بريطانيا تتخلى عن الفحم في توليد الكهرباء وتغلق أكبر مصنع تقليدي للصلب

محطة الطاقة (راتكليف أون سور) التي تعمل بالفحم في نوتنجهامشاير شرق وسط بريطانيا. 26 سبتمبر 2024 - REUTERS
محطة الطاقة (راتكليف أون سور) التي تعمل بالفحم في نوتنجهامشاير شرق وسط بريطانيا. 26 سبتمبر 2024 - REUTERS
لندن -بدر العازمي

اتخذت بريطانيا، خطوات تهدف إلى خفض انبعاثات الكربون، وإنهاء حقبة الاعتماد على الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة التي بدأت منذ 142 عاماً.

وأعلنت بريطانيا، الاثنين، اعتزامها إغلاق آخر محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم في البلاد، وكذلك أكبر مصنع لإنتاج الصلب بالطريقة التقليدية، لتصبح عضو مجموعة العشرين الوحيد دون إنتاج محلي كلي للصلب في طريق التحوّل للإنتاج الأخضر.

وقالت بريطانيا إنها ستغلق مصنع الصلب في "بورت تالبوت" Port Tabolt جنوب ويلز، الذي تديره شركة "تاتا ستيل"، لتنهي إنتاج الصلب من خام الحديد بعد أكثر من 100 عام من انطلاق الصناعة، وسط تقديرات بخسارة آلاف الأشخاص عملهم في المصنع.

وكانت عمليات إنتاج الصلب في بريطانيا عن طريق عملية استخراج تقليدية تجعلها ثامن دولة في أوروبا من حيث الإنتاج بإجمالي 7 ملايين طن، وفق بيانات حكومية صادرة في عام 2019.

وفي عام 2021، كان يساهم إنتاج حديد الصلب بنحو ملياري جنيه إسترليني (نحو 2.67 مليار دولار) في ميزانية اقتصاد بريطانيا وبواقع 0.1% من الناتج الإجمالي المحلي.

وتعرف صناعة الصلب التقليدية باستخدام أفران الصهر عالية الحرارة، من خلال تحويل صخور خام الحديد إلى سائل، ومن ثم إلى فولاذ.

لكن ما ستعمل عليه بريطانيا خلال شركة "تاتا" للصلب، بأن تنتج الحديد عبر أفران القوس الكهربائي باستثمار 1.25 مليار جنيه إسترليني (نحو 1.67 مليار دولار) تتكفل الحكومة بنصف مليار منها في الفترة المستقبلية.

ويعتمد إنتاج الصلب الأخضر القائم على أفران القوس الكهربائي على صهر الصلب الخردة أو المعاد تدويره، ما يقلص الانبعاثات الكربونية بمعدل هو الأكبر من نوعه على الإطلاق في ذلك القطاع.

ومن المتوقع أن يفقد قرابة 3 آلاف شخص عملهم في مصنع "بورت تالبوت"، الذي يقع في ويلز، لكن الحكومة تعهدت بصندوق لدعم مجتمع الصلب والعاملين بقيمة 12.5 مليون جنيه إسترليني.

وتخفض هذه الخطوة صافي انبعاثات الكربون بنسبة كبيرة في ويلز، وبريطانيا بشكل عام من حيث النسبة والتناسب، وهو ما تعمل عليه بريطانيا خلال العقد الجاري حتى 2030.

إنهاء حقبة الفحم

وأنهت بريطانيا، الاثنين، "حقبة الفحم" التي تمتد 142 عاماً عبر إغلاق محطة "راتكليف أون سوار" للطاقة التي تستخرج من الفحم، وبذلك تكون أول دول مجموعة السبع التي تتخلص تدريجياً من الفحم.

وتعمل المحطة منذ أواخر ستينيات القرن الماضي، في إيست ميدلاندز بإنجلترا لتوفير الكهرباء لعدد كبير من المنازل في الوسط الشرقي لبريطانيا، وتديرها شركة "يونيبر" Uniper.

وأشارت الشركة في بيانها، إلى أن المحطة التي تتكون من ثمانية أبراج للتبريد بارتفاع 114 متراً "أنتجت طاقة كافية لصنع أكثر من 21 تريليون كوب من الشاي، وسعتها 2 جيجاوات كافية لتشغيل مليوني منزل".

وقال مايكل لويس، الرئيس التنفيذي لشركة "يونيبر"، إنه "تم بناء راتكليف خلال وقت كان فيه الفحم العمود الفقري للتقدم الصناعي، وقام بتشغيل أكثر من مليوني منزل وشركة أي ما يعادل منطقة إيست ميدلاندز بأكملها". 

وذكر أن المحطة "لعبت دوراً حاسماً في تعزيز النمو الاقتصادي، ودعم سبل عيش الآلاف من الناس. ستكون هذه هي المرة الأولى منذ عام 1882 التي لا يعمل فيها الفحم على تشغيل بريطانيا العظمى".

وفيما يتعلق بتسوية أوضاع العاملين بالمحطة البالغ عددهم 170 موظفاً، أوضحت الشركة أنه "يتم بذل الدعم لإيجاد فرص إعادة نشر مناسبة داخل مجموعة يونيبر الأوسع، وتم وضع العديد من التدابير لدعم الزملاء الذين يغادرون العمل".

وسيخضع موقع المحطة الشهير لعملية وقف التشغيل، التي من المتوقع أن تستمر نحو عامين، وتشمل إزالة المخاطر المرتبطة بالزيوت والمواد الكيميائية، قبل تسليم الموقع إلى مقاول هدم لإنشاء حديقة في الموقع.

وتُعزى أسباب التخلي عن توليد الطاقة من الفحم في بريطانيا، إلى العولمة وإلغاء التصنيع والاعتماد على بدائل أخرى كغاز الشمال والطاقة النووية والمتجددة، فضلًا عن انخفاض نسبة تعدين الفحم ورغبة أحد كبرى الاقتصادات في العالم التوقف عن انبعاثات غازات الدفيئة في أصول الطاقة لديها وتوفير وقود منخفض الكربون، بالإضافة إلى طاقة خضراء وموثوقة.

تصنيفات

قصص قد تهمك