من المرجح أن تشكل الهوامش الصغيرة في أعداد المصوتين في عدد من الولايات فارقاً حاسماً في تحديد مصير المرشح الجمهوري دونالد ترمب لتولي سدة الرئاسة مرة أخرى، أو فوز نائبة الرئيس كامالا هاريس، والمرشحة عن الحزب الديمقراطي برئاسة أميركا.
وتمكن الرئيس الأميركي جو بايدن في 2020، من تحويل تصويت عدد من الولايات من الأحمر (جمهوري) إلى الأزرق (ديمقراطي)، وهزيمة ترمب بهوامش ضئيلة، إذ كان الفارق بين النصر والهزيمة جزءاً ضئيلاً من الناخبين.
وفي عام 2024، قد تكون الهوامش الصغيرة مرة أخرى في هذه الولايات القليلة هي الفارق في اختيار الرئيس وحسم الانتخابات، كما أن ولايات أريزونا وجورجيا وويسكونسن، سجلت أضيق هوامش التصويت في عام 2020، إذ هزم بايدن ترمب في أريزونا بفارق 10457 صوتاً فقط، وهو الفارق الأقرب في الانتخابات من حيث عدد الأصوات.
وهذا يمثل 0.3% من إجمالي الأصوات المدلى بها في الولاية، و0.2% فقط من إجمالي سكان أريزونا. وسيحاول ترمب استعادة تلك الولايات ذاتها من الديمقراطيين.
وذكرت شبكة CNN أن ثماني ولايات حُسمت في عام 2020 بفارق أقل من 5 نقاط مئوية، وكان الفارق الأضيق في جورجيا، حيث فاز بايدن بأقل من ربع نقطة مئوية، أي أقل من 12 ألف صوت.
وبالنظر إلى الأرقام، فإن "الهوامش الضيقة" في تلك الولايات القليلة نسبياً، تعادل عدداً صغيراً جداً من الناخبين في بلد يزيد عدد سكانه عن 330 مليون نسمة، لكنها ضرورية لأي من المرشحين للوصول إلى تعداد الهيئة الانتخابية البالغ 270 مليوناً.
وكسب بايدن في 5 ولايات متأرجحة في عام 2020، وهي أريزونا وجورجيا وبنسلفانيا وميشيجان وويسكونسن، حيث خسرت هيلاري كلينتون، بهامش ضئيل للغاية، في عام 2016.
من ناحية أخرى، اتجهت فلوريدا، التي كانت ساحة معركة لسنوات، نحو ترمب أكثر في عام 2020، لكن جميع الولايات تقريباً التي فاز بها في 2016 تحولت بفارق ضئيل في الانتخابات الأخيرة نحو الديمقراطيين.
وستركز الحملات الانتخابية على أقل من ثلث إجمالي الأصوات الانتخابية التي تعتبرها قابلة للانتزاع أو الفوز من قبل أي من الحزبين.
وأشارت الشبكة إلى أن هناك أمر آخر يجب مراعاته وهو أن "عدد الأصوات الانتخابية أعيد تخصيصه بعد انتخابات عام 2020؛ بسبب التعداد السكاني الذي يتم إجراؤه كل 10 سنوات بموجب الدستور".
وقد حصلت كل من ولايات نورث كارولاينا، وكولورادو، وفلوريدا، وهي ساحات معركة محتملة، على صوت إصافي في المجمع الانتخابي. كما حصلت تكساس، التي طالما يأمل الديمقراطيون أن تصبح ساحة معركة، ولكنها لا تزال تميل إلى الجمهوريين على الرغم من التحول الديموغرافي، على صوتين.
ومن بين الولايات التي خسرت صوتاً، بنسلفانيا وميشيجان.
اختلاف ساحات المعارك بين الولايات
وقد تبدو ساحة المعركة في عام 2024 مختلفة تماماً، فالولايات التي تبدو آمنة لأي من الحزبين اليوم قد تكون ساحات معركة في المستقبل.
على سبيل المثال، صوتت ولاية فرجينيا لصالح بايدن بنحو 10 نقاط في عام 2020، لكن بعض استطلاعات الرأي هذا العام أشارت إلى سباق أكثر تقارباً هناك.
وتوزع ولايتان، مين ونبراسكا، بعض أصواتهما الانتخابية حسب الدائرة الانتخابية، بدلاً من منحها كلها للفائز بالولاية، إذ على سبيل المثال في عام 2020، فاز بايدن بصوت واحد في نبراسكا، وفاز ترمب بصوت واحد في مين.
ويمكن أن تكون هذه الأصوات الانتخابية الفردية مهمة بشكل لا يصدق في حالة إجراء انتخابات متقاربة هذا العام.
والنتيجة النهائية، هي أن انتخابات عام 2024 قد "تنتهي مرة أخرى بعدد قليل نسبياً من الناخبين، في عدد قليل من الولايات".