تمكنت فرق الإنقاذ في ولاية فلوريدا من انتشال عشرات المواطنين من بين حطام إعصار ميلتون بعد أن ضربت العاصفة المجتمعات الساحلية حيث دمرت المنازل، وملأت الشوارع بالطين، وأحدثت سلسلة من الأعاصير القاتلة، فيما لقي ما لا يقل عن 12 شخصاً حتفهم، معظمهم في الجزء الشرقي من الولاية، وفق "نيويورك تايمز".
وتسبب الإعصار المدمر في انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 3 ملايين منزل، وإغراق الجزر على طول الشاطئ جنوبي المدينة، وتمزيق سقف ملعب البيسبول، وإسقاط رافعة بناء. ويعد هذا الإعصار الثالث الذي يضرب فلوريدا هذا العام.
ومن بين عمليات الإنقاذ الأكثر دراماتيكية، عثر ضباط مقاطعة هيلزبورو على صبي يبلغ من العمر 14 عاماً يطفو على قطعة من السياج، وسحبوه إلى قارب. كما أنقذ طاقم مروحية تابعة لخفر السواحل رجلاً كان متشبثاً بصندوق ثلج في خليج المكسيك بعد أن تقطعت السبل بقارب الصيد الخاص به في المياه التي اجتاحها إعصار ميلتون.
ونجا الرجل من رياح تتراوح سرعتها بين 75 و90 ميلاً في الساعة (121 إلى 145 كيلومتراً في الساعة) وأمواج يصل ارتفاعها إلى 25 قدماً (7.6 متر) أثناء ليلته على الماء.
وقالت السلطات إن 5 أشخاص لقوا حتفهم في الأعاصير في نادي سبانيش ليكس الريفي بالقرب من فورت بيرس، على الساحل الأطلسي لفلوريدا، حيث دُمرت المنازل. كما عثرت الشرطة على امرأة ميتة تحت فرع شجرة ساقط في تامبا.
وفي مقاطعة فولوسيا، قالت السلطات إن شخصين، امرأة تبلغ من العمر 79 عاماً في أورموند بيتش، وامرأة تبلغ من العمر 54 عاماً في بورت أورانج، لقيتا حتفهما أيضاً عندما سقطت أشجار على المنازل.
وفي حديثه في إفادة بالبيت الأبيض، قال وزير الأمن الداخلي، أليخاندرو مايوركاس، إن هناك تقارير عن مصرع ما يصل إلى 10 أشخاص بسبب الأعاصير، لكنه حذر من أن العدد أولي فقط.
وقال حاكم ولاية فلوريدا دي سانتيس، الخميس، إنه تم إنقاذ ما لا يقل عن 340 شخصاً و49 حيواناً أليفاً في الجهود الجارية.
وأضاف أن الولاية تتوقع المزيد من الضحايا، وأنقذ المستجيبون الأوائل حوالي 1000 شخص حتى مساء الخميس.
وتسبب إعصار ميلتون في حدوث أعاصير قوية بعيداً، مما أدى إلى إتلاف أكثر من 100 مبنى في جميع أنحاء الولاية. في مقاطعة سانت لوسي، قال المسؤولون المحليون إن 6 أشخاص لقوا حتفهم بسبب الأعاصير.
آثار دائمة
وأشارت دراسة حديثة نشرت في مجلة نيتشر فحصت ما يقرب من 500 إعصار استوائي في الفترة من عام 1930 إلى عام 2015 في الولايات المتحدة إلى أن العواصف الكبيرة تؤدي إلى آلاف الوفيات الإضافية بعد العواصف، وتترك آثاراً دائمة على الصحة العامة.
ولم تتضح أسباب الوفيات الإضافية بعد، لكن الدراسات تتكهن بأنها قد تكون مرتبطة بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والأمراض المعدية والتأثيرات المتفاقمة على الحالات الصحية المزمنة مثل أمراض القلب والإجهاد العقلي.
وقالت راشيل يونج، الخبيرة الاقتصادية البيئية بجامعة كاليفورنيا في بيركلي، والمؤلفة المشاركة للدراسة، لشبكة ABC NEWS: "لقد وجدنا أن هناك معدلات مرتفعة للوفيات تمتد إلى ما هو أبعد من تلك العواقب المباشرة للعاصفة، وتستمر لمدة تصل إلى 15 عاماً".
واستمرت قائلة: "نقدر أن هذه الوفيات غير المباشرة التي تحدث من خلال عدد من القنوات على مدى سنوات عديدة تساوي ما بين 7000 إلى 11000 حالة وفاة لكل عاصفة، وهو ما يزيد 300 مرة عن عدد الوفيات الرسمي".
ووجدت الدراسة أيضاً أن الأعاصير وآثارها اللاحقة من المتوقع أن تتسبب في وفيات أكثر في الولايات المتحدة من جميع حوادث السيارات المسجلة والأمراض المعدية ووفيات الحرب مجتمعة، بإجمالي يتراوح بين 3.6 مليون و5.2 مليون حالة وفاة.
