تسببت الأمطار الغزيرة الناجمة عن إعصار "هيلين" في ترك السكان عالقين في انتظار الإغاثة، بعدما أودت الظروف الجوية بحياة 64 شخصاً على الأقل، وألحقت دماراً واسع النطاق في جميع أنحاء جنوب شرقي الولايات المتحدة، كما تركت الملايين بدون كهرباء، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".
ووصل إعصار "هيلين" إلى اليابسة في منطقة بيج بيند بولاية فلوريدا وهو من الفئة الرابعة، في وقت متأخر من مساء الخميس، مع رياح وصلت سرعتها إلى 140 ميلاً في الساعة (225 كيلومتراً في الساعة).
ومن هناك، تحرك الإعصار بسرعة عبر ولاية جورجيا، التي قال حاكمها برايان كيمب، بعد مشاهدته للمنازل المهدمة والطرق السريعة المغطاة بالحطام من الجو، السبت، إن "المكان بات يبدو وكأنه شهد انفجاراً لقنبلة".
وقال مدير إدارة الطوارئ والأمن الداخلي في جورجيا كريس ستالينجز إن الفرق كانت تركز على فتح الطرق للوصول إلى المستشفيات والتأكد من وصول الإمدادات إلى المناطق المتضررة.
وأغرق الإعصار ولايتيْ نورث وساوث كارولينا وكذلك تينيسي بالأمطار الغزيرة، ما أدى إلى خروج مياه الأنهار عن الضفاف، وزيادة الضغط على السدود.
وانعزلت منطقة غرب ولاية نورث كارولاينا، بسبب الانهيارات الأرضية والفيضانات التي أجبرت الحكومة على إغلاق العديد من الطرق السريعة هناك.
وكانت هناك المئات من عمليات الإنقاذ من المياه، إلا أن المشهد الأكثر دراماتيكية هو ذلك الذي حدث في مقاطعة يونيكوي الريفية في شرق تينيسي، حيث تم انتشال العشرات من المرضى والموظفين بواسطة مروحية من سطح مستشفى، فيما استمرت عمليات الإنقاذ في اليوم التالي في مقاطعة بونكومب، بولاية نورث كارولاينا، والتي غمرت فيها المياه جزءاً من مدينة آشفيل.
بدوره، قال الرئيس جو بايدن، السبت، إن الدمار الذي خلفه الإعصار هيلين كان "ساحقاً"، متعهداً بإرسال المساعدات اللازمة.
ورغم تسجيل عدد من الوفيات في المقاطعة، إلا أن مدير خدمات الطوارئ هناك فان تايلور جونز رفض الحديث عن أي تفاصيل، لكنه أشار إلى أن تضرر أبراج الهواتف الخلوية أعاق الجهود المبذولة للتواصل مع أقارب الضحايا.
وقال المركز الوطني للأعاصير في الولايات المتحدة إن العاصفة، التي أصبحت الآن إعصاراً، من المتوقع أن تستمر لتصل فوق وادي تينيسي يومي السبت والأحد.
أعنف إعصار منذ 35 عاماً
ويعد "هيلين" أعنف إعصار استوائي في ولاية ساوث كارولاينا منذ إعصار "هوجو" الذي أودى بحياة 35 شخصاً، عندما وصل إلى اليابسة، شمال تشارلستون مباشرةً، في عام 1989، وقد تم تسجيل وفيات في فلوريدا وجورجيا ونورث كارولينا وفيرجينيا.
وشهدت ولاية نورث كارولاينا أسوأ فيضانات منذ قرن، حيث وصف حاكمها روي كوبر، الوضع بأنه "كارثي"، إذ جاءت فرق البحث والإنقاذ من 19 ولاية والحكومة الفيدرالية للمساعدة.
وفي أتالانتا، سقطت الأمطار على مدى 48 ساعة، مسجلة أكبر معدل شهدته المدينة على مدى يومين منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1878.
ووفقاً لما نقلته الوكالة عن أحد الضباط في مقاطعة بينيلاس، ويدعى بوب جوالتييري، فإنه من بين الوفيات الـ 11 المؤكدة في فلوريدا، غرق 9 أشخاص في منازلهم في منطقة الإخلاء الإلزامي الواقعة على الساحل في المقاطعة.
وأشارت "أسوشيتد برس" إلى أن السيارات اصطفت قبل شروق شمس، السبت، على مسافة 60 ميلاً (100 كيلومتر) في موقع لتوزيع الطعام المجاني في بيري، فلوريدا، وسط انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع.
وكان الآلاف من عمال الكهرباء توجهوا إلى فلوريدا قبل وصول الإعصار، وبحلول السبت، تمت إعادة التيار الكهربائي إلى أكثر من 1.9 مليون منزل وشركة، لكن هناك مئات الآلاف ما زالوا بدون كهرباء في الولاية، وكذلك في جورجيا.
وتوقعت شركة "موديز أناليتيكس" أن تتراوح الخسائر في الممتلكات بين 15-26 مليار دولار، بينما ترى شركة "أكيو ويذر" في تقديراتها الأولية أن إجمالي الأضرار والخسائر الاقتصادية الناجمة عن الإعصار في الولايات المتحدة ستكون بين 95 و110 مليار دولار.
وكان الإعصار "هيلين" هو الثامن في موسم الأعاصير الأطلسية، الذي بدأ في الأول من يونيو الماضي، وتوقعت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي موسماً أعلى من المعدل المتوسط هذا العام، وذلك بسبب درجات حرارة المحيطات الدافئة بشكل قياسي.
