انتقدت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس السبت، زيارة منافسها الجمهوري دونالد ترمب إلى مقبرة أرلينجتون العسكرية الأسبوع الماضي، واعتبرت زيارته والتقاط صور هناك "إهانة لأرض مقدسة من أجل حيلة سياسية"، فيما هاجم نائب ترمب، جي دي فانس، نائبة الرئيس ملقياً باللوم عليها في وفاة الـ13 جندياً الذين سقطوا في أفغانستان، وكان ترمب يزور مقابرهم.
وقالت هاريس على منصة (إكس): "بصفتي نائبة للرئيس، كان لي شرف زيارة مقبرة أرلينجتون الوطنية عدة مرات. إنها مكان مقدس؛ مكان نجتمع فيه لتكريم الأبطال الأميركيين، الذين ضحوا بأرواحهم في خدمة هذا الوطن".
واعتبرت أن هذا المكان "ليس مكاناً للسياسة".
وقالت: "ومع ذلك، اختار فريق دونالد ترمب تصوير فيديو هناك، مما أدى إلى مشادة مع موظفي المقبرة. دعوني أوضح: الرئيس السابق أهان أرضاً مقدسة، فقط من أجل حيلة سياسية".
واعتبرت أن "هذا ليس أمراً جديداً على دونالد ترمب. هذا هو الرجل الذي وصف الجنود الذين سقطوا بأنهم أغبياء، وفشلة، وقلل من شأن الحاصلين على وسام الشرف".
وزار ترمب مقبرة أرلينجتون العسكرية الاثنين، في الذكرى الثالثة لسقوط 13 جندياً أميركياً خلال الانسحاب الفوضوي من أفغانستان في أغسطس 2021، وهي الزيارة التي شهدت مشاجرة بين أحد موظفي حملته ومسؤولة بالمقبرة، حاولت منع مصور الحملة من التقاط صور في منطقة محظور بها التصوير، أو استغلالها لأي دعاية سياسية.
والتقط ترمب عدداً من الصور ومقاطع الفيديو، وظهر في أحدها وهو يرفع إصبعه الإبهام، ويبتسم فوق قبر جندي سقط في أفغانستان.
وتابعت هاريس هجومها في منشور مطول على (إكس): "هذا رجل، خلال زيارة سابقة إلى المقبرة، قيل إنه قال عن أعضاء الخدمة العسكرية الذين سقطوا: لا أفهم. ما الذي كانوا سيحصلون عليه من وراء هذا؟".
وأضافت: "هذا رجل لا يستطيع فهم أي شيء بخلاف خدمته لنفسه".
وقالت: "إذا كان هناك شيء واحد يمكننا جميعاً الاتفاق عليه كأميركيين، فهو أن قدامى المحاربين، وأسر العسكريين، وأعضاء الخدمة العسكرية يجب أن يتم تكريمهم، وليس التقليل من شأنهم، وأن يعاملوا بأقصى درجات الاحترام والامتنان".
وأضافت: "أعتقد أن شخصاً لا يستطيع الوفاء بهذا الواجب البسيط والمقدس لا ينبغي أن يقف مرة أخرى خلف ختم رئيس الولايات المتحدة الأميركية.
وتعهدت بأن "أظل دائماً أكرم خدمة وتضحية جميع أبطال أميركا الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أمتنا الحبيبة وحرياتنا الغالية. أحزن عليهم وأحييهم. ولن أستخدمهم أبداً لأغراض سياسية".
جي دي فانس يرد على هاريس
ورد المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس على هاريس بإعادة نشر بيانها، وقال: "ترمب كان هناك بدعوة من العائلات التي فقدت أحبائها بسبب فشلك، وانعدام كفاءتك".
وأضاف: "لماذا لا تتركي وسائل التواصل الاجتماعي، وتفتحي تحقيقاً في أسباب وفاتهم غير الضرورية؟".
وخلال تجمع انتخابي في جونز تاون بولاية بنسلفانيا المتأرجحة، أمضى ترمب 13 دقيقة في الدفاع عن زيارته للمقبرة، قائلاً إنه لم يسع إلى الدعاية، عندما وقف لالتقاط صور في منطقة محظورة من المقبرة، حيث يرقد الجنود الذين سقطوا في حربي العراق وأفغانستان.
واتهم ترمب وسائل الإعلام بإثارة الجدل وقال إن "خصومه السياسيين"، اصطنعوا هذا الجدل.
وطغى الجدل بشأن زيارة المقبرة على النوايا السياسية وراء زيارة ترمب للمقبرة، إذ وضع هو وحلفاؤه الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، كقضية مركزية في انتقادهم لتعامل إدارة جو بايدن مع قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية.
