"البديل من أجل ألمانيا" تصدر النتائج في ولايتي تورينجن وساكسونيا

ألمانيا.. مساع من أحزاب سياسية لإبقاء اليمين المتطرف بعيداً عن السلطة

ممثلو "حزب البديل من أجل ألمانيا" أليس فايدل وتينو شروبالا خلال مؤتمر صحافي مع المرشحين الرئيسيين لولاية ساكسونيا يورج أوربان والمتحدث باسم ولاية تورينجن ستيفان مولر، بعد الانتخابات المحلية في برلين. 2 سبتمبر 2024. - reuters
ممثلو "حزب البديل من أجل ألمانيا" أليس فايدل وتينو شروبالا خلال مؤتمر صحافي مع المرشحين الرئيسيين لولاية ساكسونيا يورج أوربان والمتحدث باسم ولاية تورينجن ستيفان مولر، بعد الانتخابات المحلية في برلين. 2 سبتمبر 2024. - reuters
دبي-الشرق

تحركت أحزاب سياسية في منطقتين شرقيتين بألمانيا، الأحد، لمنع حزب "البديل من أجل ألمانيا" من الوصول إلى السلطة، بعد فوز الحزب اليميني المتطرف في انتخابات محلية جرت بتورينجن، ونيله المركز الثاني في ولاية ساكسونيا المجاورة، وفق ما أوردته "بلومبرغ". 

وحصل حزب "البديل من أجل ألمانيا"، المُصنف من قبل أجهزة الأمن في كلتا الولايتين كحزب يميني متطرف، على 32.8% من الأصوات في تورينجن، وفقاً للنتائج الأولية. 

وقالت "بلومبرغ"، إن هذا الانتصار يعد الأول لحزب يميني متطرف في انتخابات الولايات بألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية. 

وأعلنت الأحزاب الأخرى في البرلمان الإقليمي أنها لن تنضم إلى ائتلاف مع حزب "البديل من أجل ألمانيا"، ما يعزز فرص "الحزب المسيحي الديمقراطي"، الذي حل ثانياً في تورينجن، وفاز في ساكسونيا، في قيادة الحكومة القادمة في عاصمة تورينجن، إرفورت.

وجاءت نتائج الانتخابات في الولايتين الواقعتين شرق ألمانيا، بمثابة ضربة جديدة للحزب الديمقراطي الاجتماعي الذي يتزعمه المستشار أولاف شولتز، ولشريكيه في الائتلاف الحاكم، الذي لا يحظى بشعبية كبيرة في برلين، حزبيْ "الخضر" و"الديمقراطي الحر". 

وقبل نحو عام من الانتخابات الوطنية المقبلة، حصلت الأحزاب الثلاثة على أقل من 15% من الأصوات في كلا الولايتين، ولم يقترب الحزب الديمقراطي الحر من تحقيق الحد الأدنى المطلوب (5%) لدخول أي من برلماني الولايتين، فيما فشل "الخضر" في اجتياز هذه العتبة في تورينجن.

تراجع الدعم الشعبي 

وتراجع الدعم الشعبي للأحزاب الثلاثة الحاكمة إلى أدنى مستوياته على الإطلاق، في ظل ركود الاقتصاد الألماني وكون الهجرة من القضايا الرئيسية التي تشغل الناخبين. 

وحصلت الأحزاب الشعبوية من اليمين واليسار المتطرفين على أكثر من 60% من الأصوات في تورينجن، وحوالي نصف الأصوات في ساكسونيا، ما يبرز تآكل المركز السياسي في بعض أجزاء ألمانيا. 

وبلغ معدل التأييد الشعبي لتحالف "الحزب الديمقراطي المسيحي" و"الاتحاد الاجتماعي المسيحي" نحو 32%، وهو تقريباً نفس المعدل الذي يحظى به "الحزب الديمقراطي الاجتماعي"، وحزب "الخضر"، والحزب "الديمقراطي الحر" مجتمعين، فيما يأتي حزب "البديل من أجل ألمانيا" في المركز الثاني بنحو 18%. 

وأدى الضغط المتزايد على الأحزاب الحاكمة إلى تجدد ادعاءات الأحزاب المعارضة بأن الحكومة أصبحت "غير فعالة"، وظهرت دعوات جديدة لتقديم موعد الانتخابات المقبلة، كما قد يثير هذا الوضع نقاشاً حول استمرارية شولتز كمرشح في الحزب الديمقراطي الاجتماعي لمنصب المستشار. 

تعافي ألمانيا

ومع تدهور وضع الحكومة، تلاشى التفاؤل بشأن تعافي ألمانيا في عام 2024، بعد عامين من النمو شبه المعدوم، إذ لم يتحقق الارتفاع المتوقع في إنفاق المستهلكين، ولا يزال القطاع الصناعي في البلاد يعاني، حسبما ذكرت "بلومبرغ". 

وقالت الوكالة إن الخلافات داخل الائتلاف الحاكم بشأن كيفية مواجهة التحديات التي تواجه ثالث أكبر اقتصاد في العالم، دون تقديم حلول فعالة على ما يبدو، تسبب في تفاقم الاستياء من الأحزاب الحاكمة الثلاثة. 

وتوقعت "بلومبرغ" أن تواجه الأحزاب الحاكمة ضربة جديدة في الانتخابات التي ستجرى بعد 3 أسابيع في ولاية براندنبورج، وهي المنطقة المحيطة بالعاصمة برلين، والتي تضم دائرة شولتز في بوتسدام. 

وأضافت أن الأداء القوي للحزب "المسيحي الديمقراطي" في انتخابات الأحد، قد يسهم في اتخاذ قرار بشأن مرشح الحزب المحافظ لمنصب المستشار. 

ويبدو أن زعيم الحزب، فريدريش ميرز، هو الأوفر حظاً للحصول على الترشيح، إذ تلقى دعم بوريس راين، رئيس وزراء ولاية هيسن المنتمي للحزب، كما يوجد مرشحين آخرين مثل رئيس وزراء ولاية شمال الراين وستفاليا، هندريك ويست، ورئيس وزراء ولاية بافاريا، ماركوس سودر، الذي يقود "الاتحاد الاجتماعي المسيحي"، وهو الحزب الشقيق لـ"الاتحاد الديمقراطي المسيحي" في المنطقة الجنوبية. 

تصنيفات

قصص قد تهمك