يأمل الديمقراطيون في أن يساهم المرشح لمنصب نائب الرئيس حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، في تعزيز فرصهم في سباقات الكونجرس بعدد من الدوائر الحاسمة، فيما يواصل الجمهوريون محاولة استهدافه والتشكيك في سجله، وفق شبكة CBS News.
وذكرت الشبكة الأميركية، الاثنين، أنه قبل 9 أيام من إعلان المرشحة الديمقراطية ونائبة الرئيس كامالا هاريس اختيار والز مرشحاً لمنصب نائب الرئيس، تلقى الأخير رسالة نصية من زميلته النائبة أنجي كريج من مينيسوتا، كتبت فيها: "لم أخسر أبداً وأنت على رأس بطاقة الاقتراع".
وكانت كريج، المعروفة بمواقفها الجريئة، اتخذت موقفاً مبكراً ضد زعيم حزبها، داعية إلى انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي بعد أدائه الضعيف في مناظرته مع دونالد ترمب، في موقف كان يعكس توترات داخلية في الحزب الديمقراطي بشأن قيادته المستقبلية.
وفي أعقاب انسحاب بايدن، أبدت كريج دعمها لتيم والز، وقالت في تصريحات لشبكة CBS News: "والز يمتلك القدرة على الحديث مع أي شخص، في أي مكان، عن أي موضوع"، مشيرة إلى أنه يمثل قوة سياسية كبيرة في "العديد من الولايات المتأرجحة والدائرة الانتخابية المتنازع عليها".
ومنذ ترشيحه لمنصب نائب الرئيس، نجح والز في تعزيز التفاؤل بين الديمقراطيين بشأن فرصهم في سباقين تنافسيين في مجلس النواب.
وفي الدائرة الثانية بولاية مينيسوتا، تواجه كريج تحدياً كبيراً، حيث تسعى للحصول على فترة ولاية رابعة، بينما يأمل الديمقراطيون في نبراسكا، حيث قاد والز حملة انتخابية في أغسطس، أن تساعد علاقاته في الإطاحة بالعضو الجمهوري المخضرم دون باكون.
وذكرت النائبة كريج، أن والز حقق نجاحات كبيرة في دائرتها الانتخابية المتأرجحة عندما كان على بطاقة الاقتراع كحاكم، قائلة: "يقوم بحملات قوية ويظهر في أي مكان".
وأضافت: "ذات مرة ذهبنا معاً للصيد في بداية الموسم، ثم حضرنا معا حفلاً في نفس عطلة نهاية الأسبوع. إن نطاق تواجده مذهل حقاً".
ويشهد السباق الانتخابي في الدائرة الثانية بولاية مينيسوتا، وولاية نبراسكا منافسة محتدمة ومكلفة، ويتوقع أن يكون له تأثير كبير على توازن القوى في مجلس النواب، حيث يتمتع الجمهوريون بأغلبية ضئيلة قبل انتخابات نوفمبر المقبلة.
تشكيك جمهوري
ويكثف الجمهوريون حملاتهم الانتخابية للفوز بالمقعدين، مستهدفين تيم والز بانتقادات حادة تشكك في سجله كحاكم، ويسعون إلى ربط مرشحي مجلس النواب الديمقراطيين برسائل مناهضة لوالز من الحزب الجمهوري.
ويسعى المنافس الجمهوري للنائبة الديمقراطية كريج في الدائرة الثانية بولاية مينيسوتا جو تيراب، لجذب الناخبين، الذين لهم تاريخ في توزيع أصواتهم بين الأحزاب.
ويهاجم تيراب، وهو مدعٍ فيدرالي سابق، أداء والز خلال الاضطرابات التي شهدتها مينيسوتا عام 2020 بعد وفاة الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد.
وقال تيراب لشبكة CBS News: "تيم والز لديه قصور في سجله، وأعتقد أن الناس سيصوتون بناءً على ذلك".
وأعرب عن اعتقاد بأن أن والز لم يقدم الدعم الكافي لإنفاذ القانون، وأن قضايا الشرطة والسلامة العامة ستكون حاسمة في السباقات بالولايات المتأرجحة، بما في ذلك مينيسوتا.
وأضاف تيراب: "يعرف الناس هنا أننا بحاجة إلى دعم إنفاذ القانون من أجل تعزيز السلامة العامة"، موضحاً أنه "بعد أعمال الشغب في عام 2020، أصبحت إدارات إنفاذ القانون تواجه صعوبة كبيرة في توظيف والاحتفاظ بالمواهب".
