العثور على جثمان مشتبه به في إطلاق نار أرعب الأميركيين

جوزيف كوتش المشتبه به في إطلاق النار بولاية كنتاكي الأميركية، صورة غير مؤرخة - REUTERS
جوزيف كوتش المشتبه به في إطلاق النار بولاية كنتاكي الأميركية، صورة غير مؤرخة - REUTERS
دبي-الشرق

قالت السلطات الأمنية في ولاية كنتاكي الأميركية، مساء الأربعاء، إنها تعتقد أن الجثة التي عُثر عليها في منطقة ريفية بجنوب شرق الولاية هي جثمان مشتبه به في إصابة خمسة أشخاص بإطلاق نار على طريق سريع داخل الولاية، وفق وكالة "أسوشيتد برس".

وأوضح مفوض شرطة ولاية كنتاكي، فيليب بيرنت، أن الجثة التي عُثر عليها يُعتقد أنها لجوزيف كوتش، من مدينة وودبين، وتأمل السلطات أن ينهي هذا الاكتشاف عملية البحث المكثفة التي استمرت على مدى أسبوعين تقريباً، وجعلت سكان المنطقة يعيشون في حالة من الذعر. 

وقال جون روت، قائد شرطة مقاطعة لوريل: "لقد استبد الخوف بالناس، وهذا ليس معتاداً هنا في مقاطعة لوريل، لذلك، بعد هذا الاكتشاف، آمل أن تعود مقاطعتنا إلى نمط حياتها المعتاد". 

وأصيبت 12 مركبة، وجُرح خمسة أشخاص إثر حادث إطلاق النار الذي وقع في 7 سبتمبر على الطريق السريع 75 بالقرب من لندن، وهي مدينة يقطنها نحو 8 آلاف نسمة، وتقع على مسافة 120 كيلومتراً جنوب ليكسينجتون. 

وذكر بيرنت، مساء الأربعاء، أن الأشياء التي عُثر عليها مع الجثة جعلت السلطات تعتقد أنها لكوتش، ولم تتوافر لدى مفوض الشرطة أية تفاصيل عن سبب الوفاة، ولكنه أكد أن ذلك سيتم تحديده "بعد تشريح الجثة"، مشيراً إلى أنه عُثر على "سلاح في الموقع"، كما أنه لا يعرف المدة التي ظلت فيها الجثة هناك، بحسب "أسوشيتد برس". 

وأضاف بيرنيت: "نحن واثقون من أن هذا سيسدل ستار النهاية على عملية البحث عن جوزيف كوتش". 

وقال روت في مؤتمر صحافي في لندن إن اكتشاف الجثة "ليس هو النتيجة التي تريدها السلطات"، مضيفاً أنه "لا أعتقد أن أحداً في هذه المرحلة كان يتمنى أن نعثر عليه في الحالة التي عثرنا عليه فيها"، مؤكداً: "كنت أتمنى أن يكون حياً ليدفع ثمن جريمته". 

مكافأة لـ"مرشدين"

وتم العثور على الجثة في أعقاب عملية بحث موسعة في تضاريس وعرة في المنطقة التي وقع فيها الهجوم، وقامت فرق البحث بتمشيط 28 ألف فدان خلال البحث. 

وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن "مرشدين خاصين" سيحصدان الجائزة التي يبلغ قدرها 25 ألف دولار لدورهما في هذا الاكتشاف.

وقال فريد وشيلا ماكوي، وهما من الناشرين على منصة "يوتيوب"، إنهما ظلا يمشطان المنطقة على مدى نحو 6 أيام بحثاً عن علامات تشير إلى وجود نسور في الهواء.

وأوضح فريد ماكوي أنه شاهد بعضها على مقربة من مخرج الطريق السريع 75، الأربعاء، وتتبع رفقة شيلاً التضاريس الوعرة إلى أسفل الوادي، حيث اشتما رائحة كريهة.

وقالت شيلا ماكوي أثناء تصويرها عملية البحث: "ها نحن يا رفاق، لن تصدقوا.. لقد عثرنا عليه.. يا إلهي، لقد آن لهذه المنطقة الصغيرة (لندن) أن ترتاح".

