وسط تباطؤ زخم هاريس.. رهانات مناظرة ترمب ترتفع أمام مرشحة الديمقراطيين

المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث خلال حدث انتخابي في نيوهامشر. 24 سبتمبر 2024 - Reuters
المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة ونائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس تتحدث خلال حدث انتخابي في نيوهامشر. 24 سبتمبر 2024 - Reuters
دبي-الشرق

ترتفع الرهانات المحيطة بالمناظرة الرئاسية المقررة الثلاثاء، بين المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ومنافسها الجمهوري دونالد ترمب، بالنسبة لنائبة الرئيس، في ظل تباطؤ الزخم المحيط بترشحها.

وقالت مجلة "بوليتيكو" الأميركية، إن زخم هاريس "تباطأ"، ولكنه لم يتراجع، إذ أن شعبيتها مستمرة في الازدياد، والحماس بين الناخبين الديمقراطيين أعلى بكثير مقارنة بما كان عليه عندما كان الرئيس الأميركي جو بايدن مرشحاً.

ومع ذلك، لا تزال المنافسة شديدة التقارب، فعلى الرغم من تقدم ترمب بفارق نقطتين في استطلاع للرأي أجرته "نيويورك تايمز" بالتعاون مع "سيينا كوليدج" ونُشر الأحد، لا تزال هاريس تتصدر الاستطلاعات على مستوى البلاد بفارق يتراوح بين 1 و3 نقاط مئوية في المتوسط.

وفي ظل تفوّق الجمهوريين الحالي في المجمع الانتخابي، يبدو أن تقدُّم هاريس على الصعيد الوطني في استطلاعات الرأي حالياً، يعكس وضعاً مشابهاً لفوز هيلاري كلينتون بـ2% من الأصوات في انتخابات عام 2016، وهو ما لم يكن كافياً للفوز بأصوات المجمع الانتخابي، والرئاسة في نهاية المطاف، بأكثر من كونه مشابهاً لفوز بايدن بفارق 4 نقاط في انتخابات 2020، بحسب "بوليتيكو".

وتظهر بيانات 3 من أكبر المنصات التي تقيس متوسطات استطلاعات الرأي، وهي "ريل كلير بوليتكس"، و"فايف ثيرتي إيت"، ونشرة "نيت سيلفر"، أن السباق "شديد التنافس" في الولايات المتأرجحة، إذ لم تتجاوز الفروقات بين المرشحين في كل من الولايات السبع المتأرجحة 3 نقاط لأي منهما.

وكان أكبر تقدم لهاريس على ترمب في ولاية ويسكونسن، بفارق 2.7 نقطة، وفقاً لمتوسط بيانات "فايف ثيرتي إيت"، فيما حقق ترمب أكبر تفوق له في ولاية أريزونا، بفارق 2.1 نقطة، وفقاً لمتوسط بيانات نشرة "نيت سيلفر".

ومع التمعن في التفاصيل، يتضح السبب في تقليص هاريس للفجوة، ويفسر ذلك، لماذا لم يتمكن أي من المرشحين من الابتعاد بأرقامه عن الآخر حتى مع اقتراب موعد مناظرة الثلاثاء.

وكان معدل تأييد هاريس في 27 يونيو 39%، وارتفع إلى 45% في 14 أغسطس، ثم إلى 48% الآن، وفقاً لمتوسط بيانات "ريل كلير بوليتكس"، ولكن يبدو أن إعادة اكتشاف الأميركيين لهاريس بعد ترشحها بلغت أقصى حدودها في الوقت الراهن.

وتُظهر متوسطات الاستطلاعات أن عدد الناخبين الذين يحملون رأياً إيجابياً عن هاريس يساوي عدد من ينظرون إليها سلبياً، ولا تدل هذه النسبة على شعبية جارفة، لكنها ليست سيئة في ظل الاستقطاب السياسي الحالي. كما أن هذه النسبة تجعل نائبة الرئيس أيضاً أكثر شعبية بشكل عام من ترمب، الذي يبلغ متوسط ​​معدلات تأييده 44%.

وأظهر استطلاع "نيويورك تايمز/سيينا كوليدج" أن معدلات التأييد والرفض لهاريس وترمب كانت "متطابقة تقريباً، إذا بلغت معدلات التأييد لنائبة الرئيس 46%، فيما بلغت معدلات الرفض 51%.

وفي المقابل، بلغت نسبة تأييد الرئيس السابق 46% مقابل 52%، وتشير معظم البيانات الأخرى المتاحة إلى وجود فجوة طفيفة في التأييد لصالح هاريس، بحسب "بوليتيكو".

