اختيار تيم والز نائباً في سباق الرئاسة يرفع نوايا التصويت للديمقراطيين في ولايات "حزام الشمس"

الاقتصاد ومكافحة الجريمة تضاعف أسهم هاريس في الولايات المتأرجحة

المرشحة الديمقراطية للرئاسة ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس تحيي أحد الحاضرين خلال تجمع انتخابي في سافانا بولاية جورجيا الأمريكية. 29 أغسطس 2024 - Reuters
المرشحة الديمقراطية للرئاسة ونائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس تحيي أحد الحاضرين خلال تجمع انتخابي في سافانا بولاية جورجيا الأمريكية. 29 أغسطس 2024 - Reuters
دبي -الشرق

تواصل المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس تقليص تفوق المرشح الجمهوري دونالد ترمب في قضايا الاقتصاد ومكافحة الجريمة، فيما تتقدم في سبع ولايات حاسمة، ما يشير إلى أن حملة هاريس، تكسب زخماً قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر المقبل.

ووجد استطلاع، أجرته "بلومبرغ" في الفترة من 23 إلى 27 أغسطس، أن نائبة الرئيس قلّصت أو عكست تفوق ترمب في القضايا الاقتصادية الرئيسية، وأثبتت نفسها أكثر ثقة من منافسها لحماية الحريات الشخصية، إذ تتقدم بنقطتين مئويتين بين الناخبين المسجلين في جميع الولايات السبع "أريزونا، ميشيجان، جورجيا، بنسلفانيا، نيفادا، نورث كارولاينا وويسكونسن".

وبالمقارنة مع سلفها على رأس التذكرة الديمقراطية، الرئيس جو بايدن، فتحت هاريس إمكانيات جديدة للفوز في المجمع الانتخابي من خلال إعادة ولايات "حزام الشمس" المتأرجحة مثل جورجيا ونيفادا إلى أجواء المنافسة.

وأظهر الاستطلاع أن هاريس تتقدم على ترمب في ولاية نورث كارولاينا، بفارق نقطتين. ولم يفز أي مرشح رئاسي ديمقراطي هناك منذ باراك أوباما في عام 2008، وكان ترمب متقدماً بعشر نقاط حتى أبريل الماضي.

وأجبر الزخم المتزايد للديمقراطيين في ولاية نورث كارولاينا الجمهورين على إنفاق أكثر من 16 مليون دولار على الإعلانات التلفزيونية هناك لدعم ترمب في الأسابيع الخمسة الماضية، وفق "بلومبرغ". وفي ولاية أريزونا، يتعادل المرشحان تماماً. أما في ويسكونسن، تتقدم هاريس بفارق 8 نقاط.

الثقة الاقتصادية

ويظهر الاستطلاع، أن تصورات الناخبين في الولايات المتأرجحة للاقتصاد لم تتحسن بشكل كبير منذ تولت هاريس زمام الأمور، إذ لا يزال غالبية المستجيبين يقولون إنهم كانوا أفضل حالاً في عهد ترمب.

ونقلت "بلومبرغ"، أن الناخبين يميلون إلى عدم تحميل هاريس المسؤولية عن انعدام الأمن الاقتصادي، بينما يثق الناخبون في الولايات المتأرجحة في هاريس لمساعدة الطبقة المتوسط في الخروج من الأزمة، وذلك بهامش 7 نقاط على حساب ترمب.

وفي ما يتعلق الأمر بمن يثق به الناخبون أكثر في التعامل مع تكاليف الإسكان، تتمتع هاريس بميزة 4 نقاط على ترمب. في هذه القضية، كان بايدن متأخراً عن الجمهوري بست نقاط. كما تفوقت هاريس على ترمب في قضايا المزايا الحكومية وزيادات الرواتب والديون الشخصية.

أما بشأن ارتفاع تكلفة السلع اليومية، قلصت هاريس ميزة ترمب بمقدار 11 نقطة. ومع ذلك، لا يزال الناخبون يثقون في ترمب أكثر بكثير في قضايا أسعار الغاز وأداء سوق الأوراق المالية.

حتى في مجالات مثل الهجرة والجريمة، الموضوعان اللذان استخدمهما ترمب في إعلانات الهجوم على الولايات المتأرجحة، قلصت هاريس ميزة الثقة التي كان يتمتع بها المرشح الجمهوري عندما كان خصمه بايدن.

ولا يزال الإجهاض محفزاً لناخبي هاريس، إذ قال ما يقرب من ثلاثة من كل أربعة ديمقراطيين في الولايات المتأرجحة، إنه "مهم جداً" لتصويتهم. ووسعت هاريس تقدمها على ترمب في هذه القضية، إذ قال 55% من ناخبي الولايات المتأرجحة إنهم يثقون بها، مقارنة بـ 34% لترمب.

كما استخدمت هاريس مؤتمرها لمحاولة استعادة مفاهيم مثل الحرية والوطنية، المرتبطة منذ فترة طويلة بالحزب الجمهوري، للديمقراطيين.

وبفارق 5 نقاط، يثق الناخبون في الولايات المتأرجحة بهاريس على ترمب في ما يتعلق بحماية الحريات الشخصية وهي عبارة شاملة استخدمها الديمقراطيون للحديث عن حقوق الإنجاب وزواج المثليين وحظر الكتب. ومع ذلك، بنفس الهامش، كان الناخبون في الولايات المتأرجحة أكثر ميلاً إلى القول إنهم يجدون ترمب وطنياً.