وقال بيرنيت، مساء الأربعاء، إن جنود شرطة الولاية ظلوا طوال اليوم يبحثون في المنطقة، ولاحظوا أيضاً وجود نسور تحوم فوقها، واشتموا رائحة قوية، وخلال تحركهم عبر الغابة لتحديد مصدر تلك الرائحة، سمع الجنود أصواتاً، فكشفوا عن هويتهم، وطلبوا من الآخرين الكشف عن هوياتهم أيضاً. 

وتبين أن هذه الأصوات لفريد وشيلا ماكوي، اللذين أخبرا الجنود أنهما يبحثان أيضاً عن كوتش، وأضاف قائد الشرطة أنه "بعد هذا التفاعل بين الجنود وأسرة ماكوي، عثر الفريقان على جثمان مجهولة الهوية".

وأدت عمليات إطلاق النار على الطريق السريع إلى إغلاق بعض المدارس والتحول إلى التعلم الافتراضي لعدة أيام، وطالبت السلطات سكان المنطقة بتوخي الحذر والمزيد من اليقظة، وأعيد فتح المدارس، الثلاثاء، بعد تعزيز الأمن في المقاطعة. 

ووصف حاكم ولاية كنتاكي آندي بشير إطلاق النار بأنه "عمل من أعمال العنف والشر". 

وقالت السلطات إن الشخص الذي كان يحمل السلاح أطلق "من 20 إلى 30 رصاصة"، ما أدى إلى خلق حالة من الفوضى العارمة، ونجا الضحايا الخمسة، ولكن بعضهم أصيب بجروح خطيرة.

وبعد أن أرسل رسالة نصية توعد خلالها بـ"قتل العديد من الأشخاص" إلى امرأة قبل الهجوم، أرسل كوتش رسالة أخرى قال فيها: "سأقتل نفسي بعد ذلك"، وفق ما ذكره المحققون في إفادة خطية.

ولم تصف الوثيقة طبيعة العلاقة بين كوتش والمرأة، ولكن "أسوشيتد برس" قالت إنهما أنجبا طفلاً دون زواج، وفقاً للمحامي الذي تولى ترتيبات الحضانة لابنهما الذي وُلد في عام 2016.  

خلفية عسكرية

وفي وقت مبكر من عملية البحث، عثرت السلطات الأمنية في كنتاكي على مركبة كوتش المهجورة وسلاح نصف آلي يعتقد المحققون أنه استُخدم في إطلاق النار بالقرب من مسرح الجريمة، كما عُثر على حقيبة عسكرية مكتوب عليها اسم "كوتش" بخط اليد، وهاتف دون بطارية يُعتقد أنه لكوتش.

وقالت السلطات إن كوتش قام بشراء سلاح من طراز AR-15، وحوالي 1000 طلقة ذخيرة من متجر للأسلحة في لندن قبيل ساعات من إطلاق النار.

ويمتلك كوتش خلفية عسكرية، إذ خدم في قوة الاحتياط بالجيش الأميركي. وقال الجيش إنه خدم خلال الفترة من 2013 إلى 2019 كمهندس مقاتل، وإنه غادر الجيش برتبة جندي ولم تُسند إليه مهام.

وتركزت عمليات البحث في منطقة كثيفة الأشجار تقع على مسافة 13 كيلومتراً شمال لندن، حتى أن أحد المسؤولين في شرطة الولاية شبه العملية بـ"المشي في الأدغال".  

وبمساعدة الطائرات المروحية والمسيرة تعاملت فرق البحث على الأرض مع المنحدرات الصخرية والحفر والكهوف والمجاري المائية والشجيرات الكثيفة. 

ومع تعليق عمليات البحث خلال ساعات الليل، تم نشر ضباط مدربين بشكل خاص في مواقع استراتيجية لمنع الشخص المسلح من التسلل إلى خارج المنطقة. 

وقالت السلطات، الثلاثاء، إنها تقوم بسحب الباحثين من الغابة لتعزيز الدوريات في المجتمعات المجاورة أملاً في تهدئة مخاوف السكان. 

وبعد أن بدا أن لغز مكان اختباء كوتش تم حله الأربعاء، حث قائد الشرطة السكان على الصلاة من أجل ضحايا إطلاق النار، وأسرة المشتبه به الذين قال إنهم تعاونوا مع السلطات، مؤكداً أنه "لا يمكن إلقاء اللوم على الأسرة؛ بسبب المحنة التي سببها هذا الرجل". 

تصنيفات

قصص قد تهمك