فشلت المنافسة لاختيار قائد جديد لحزب المحافظين في إثارة اهتمام الناخبين حتى في أكثر الدوائر الانتخابية الموالية للحزب في بريطانيا، وفق "بلومبرغ".
وتنافس 6 وزراء سابقين على مدى الشهر الماضي على خلافة رئيس الوزراء السابق، ريشي سوناك، في قيادة حزب المحافظين، لكن مع اقتصار معركتهم في الغالب على التجمعات الانتخابية المُغلقة بين مؤيدي الحزب والمقالات الافتتاحية في الصحف الوطنية، أظهر الناخبون في دائرة "هارو إيست" قلة اهتمام بالإجراءات.
وتُعد هذه الدائرة الانتخابية هي الوحيدة في البلاد التي حصل فيها المحافظون على أكثر من 50% من الأصوات الشهر الماضي.
وقالت "بلومبرغ" في استطلاع أجرته آنذاك، إن "أكثر من 53% من الناخبين في هارو إيست صوتوا في الانتخابات العامة التي أُجريت في 4 يوليو الماضي لصالح الحزب المحافظ".
بدورها، قالت باتريشيا توبريت، وهي متقاعدة في "هارو إيست" تخلت عن دعم حزب المحافظين الشهر الماضي لصالح حزب الإصلاح: "لا أعتقد أن المحافظين سيفوزون مرة أخرى".
وأضافت توبريت، أن المرشحين الستة لرئاسة حزب المحافظين لم يؤثروا فيها، وأبدت حنيناً إلى رئيس الوزراء السابق، بوريس جونسون، الذي أطاح به حزبه في عام 2022 بعد سلسلة من الفضائح.
بناء حزب المحافظين
وكانت "لجنة 1922" التي تدير شؤون الحزب الأزرق أعلنت عن موعد الثاني من نوفمبر المقبل للإعلان عن زعيم المحافظين الجديد، وفتحت باب الترشيحات رسمياً لهذا المنصب بين 24، و29 يوليو الماضي، على أن يقوم نواب الحزب بالتصويت على المرشحين خلال أيام المؤتمر السنوي المقبل للحزب المقرر نهاية سبتمبر المقبل.
وتضم اللجنة مجموعة النواب المحافظين الذين لا يمارسون عملاً في الحكومة سواء إن كانت تدير الدولة رسمياً، أو تجلس على مقاعد المعارضة، أي "حكومة الظل" كما تسمى، ويطلق على أعضاء اللجنة أيضاً اسم نواب المقاعد الخلفية أو البدلات الرمادية، ويناط بهم إدارة شؤون الحزب، واختيار زعيم له عند الحاجة.
وسلطت آراء الناخبين في "هارو إيست" الضوء على التحدي الذي يواجه أي مرشح يفوز في انتخابات الحزب، والذي ستتمثل مهمته في إعادة بناء الحزب المحافظ، الذي يصف نفسه بـ"الحزب الحاكم الطبيعي" في بريطانيا، من أنقاض أسوأ هزيمة له على الإطلاق، وجعله قابلاً للانتخاب مرة أخرى.
ويتعين على الفائز تحقيق ذلك في وقت يشك فيه حتى الناخبون في أكثر الدوائر ولاءً، في ما إذا كان الحزب على دراية بالأسباب الصحيحة لمشكلات البلاد.
ويبرز اسم وزيرة الأعمال والتجارة السابقة كيمي بادينوك، باعتبارها الأوفر حظاً في قائمة المرشحين، والتي تضم أيضاً وزراء سابقين مثل وزير الخارجية جيمس كليفرلي، ووزيريْ الداخلية روبرت جنريك وبريتي باتيل، ووزير العمل ميل سترايد، ووزير الأمن توم توجندهات.
ولكن في "هارو إيست"، لم تنجح المنافسة في تحفيز نوعية الناخبين التي يحتاج المحافظون لاستعادتها على مستوى البلاد لإعادة بناء حظوظهم السياسية.