بذلت المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية ونائبة الرئيس كامالا هاريس، في الأسابيع الستة الماضية جهوداً كبيرة لإصلاح التحالف الديمقراطي، الذي انتخب الرئيس جو بايدن في عام 2020، بعد "تفتته وضعفه" بحلول نهاية حملته لإعادة انتخابه، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال".
وقالت الصحيفة الأميركية، الثلاثاء، إن استطلاعات رأي أجرتها مؤخراً تشير إلى أن هاريس "لا تزال بحاجة إلى المزيد من الجهد للتغلّب على التقدم"، الذي أحرزه الرئيس السابق دونالد ترمب بين الناخبين ذوي البشرة السمراء، واللاتينيين، والشباب، وهي الفئات التي عادة ما تدعم الديمقراطيين.
وأضافت الصحيفة، أن أي تقويض في التحالف الديمقراطي ربما يحسم نتيجة الانتخابات، لا سيما أن دعم بايدن كان بالكاد كافياً لتحقيق الفوز في عام 2020؛ إذ استند فوزه في المجمع الانتخابي إلى هامش ضئيل يقارب 44 ألف صوت في 3 ولايات.
وارتفع معدل تأييد هاريس بين الناخبين ذوي البشرة السمراء بمقدار 13 نقطة مئوية منذ انسحاب بايدن من السباق في يوليو الماضي، وفقاً لنتائج استطلاعات أجرتها "وول ستريت جورنال" في أواخر يوليو وأغسطس الماضيين. مع ذلك، لا تزال نسبة تأييدها البالغة 81% أقل بـ10 نقاط من نسبة الدعم، التي حصل عليها بايدن في عام 2020.
وارتفعت أيضاً نسبة تأييد الناخبين اللاتينيين لهاريس بمقدار 13 نقطة، لكنها لا تزال متأخرة بفارق 6 نقاط عن نسبة دعمهم لبايدن في عام 2020، وفقاً للاستطلاع.
كما حسّنت هاريس مكانة الحزب الديمقراطي بين الناخبين الشباب، الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً، بزيادة قدرها 7 نقاط. ومع ذلك، لا يزال الحزب يعاني من عجز مقارنة بانتخابات 2020، حين كان دعم بايدن أعلى بـ12 نقطة، وفقاً للصحيفة.
ترمب "أكثر جاذبية"
ولفتت "وول ستريت جورنال"، إلى أن العديد من الرجال يرون أن ترمب "أكثر جاذبية" الآن مقارنةً بما كان عليه قبل 4 سنوات، ما يفسر جزئياً عدم قدرة هاريس على تقليص الفجوة بين هذه الفئات الناخبة.
وحصل ترمب على تأييد 20% من الرجال ذوي البشرة السمراء في أحدث استطلاعات الصحيفة، وهي نسبة أعلى بكثير من الـ12% التي حصل عليها في عام 2020.
ويتساوى ترمب تقريباً مع هاريس في معدلات تأييد الرجال اللاتينيين، إذ بلغت نسبة تأييدهم له 47% مقابل 48% لهاريس. ويرى محللون أن هناك عدة أسباب لهذا التغير، منها الأهمية النسبية التي يوليها الرجال والنساء لحقوق الإجهاض، بالإضافة إلى اختلاف الآراء بشأن الاقتصاد وشخصية ترمب "العدائية"، بحسب الصحيفة.
كما أظهرت الاستطلاعات تأخر هاريس عن مستوى دعم بايدن في عام 2020، ويظهر هذا التفاوت بشكل أكبر بين الرجال مقارنةً بالنساء عبر جميع الفئات العرقية.
الناخبين البيض "ورقة رابحة"
وإذا لم تتمكن نائبة الرئيس من تحقيق نفس مستوى الدعم، الذي حققه حزبها في عام 2020 بين هذه الفئات، ربما تجد هاريس فرصتها بين الناخبين البيض، وخصوصاً النساء اللاتي يستجبن لوعودها بالعمل على استعادة الوصول إلى حقوق الإجهاض، وفقاً للعديد من المحللين.
وإذا كانت تلك التوقعات صحيحة، ربما تمتلك أول رئيسة سمراء ائتلافاً فائزاً يعتمد بشكل أكبر على الناخبين البيض وأقل على الناخبين من الأقليات مقارنةً بالرجل الأبيض الذي انتُخب قبلها مباشرة، وفقاً للصحيفة.
وقال جريج ستريمبل، وهو خبير استطلاعات جمهوري، وكان مستشاراً كبيراً في حملة السيناتور جون ماكين الرئاسية عام 2008، للصحيفة: "هذا هو الاتجاه الذي تسير نحوه الأمور. أعتقد أن هذا ما سيحدث"، مشيراً إلى أن النساء، بما في ذلك النساء البيض، يشعرن بالتحفيز بسبب فقدان حقوق الإجهاض.
على نحو مماثل، قالت سارة لونجويل، وهي خبيرة استراتيجية معارضة لترمب، تعتمد تحليلاتها بشكل كبير على استطلاعات الرأي على مستوى الولايات: "إنها (هاريس) تحقق نتائج رائعة مع النساء والناخبين البيض الحاصلين على التعليم الجامعي الذين حقق بايدن نتائج ممتازة معهم أيضاً". وأضافت: "تأثيرها بين الناخبين البيض أكبر مما قد تتوقع".
وأوضحت "وول ستريت جورنال"، أن تحقيق مكاسب صغيرة بين الناخبين البيض يُمكن أن يعوض الخسائر الكبيرة بين الأقليات؛ لأن الناخبين البيض يشكلون 70% أو أكثر من المشاركين في الانتخابات.
وحصدت هاريس دعماً أكبر من الناخبين البيض من كلا الجنسين مقارنةً بما حصل عليه بايدن في عام 2020 في 7 ولايات متأرجحة، وفقاً لاستطلاعات أجراها جريج ستريمبل، والديمقراطي باتريك توومي، نيابةً عن مجموعة "تقرير كوك السياسي" (CPR) المتخصصة في تحليلات الانتخابات الرئاسية.
كما أظهر الاستطلاع تحسناً في دعم هاريس بين الناخبين البيض، سواء ممن يحملون شهادات جامعية، أو لا يحملونها.