أعلنت إسرائيل، الأحد، العثور على جثامين 6 محتجزين لدى حركة حماس في نفق بمدينة رفح جنوب قطاع غزة، بينهم الإسرائيلي الأميركي هيرش جولدبرج بولين، الذي نال شهرة واسعة بسبب جهود إطلاق سراحه، فيما حمّلت حركة حماس، إسرائيل، مسؤولية "سقوط الأسرى لدى المقاومة".
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن "المحتجزين سقطوا قبل وقت قصير من العثور عليهم، ربما حوالي يوم أو يومين"، مشيراً إلى أنه "لم تقع اشتباكات مع عناصر من حماس داخل النفق".
وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن جثامين المحتجزين تعود إلى "هيرش جولدبرج بولين (23 عاماً)، وإيدن يروشالمي (24 عاماً)، وأوري دانينو (25 عاماً)، وأليكس لوبنوف (32 عاماً) وكارميل جات (40 عاماً)، وألموغ ساروسي (25 عاماً)"، وجرى نقلهم إلى إسرائيل.
ويقع النفق الذي عُثر فيه على الجثامين الستة في رفح على بعد كيلومتر واحد من المكان الذي عثرت فيه إسرائيل على المحتجز فرحان القاضي في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاجاري، أنه بعد تحديد مكان القاضي، تلقت القوات الإسرائيلية أوامر بأن تكون أكثر حذراً بسبب احتمال وجود محتجزين آخرين في المنطقة، لكن لم تتوفر معلومات دقيقة عن مكانهم.
وكانت حركة حماس نشرت في أبريل الماضي، مقطع مصور لهيرش، وهو على قيد الحياة، قال فيه إنه "أصيب بجروح خطيرة خلال هجوم 7 أكتوبر"، مهاجماً حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي طالبهم بالعمل على إطلاق سراحه وعدم تجاهل المحتجزين.
بايدن يتوعد
من جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، في بيان صادر عن البيت الأبيض، إنه "مصدوم وغاضب" بعد الإعلان عن العثور على جثمان محتجز أميركي في غزة، مضيفاً أنه "عمل بلا كلل لإعادة هيرش بأمان".
وتابع بايدن: "كان قد بلغ للتو 23 عاماً، وكان يخطط للسفر حول العالم". وأضاف أن والديه راشيل جولدبرج وجون بولين "كانا يتحليان بالشجاعة والحكمة والثبات حتى مع تحملهما ما لا يمكن تصوره".
وتعهد بايدن بأن "يدفع قادة حماس ثمن هذه الجرائم. وسنواصل العمل على مدار الساعة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين".
وفي وقت سابق، قال بايدن في حديثه للصحافيين في ريهوبوث بيتش بولاية ديلاوير إنه "لا يزال متفائلاً" حيال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء الحرب.
وتابع: "أعتقد أننا على وشك التوصل إلى اتفاق. حان الوقت لإنهاء هذه الحرب"، مضيفاً: "نعتقد أننا قادرون على إتمام الاتفاق، لقد قالوا جميعاً إنهم متفقون على المبادئ".
فيما قالت نائبة الرئيس كاملا هاريس مرشحة الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأميركية، في بيان، إنها "لن تتراجع أبداً عن الالتزام بتحرير الأميركيين وجميع المحتجزين في غزة".
من جانبه، طالب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في منشور عبر منصة "إكس"، حركة حماس، بإطلاق سراح جميع المحتجزين فوراً، قائلاً: "سنواصل العمل مع شركائنا في المنطقة للتوصل إلى اتفاق دون تأخير يحرر المحتجزين المتبقين".
حماس تحمل إسرائيل المسؤولية
بدورها، وحمّل قيادي في حركة حماس، الأحد، إسرائيل، مسؤولية سقوط "6 محتجزين" أعلنت إسرائيل العثور على جثامينهم في نفق بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، إن "من يتحمل مسؤولية موت الأسرى لدى المقاومة هو الاحتلال الذي يصر على مواصلة حرب الإبادة الجماعية، والتهرب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار
فيما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان، أن "من يقتل المحتجزين لا يريد اتفاقاً"، حسب تعبيره، متوعداً بأن "إسرائيل لن تهدأ حتى تصل إلى من قتل الرهائن".
وأشار إلى "أنه وحكومته ملتزمان بالتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين المتبقين وضمان أمن إسرائيل".
ومن المرجح أن تذكي الأنباء الأخيرة عن المحتجزين المزيد من الاحتجاجات في إسرائيل للمطالبة باتفاق لإطلاق سراحهم.
عائلة هيرش
بدورها، قال عائلة هيرش جولدبرج بولين، في بيان الأحد: "بقلوب مكسورة، تشعر عائلة جولدبرج بولين بالحزن الشديد لإعلان وفاة ابنها. تشكركم الأسرة جميعاً على حبكم ودعمكم، وتطلب الخصوصية في هذا الوقت".
وأصبح والدا هيرش، وهما مهاجران من مواليد الولايات المتحدة إلى إسرائيل، من أكثر أقارب المحتجزين شهرة على الساحة الدولية، إذ التقيا بايدن والبابا فرانسيس وآخرين وتحدثا إلى الأمم المتحدة، وحثّا على إطلاق سراح جميع المحتجزين.
وفي 21 أغسطس الجاري، تحدث والداه أمام المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الأميركي، بعد تصفيق متواصل وهتافات "أعيدوه إلى الوطن".
وقال والده جون: "هذا مؤتمر سياسي، لكن الحاجة إلى ابننا الوحيد وكل المحتجزين، ليست قضية سياسية، إنها قضية إنسانية"، فيما قالت والدته راشيل: "هيرش، إذا كنت تستطيع أن تسمعنا، فنحن نحبك، ابق قوياً".
لبيد: حكومة كوارث تدفن إسرائيل
في السياق، اتهم زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، حكومة بنيامين نتنياهو بـ"دفن الرهائن"، بعد العثور على جثامين المحتجزين الستة في نفق بغزة.
وقال في منشور عبر منصة "إكس": "الوفيات مفجعة للبلاد بأكملها، باستثناء أولئك الذين يقودونها، فبدلاً من إبرام صفقة، يمارسون السياسة، وبدلاً من إنقاذ الأرواح، يدفنون الرهائن، وبدلاً من بذل كل ما في وسعهم لإعادتهم إلى ديارهم، يبذل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كل ما في وسعه للبقاء في السلطة. حكومة الكوارث تدفن دولة إسرائيل".
ووفقاً لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، تحتجز حركة حماس 97 شخصاً من أصل 250 كانوا لديها منذ هجوم 7 أكتوبر، بما في ذلك جثامين ما لا يقل عن 33 محتجزاً.
