هدد المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية دونالد ترمب بسجن "المتورطين بسلوك لا أخلاقي" في انتخابات عام 2024، التي قال إنها ستخضع "لتدقيق شديد"، وذلك قبل أيام فقط من مناظرته الرئاسية الأولى، وربما الوحيدة، ضد منافسته الديمقراطية نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وكتب الرئيس السابق عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "عندما أفوز، سيُحاكم هؤلاء الأشخاص الذين مارسوا الغش، إلى أقصى حد يسمح به القانون الذي سيشمل أحكاماً بالسجن لفترات طويلة، حتى لا يتكرر هذا الفساد في العدالة مجدداً"، مثيراً الشكوك مجدداً بشأن نزاهة الانتخابات، على الرغم من أن الغش أمر نادر الحدوث، وفق وكالة "أسوشيتد برس".
وأضاف ترمب: "يرجى الحذر، لأن هذا التعرّض للإجراءات القانونية يمتد إلى المحامين والنشطاء السياسيين والمانحين والناخبين غير الشرعيين ومسؤولي الانتخابات الفاسدين. هؤلاء المتورطين في سلوك لا أخلاقي، سيُلاحقون، وسيُقبض عليهم، ويُحاكمون على مستويات، للأسف، لم نشهدها من قبل في بلادنا".
وتمثل رسالة ترمب بحسب "أسوشيتد برس"، أحدث تهديد له باستغلال منصب الرئاسة للانتقام إذا فاز بولاية ثانية. ولا يوجد دليل على هذا النوع من الاحتيال الذي يواصل الإصرار على أنه شاب انتخابات الرئاسة عام 2020؛ في الواقع، قالت العشرات من المحاكم والمسؤولين الجمهوريين في الولايات وإدارته نفسها إنه خسر بشكل منصف.
وقبل أيام قليلة، اعترف ترمب نفسه في مقابلة على مدونة صوتية بأنه "خسر بفارق ضئيل".
ورغم أن مساعدين في حملة ترمب وحلفاء حثوه على التركيز على هاريس وجعل الانتخابات استفتاءً على قضايا مثل التضخم وأمن الحدود، انحرف الرئيس السابق في الأيام الأخيرة عن ذلك المسار.
والجمعة، أدلى ترمب بتصريحات "صادمة" أمام كاميرات الأخبار، إذ أشار إلى سلسلة من اتهامات سابقة بسوء السلوك الجنسي، ووصف العديد منها بتفصيل دقيق، رغم أنه ينفي مزاعم السيدات اللاتي يتهمنه بذلك.
وفي وقت سابق، حضر بشكل طوعي إلى المحكمة لحضور جلسة محاكمة بشأن استئناف حكم وجده مسؤولاً عن اعتداء جنسي، محوّلاً بذلك التركيز على مشكلاته القانونية في المرحلة الأخيرة من حملته الانتخابية.
اتهامات و"شكاوى مألوفة"
والسبت، اتجه ترمب إلى الحديث "شكاوى مألوفة" بشأن كل شيء بداية من توجيه اتهامات إليه على خلفية "تدخل روسيا" في انتخابات عام 2016، في الوقت الذي كان يعقد مؤتمراً انتخابياً في واحدة من أكثر المناطق المعروفة بولائها للجمهوريين في ولاية ويسكونسن الحاسمة.
وقال ترمب خلال تجمع انتخابي في الهواء الطلق في مطار ويسكونسن المركزي، حيث تحدث من وراء جدار زجاجي مضاد للرصاص؛ بسبب بروتوكولات أمنية جديدة بعد محاولة اغتياله في يوليو: "وزارة العدل التابعة لهاريس و(الرئيس جو) بايدن تحاول الزج بي في السجن -يريدونني في السجن- بتهمة كشف فسادهم".
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أنه لا يوجد دليل على أن الرئيس جو بايدن أو نائبته هاريس كان لهما أي تأثير على قرارات وزارة العدل أو المدعين العامين في الولايات بتوجيه الاتهام إلى الرئيس السابق.
ولفتت إلى أن ترمب تجنب التحضير التقليدي للمناظرة، واختار عقد تجمعات انتخابية وفعاليات، بينما كانت هاريس منعزلة في فندق تاريخي وسط مدينة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا، حيث تعمل مع مساعديها منذ الخميس، بعد أن وافقت حتى الآن على إجراء مناظرة رئاسية واحدة، ستستضيفها شبكة ABC.
وتعهد ترمب في تصريحاته مجدداً "بطرد الطبقة السياسية الفاسدة"، إذا فاز مرة أخرى و"تنحيف حكومتنا لأول مرة، بشكل هادف، منذ 60 عاماً".
وفي إطار هذا الجهد، كرر الإشارة إلى خطته، التي أعلن عنها الخميس، لإنشاء "لجنة كفاءة حكومية" جديدة برئاسة الملياردير إيلون ماسك، والتي ستُكلف بإجراء "تدقيق مالي وأداء كامل للحكومة الفيدرالية بأكملها" لاستئصال الهدر.
وبعد أن شوه سمعة لجنة الكونجرس التي حققت في هجوم 6 يناير 2021 على مبنى الكابيتول من قبل أنصاره بعد خسارته في انتخابات عام 2020، أخبر ترمب الحشد الذي يضم الآلاف أنه "سيراجع بسرعة حالات كل سجين سياسي وقع ضحية ظلم نظام هاريس" وسيوقع على العفو عنهم في أول يوم له في منصبه.
ودافع ترمب مراراً عن أولئك الذين سُجنوا بتهمة ارتكاب جرائم تشمل الهجمات العنيفة على مسؤولي إنفاذ القانون، وقال إنه سيعمل على "إصلاح شامل" لما أسماه "إدارة الظلم الفاسدة لكامالا".
وأضاف: "بدلاً من ملاحقة الجمهوريين، سيركزون على القضاء على الكارتلات المتعطشة للدماء والعصابات العابرة للحدود الوطنية والإرهابيين المتطرفين".
في المقابل، ردت المتحدثة باسم حملة هاريس، سارافينا تشيتيكا، على تعليقاته ببيان حذرت فيه من أنه إذا أعيد انتخاب ترمب، فسوف "يستغل سلطته المطلقة لمقاضاة أعدائه والعفو عن المتمردين الذين هاجموا مبنى الكابيتول بعنف في 6 يناير".