تدخل ولاية نورث كارولاينا، انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر 2024، كولاية متأرجحة رغم أنها صوتت لصالح الجمهوريين في أغلب الانتخابات الرئاسية، مع استثناءات قليلة.
ومنذ سبعينيات القرن الماضي، لم يصوت ناخبو الولاية الواقعة على ساحل المحيط الأطلسي في الجنوب الشرقي للولايات المتحدة، إلا لرئيسين ديمقراطيين فقط هما جيمي كارتر عام 1976 وباراك أوباما في 2008.
ومع ذلك، يأمل الديمقراطيين أن يقلبوا الولاية لصالحهم في الانتخابات المقبلة، خاصة أن الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترمب فاز بها عام 2020 بهامش ضئيل وهو 1.3 نقطة مئوية فقط، أمام منافسه الديمقراطي حينها الرئيس جو بايدن، أما عام 2016، فاز بها ترمب أمام منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بنسبة 3.6%.
وبالكاد فاز أوباما بولاية نورث كارولاينا عام 2008 وذلك بـ0.32%، بعد أن أنفق أكثر من 15 مليون دولار للحصول عليها، في حين لم تنجح محاولة الديمقراطيين لتكرار التجربة.
أما في انتخابات عام 2020، اكتسح بايدن 6 من الولايات السبع المتأرجحة، وكانت نورث كارولاينا هي الإخفاق الوحيد له بـ48.6% مقابل 49.9% لصالح ترمب.
ورغم ذلك، يأمل الديمقراطيون بانتزاعها وهو أمل مدفوع، بحسب الباحث السياسي في المركز السياسي التابع لجامعة فيرجينيا جون مايلز كولمان، بتأثير انسحاب بايدن من السباق، وتأييد نائبته كامالا هاريس بدلاً عنه.
ويدعم ذلك الأمل أيضاً، استطلاعات الرأي التي تظهر تقدم هاريس على ترمب في الولاية، وإن كان بهامش ضئيل لا يتجاوز 0.2%. وتراجع الرئيس السابق في الولاية بعد أن كان متقدماً على بايدن بأكثر من 5 نقاط مئوية.
وأوضح كولمان، أن "نورث كارولاينا الولاية المتأرجحة الوحيدة التي فاز بها ترمب في الانتخابات الماضية، لذلك فهي ولاية يجب الفوز بها بالنسبة للمرشح الجمهوري أكثر من منافسته الديمقراطية".
وزاد ترمب من إنفاقه في الولاية، مع بداية أغسطس الماضي، ومنذ دخول هاريس السباق، حيث أنفقت حملته ولجان جمع التبرعات المشتركة معه ما لا يقل عن 7.4 مليون دولار على الإعلانات، وفقاً لبيانات AdImpact.
وهذا يزيد بحوالي 3 ملايين دولار عما أنفقته هاريس ولجان جمع التبرعات المشتركة معها خلال نفس الفترة. في حين تجاوز الإنفاق المؤيد لترمب في الولاية 11.2 مليون دولار خلال تلك الفترة، بينما بلغ الإنفاق المؤيد للمرشحة الديمقراطية حوالي 7.6 مليون دولار.
"سيطرة بيضاء"
يشكل البيض في الولاية قرابة 62% من إجمالي عدد السكان، مما يعني أنهم كتلة تصويتية هامة قد يستحوذ عليها ترمب في انتخابات 2024، خاصة أن قاعدته من الناخبين البيض من الطبقة العاملة والناخبين الريفيين، والذين يشكلون عدداً أكبر من السكان، هم من ساعدوه على الفوز بالولاية في 2020.
ومع ذلك، تضم الولاية عدداً كبيراً من السكان الأميركيين من أصل إفريقي بنسبة 22.2%، ما قد يمنح الولاية للديمقراطيين.
وذكر كولمان، أن قضية الإجهاض "قد تحفز النسبة الكبيرة من النساء في نورث كارولاينا والتي تقدر بنحو 51%، للتصويت لهاريس. وبشكل عام هناك حالة من عدم الارتياح المتصاعد من قبل الناخبات لترمب".
ويدعم ذلك، استطلاع للرأي أجرته شبكة CNN في يوليو الماضي، أظهر أن هاريس تحظى بتأييد أكبر بين النساء مقارنة بترمب.
وقالت 54% من النساء الداعمات لهاريس إنهن سيصوتن دعماً للأخيرة أكثر من مسألة التصويت ضد ترمب، مقارنة بـ43% من الداعمات لبايدن اللاتي قلن نفس الشيء في وقت سابق.
وعلى الصعيد الآخر، يشكل الناخبين المستقلين غير المنتمين لأي حزب ونسبتهم 36.11%، كتلة تصويته هامة ومؤثرة في الولاية، خاصة أن نسبتهم تتجاوز نسبة المسجلين كناخبين جمهوريين وهي 30.28%، وتتجاوز كذلك نسبة المسجلين كناخبين ديمقراطيين 32.93%.
هموم الناخبين
ومثل معظم الأميركيين في الولايات المختلفة، يعتبر الاقتصاد القضية الأكبر بالنسبة للناخبين في نورث كارولاينا، حيث أظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة هاي بوينت، أن 76% من الناخبين المسجلين في الولاية يعتقدون أن التضخم هو القضية الأهم.
ومع ذلك، فإن توجهات الناخبين ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالهوية الحزبية لهم، حيث كشف استطلاع رأي أجرته جامعة كوينيبياك، أن 43% من الجمهوريين اختاروا الهجرة باعتبارها القضية الأكثر إلحاحاً التي تواجه البلاد.
في المقابل، اختارت النسبة الأكبر من الديمقراطيين أي 33% فكرة الحفاظ على الديمقراطية في الولايات المتحدة هي القضية الأكثر أهمية.
ولذلك، يتفاءل الحزب الديمقراطي بارتفاع نسبة تأثير ترشيح هاريس على إقبال الناخبين الديمقراطيين في الولاية، من خلال التسجيل بمعدلات تجاوزت أعداد الناخبين الجمهوريين.
وينما تشتد المنافسة بين المرشحين الرئاسيين في الولاية، أظهرت استطلاعات الرأي تعادل هاريس تقريباً مع ترمب بفارق 0.2% لصالحها.
وتشهد الولاية منافسة قوية على منصب الحاكم بين نائب الحاكم الجمهوري مارك روبنسون والمدعي العام الديمقراطي للولاية جوش شتاين.
ويتصدر الديمقراطي شتاين السباق بحصوله على 50% من الدعم مقارنة بـ36% لروبنسون المدعوم من ترمب.