وتحمل مناظرة الثلاثاء مزيداً من المخاطر والفرص أيضاً لهاريس، ففي حين أن 90% من الناخبين المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم يعرفون تقريباً كل ما يحتاجون لمعرفته عن ترمب، قال عدد أقل (71%) إنهم يعرفون كل ما يحتاجونه عن هاريس، وهذا يعني أن أرقام المرشحة الديمقراطية قد ترتفع أو تنخفض بناءً على أدائها في المناظرة، بينما من غير المرجح أن تتغير أرقام ترمب.

التصويت لمرشحي الأحزاب الأخرى

كان من المتوقع أن تقترب انتخابات 2024 من مستويات قياسية في التصويت لمرشحي الأحزاب الأخرى والمستقلين، لكن هذا الاتجاه شهد تراجعاً كبيراً بعد تغيير المرشح الديمقراطي وانتهاء، أو شبه انتهاء، حملة المستقل روبرت إف كينيدي جونيور.

وفي الوقت الحالي، لم تعد بعض الاستطلاعات، مثل استطلاع "نيويورك تايمز/سيينا كوليدج"، تُدرج كينيدي كخيار للمشاركين، وعلى الرغم من تعليق حملته وتأييده لترمب، سيظل اسم كينيدي على بطاقات الاقتراع في بعض الولايات، من بينها ولايتين متأرجحتين.

وظهر اسم كينيدي في 3 استطلاعات رأي فقط من الاستطلاعات الـ10 التي تشكل حالياً متوسط بيانات موقع "ريل كلير بوليتكس".

كما تُظهر الاستطلاعات تراجعاً حاداً في الاهتمام بالمرشحين من الأحزاب الأخرى، في ظل زيادة الرضى عن مرشحي الحزبين الرئيسيين، ويرجع هذا إلى أن الخيارات الأقل شهرة لا تتمتع بمستوى الأهمية نفسه التي يتمتع بها سليل العائلة السياسية الشهيرة.

وفي استطلاع "نيويورك تايمز/سيينا كوليدج"، حصل مرشح الحزب الليبرتاري، تشيس أوليفر، على 2% من الأصوات، فيما نالت مرشحة حزب الخضر جيل ستاين، على 1%. ولم يشمل الاستطلاع كل من كينيدي أو كورنيل ويست، لكنهما حصلا على أقل من 1% من الأصوات.

حماس الناخبين

بلغت نسبة الديمقراطيين "المتحمسين للغاية" للانتخابات الرئاسية 72% في استطلاع "نيويورك تايمز/سيينا كوليدج"، مقارنة بـ69% للجمهوريين.

وكما حدث في الاستطلاعات التي أُجريت على مستوى البلاد الشهر الماضي، تمكّن الديمقراطيون من سد الفجوة فيما يتعلق بحماس الناخبين، بعدما كانوا متأخرين بشكل كبير عندما كان بايدن مرشحهم.

ووصلت حماسة الناخبين إلى مستوى متساوٍ بين الحزبين، كما هو الحال بين المرشحين، فقد أظهر استطلاع أجْرته صحيفة "نيويورك تايمز"، أن نسبة متساوية من الناخبين المؤيدين لهاريس 63% وترمب 63% وصفوا أنفسهم بأنهم "متحمسين للغاية" للتصويت في انتخابات الخامس من نوفمبر.

وأشارت "بوليتيكو" إلى أن هذا يعكس أيضاً نوايا الناخبين، موضحة أن 63% من الناخبين الديمقراطيين المحتملين قالوا إنهم "متأكدين تقريباً" من المشاركة في الانتخابات، مقابل 61% من الجمهوريين.

ويظهر نفس الانقسام تقريباً بين أنصار المرشحين، إذ قال 62% من مؤيدي هاريس و58% من مؤيدي ترمب إنهم "متأكدين تقريباً" من الإدلاء بأصواتهم. 

المرشح الأفضل في التعامل مع الاقتصاد

وأظهر استطلاع رأي أجْرته صحيفة "وول ستريت جورنال" في يوليو، أن 52% من الناخبين يرون أن ترمب يتعامل بشكل أفضل مع ملف الاقتصاد، مقابل 40% لهاريس، وتغيرت هذه النسبة الآن لتصبح 51% لترمب مقابل 43% لهاريس.

وفي استطلاع "نيويورك تايمز/سيبنا كوليدج"، تفوّق ترمب على هاريس بفارق 13 نقطة مئوية (55% مقابل 42%).

وفي 27 يونيو، كان 25% من الأميركيين يرون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح، مقابل 65% يرون عكس ذلك، وكانت هذه النسب مماثلة في 14 أغسطس.

وفي الوقت الحالي، ارتفعت نسبة من يرون أن البلاد تسير في الاتجاه الصحيح إلى 27%، فيما انخفضت نسبة من يرون العكس إلى 63%.

تصنيفات

قصص قد تهمك