسة الخارجية، إذ ينتظر الناخبون منها أن توضح أجندتها قبل التصويت في نوفمبر، وفق "بلومبرغ".
وعلى عكس الرئيس بايدن الذي أعلن عن "90 ساعة" من المحادثات مع شي جين بينج على مدار حياتهما السياسية الطويلة، التقت هاريس بالزعيم الصيني فقط على هامش قمة في تايلندا، فيما لم تزر بكين كنائبة الرئيس، بسبب القيود المفروضة بسبب وباء فيروس كورونا، والتي حدت من السفر لسنوات.
وكانت رحلة سوليفان، تهدف إلى وضع حواجز واقية للعلاقات، إذ تستعد بكين لفترة مضطربة في السياسة الأميركية، مع وجود تخوفات بشأن هوية الرئيس المقبل.
وهدد المرشح الجمهوري دونالد ترمب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 60% على جميع الصادرات الصينية، والتي تقدر مجموعة UBS، أنها ستخفض معدل النمو السنوي للصين بأكثر من النصف.
شكوك لدى الجانبين
وقال دا وي، مدير مركز الأمن والاستراتيجية الدولية في جامعة تسينجهوا في بكين، إن موسم الانتخابات قد يثير الشكوك لدى الجانبين، مما يجعل رحلة سوليفان مهمة لضمان الاستقرار.
وأضاف: "قد تشعر الولايات المتحدة بالقلق من أن الصين قد تتدخل في الانتخابات، في حين قد يخشى الجانب الصيني من أن يستخدم البعض في الولايات المتحدة، ورقة الصين لتحقيق فوائد سياسية محلية".
وخلال نحو 14 ساعة من المحادثات في بكين، والتي شملت أول اجتماع فردي له مع الرئيس الصيني، قال سوليفان، إنه ناقش ملف هاريس، رغم أنه رفض الخوض في تفاصيل الأسئلة التي ربما طرحها المسؤولون الصينيون بشأن الانتخابات.
وقال: "لقد تمكنتُ من مشاركة تجربتي ومنظوري في العمل بشكل وثيق مع نائبة الرئيس، والدور الذي لعبته على مدار السنوات الأربع الماضية".
وأشار سوليفان إلى أنه كما كان متوقعاً، ستواصل هاريس تنفيذ سياسة بايدن بشأن الصين، قائلاً إنها تقدر "خطوط الاتصال المفتوحة رفيعة المستوى". كما حشد الرئيس الحالي للبيت الأبيض، الحلفاء، لمنع وصول الصين إلى الرقائق المتطورة مستشهداً بمخاوف الأمن القومي، وتعهد بالدفاع عن تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي.
وسط هذه القائمة المتزايدة من الخلافات، استخدمت الدولتان، الحوار لوقف تدهور العلاقات. كان ذلك واضحاً خلال رحلة سوليفان مع سلسلة من الاجتماعات التي أُعلن عنها بين المسؤولين من كلا الجانبين في الأشهر الأخيرة من إدارة بايدن.
مكالمة أخيرة بين بايدن وشي
وأعلن سوليفان وكبير الدبلوماسيين الصينيين وانج يي، اللذان التقيا كل بضعة أشهر في السنوات الأخيرة لإدارة العلاقات، الأربعاء، خططاً لإجراء اتصال هاتفي بين قادة البلدين في الأسابيع المقبلة. ويمكن أن يمهد ذلك الطريق لاجتماع أخير بين شي وبايدن بعد أيام من الانتخابات، على هامش تظاهرات دولية في بيرو والبرازيل.
وقال سوليفان، إن مثل هذا الاجتماع سيكون "لقاء عادياً فقط"، دون الالتزام بأي نتيجة.
وكشفت "بلومبرغ" أنه تم التخطيط أيضاً، للمكالمات المتوقفة منذ فترة طويلة بين القادة العسكريين الأميركيين والصينيين، إلى جانب المحادثات بين مسؤولي التجارة وجون بوديستا، المستشار الأميركي الكبير للرئيس للسياسة المناخية الدولية، ونظيره الصيني ليو تشن مين.
وأصبح سوليفان، أول مستشار للأمن القومي الأميركي منذ 8 سنوات يجلس مع نائب رئيس أعلى هيئة عسكرية في الصين خلال رحلته. ووصف المسؤول الكبير في البيت الأبيض لقاء الجنرال تشانج يوشيا، بأنه "مهم للغاية".
وخلال اجتماع دام ساعة تقريباً مع شي، أكد سوليفان، التزام بايدن بمنع المنافسة بين القوى العظمى من "التحول إلى صراع أو مواجهة". وقال الزعيم الصيني، إن الولايات المتحدة يجب أن تنظر إلى تنمية الصين كفرصة، وأن تتخذ "نهجاً عقلانياً".
وقبل ساعات من وصول سوليفان إلى بكين، أعلنت كندا، تعريفات جمركية جديدة على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين، وكذلك الفولاذ والألومنيوم.
كما أعلن الاتحاد الأوروبي، فرض رسوم على السيارات الكهربائية من الدولة الآسيوية، إذ قال مسؤولون، إنه من الأهمية بمكان أن يقدم التكتل جبهة موحدة بشأن التجارة مع الصين.