وتابع: "كان عليّ أن أسجن الكثير من تجار المخدرات، وأود أن أكون جزءاً من الجهود المبذولة لمكافحة هذه المشكلة في الكونجرس".
مع ذلك، تحظى كريج بدعم من بعض الجهات في مجال إنفاذ القانون، إذ أعربت عن تأييد مجموعة من المنظمات، بما في ذلك "جمعية شرطة السلام في مينيسوتا".
وفي تصريحات لشبكة CBS News، اتهم الجمهوري المخضرم دون باكون، الذي يتمتع بتجربة في الفوز على منافسيه من كلا الحزبين، تيم والز بـ"التحول نحو اليسار السياسي" منذ فوزه بمنصب حاكم مينيسوتا.
وقال باكون: "أعتقد أن دعمه في هذه الدائرة سيتلاشى، لكن علينا أن نكون بارعين في توصيل الرسالة".
وأشار باكون، إلى أنه كان سيشعر بقلق أكبر بشأن فرصه الانتخابية لو كانت كامالا هاريس اختارت حاكم ولاية بنسلفانيا الديمقراطي جوش شابيرو، بدلا من والز، مضيفاً: "أعتقد أن شابيرو كان سيشكل تهديداً أكبر كنائب للرئيس من والز، وفي النهاية، ربما لا تكون علاقات والز هنا ذات أهمية كافية. أعتقد أنه كان مفيداً في البداية، ولكن ربما لا يكون له تأثير كبير على المدى الطويل."
تفاؤل بشأن دعم والز
من جانبه، يسعى توني فارجاس، منافس الجمهوري دون باكون في ولاية نبراسكا، إلى الاستفادة من دعم تيم والز لتعزيز جاذبية الديمقراطيين لدى الناخبين من الطبقة العاملة في الولاية.
وقال فارجاس، الذي يشترك مع والز في خلفية تعليمية كمدرس سابق، لشبكة CBS News: "رؤية الحاكم والز على البطاقة الانتخابية مسألة نتحدث عنه في فعالياتنا. نحن بحاجة إلى ممثلين من الطبقة العاملة في الكونجرس، والحاكم والز يدعم النقابات العمالية بشكل كبير".
وأشار فارجاس إلى أهمية وجود أمثلة على الأفراد من الطبقة العاملة في الكونجرس وعلى رأس بطاقة الرئاسة في السلطة التنفيذية، موضحاً أن هذا ربما يعزز دعم الديمقراطيين في الانتخابات المقبلة.
وخلال حملته في نبراسكا الشهر الماضي، ناقش والز مع فارجاس الفرص المتاحة لتحويل السيطرة على مجلس النواب من الجمهوريين إلى الديمقراطيين. وجذب السباق على مقاعد مجلس النواب في كل من مينيسوتا ونبراسكا اهتماماً كبيراً، مع ضخ ملايين الدولارات في الإعلانات والممارسات الانتخابية.
وقالت كريج، إن التغيير في رأس القائمة الانتخابية، زاد من قوة المرشحين الديمقراطيين في العديد من الولايات المتأرجحة، لكنها أكدت أن السباق في دائرتها سيظل "معركة صعبة" تتطلب "جهداً كبيراً".
كما أشادت لجنة الحملة الديمقراطية في الكونجرس بنجاح حملات جمع التبرعات التي ينظمها المرشحون في هذه الدوائر المتنازع عليها.
وأضاف كريج وفارجاس، أنهما لاحظا أن إدراج تيم والز في بطاقة الترشيح الرئاسية، عزز من حماس الديمقراطيين وحقق نتائج إيجابية في استطلاعات الرأي، وجذب مزيداً من المتطوعين والتبرعات.
ومع ذلك، يتوقع الجمهوريون أن يتراجع هذا الحماس الأولي لدى الديمقراطيين مع اقتراب الانتخابات.
وقال باكون: "على الرئيس (دونالد) ترمب و(مرشحه لمنصب نائب الرئيس) جي دي فانس أن يركزا على القضايا مثل الاقتصاد، الحدود، والجريمة، وأن يكونا واضحين بشأن ما دافعت عنه هاريس والز في الماضي. إذا فعلا ذلك، أعتقد أننا سنكون بخير".