شهر عسل ديمقراطي مستمر

وعادةً ما يحصل المرشحون الرئاسيون على دفعة صغيرة في الدعم بعد احتفالات مؤتمراتهم، لكن سلسلة غير عادية من الأحداث هذا الصيف عطلت الإيقاعات الطبيعية للحملات الحديثة، وفق "بلومبرغ".

وشهدت أول مناظرة رئاسية في يونيو أداءً سيئاً للغاية لبايدن لدرجة أنه انسحب تحت الضغط بعد أقل من شهر. كما نجا ترمب من محاولة اغتيال قبل مؤتمره الخاص، وكان يتمتع بأكبر تقدم له في استطلاعات الرأي الوطنية قبل دخول هاريس السباق، مما جلب حماساً جديداً وجمعاً قياسياً للتبرعات للتذكرة الديمقراطية.

 في الأسبوع الذي شهد مؤتمرها الحزبي، قالت حملتها إنها جمعت 82 مليون دولار.

بينما أشار إيلي يوكلي، محلل السياسة الأميركية في "بلومبرغ": "لم تحصل كامالا هاريس على دفعة في المؤتمر؛ لأنها حصلت على دفعة في بداية حملتها"

وذكرت "بلومبرغ"، أن إحدى علامات المثيرة هي التفاؤل بين الديمقراطيين بشأن فوز هاريس: وجد الاستطلاع أن 84% من أنصار هاريس يقولون إنهم يتوقعون فوزها، مقارنة بـ79% من ناخبي ترمب يتوقعون نفس الشيء لمرشحهم.

وزعم ترمب مراراً وتكراراً، تقدمه في جميع  أو معظم استطلاعات الرأي، حتى مع تحول المد في الاستطلاعات الوطنية لصالح الديمقراطيين. لكن حملته زعمت بشكل متزايد أن خبراء استطلاعات الرأي كانوا مخطئين بشأن ترمب في الماضي وسيصبحون كذلك مرة أخرى.

ومع انتهاء المؤتمر الديمقراطي الأسبوع الماضي، توقع خبير استطلاعات الرأي الخاص بترمب توني فابريزيو، أن تتقدم هاريس مؤقتاً في استطلاعات الرأي، مدفوعاً إلى حد كبير بـ"التغطية المتملقة لهاريس والتغطية السلبية للرئيس ترمب"، وفق "بلومبرغ".

وكتب فابريزيو في مذكرة: "في الواقع، قررت وسائل الإعلام تمديد شهر العسل لأكثر من أربعة أسابيع الآن".

في استطلاع "بلومبرغ"، كان الناخبون في الولايات المتأرجحة أكثر ميلاً للإبلاغ عن سماع أخبار إيجابية عن هاريس خلال مؤتمرها. قال حوالي 50% من الناخبين إنهم سمعوا أخباراً إيجابية في الغالب عن هاريس الأسبوع الماضي، مقارنة بـ 39% قالوا إن الأخبار كانت سلبية في الغالب.

وقالت أغلبية هؤلاء الناخبين أنفسهم إن معظم الأخبار التي سمعوها عن ترمب كانت سلبية، حيث حصلوا على درجة سلبية بلغت 22 نقطة.

ومع دخول الحملات في سباقها النهائي بعد عطلة عيد العمال، سيكون التحدي الذي يواجه هاريس هو معرفة كيفية الحفاظ على هذه الميزة في مواجهة الهجمات من ترمب وحلفائه.

ولم يكن لقرار روبرت ف. كينيدي جونيور المستقل بتعليق حملته ودعمه لترامب تأثير واضح على السباق. تلقى كينيدي دعماً من 5% من المستجيبين في استطلاع بلومبرغ الشهر الماضي، بانخفاض عن أعلى مستوى بلغ 10% في نوفمبر الماضي. زاد عدد الناخبين في الولايات المتأرجحة الذين قالوا إنهم غير حاسمين، أو لن يصوتوا هذا الشهر، مما يشير إلى أن العديد من ناخبي كينيدي قد يبقون الآن في منازلهم.

مكاسب اختيار والز

ويبدو أن الديمقراطيين لديهم أيضاً ميزة أخرى. يقول حوالي 30% من الناخبين في الولايات المتأرجحة إن اختيار هاريس لحاكم ولاية مينيسوتا تيم والز جعلهم أكثر ميلاً للتصويت لها، بينما قال 23% فقط نفس الشيء الشهر الماضي عن السيناتور جيه دي فانس من ولاية أوهايو بعد أن اختاره ترمب كمرشح لمنصب نائب الرئيس.

كان الناخبون في الولايات المتأرجحة أكثر ميلاً إلى رؤية والز على أنه لائق عقلياً وعطوف وصادق وذو خبرة من فانس، الذي يُنظر إليه غالباً على أنه خطير.

ووجد الاستطلاع أن الناخبين في الولايات المتأرجحة يصنفون ترمب وفانس على أنهما "غريبان" أكثر من نظرائهم في بطاقة الحزب الديمقراطي.

تصنيفات

قصص قد تهمك