أوكلاهوما: ضحايا "مذبحة تولسا" ينتظرون إقرار بايدن تعويضاتهم المالية

أقدم ناجية من مذبحة تولسا، فيولا فليتشر (107 سنوات) خلال حضورها مهرجان "بلاك وول ستريت" في تولسا بولاية أوكلاهوما- 28 مايو 2021 - REUTERS
أقدم ناجية من مذبحة تولسا، فيولا فليتشر (107 سنوات) خلال حضورها مهرجان "بلاك وول ستريت" في تولسا بولاية أوكلاهوما- 28 مايو 2021 - REUTERS
تولسا-أ ف ب

ينتظر الأميركيون المتحدرون من أصول إفريقية، في تولسا بولاية أوكلاهوما، من الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مشاركته الثلاثاء، إحياء ذكرى مرور 100 سنة على مذبحة تولسا، أن يحقق مطالبهم بـ"تعويضات مالية".

وكان بايدن اعتبر، الاثنين، أن على الحكومة الأميركية "الاعتراف بالدور الذي لعبته في انتزاع الثروات، والفرص من أحياء الأفارقة".

وترغب الناشطة كريستي وليامز، وهي من أحفاد الضحايا في أن يحقق جو بايدن "العدالة"، وقالت: "قبل 100 سنة توقف تطورنا الاقتصادي، وأُخذت أراضينا، واليوم أمام البلاد فرصة لإصلاح هذا الضرر"، وفقاً لما نقلته وكالة "فرانس برس".

اعتذار عن العجز

رئيس بلدية تولسا، اعتذر رسمياً، الاثنين، عن "العجز في حماية المجتمع في عام 1921".

وقال جي تي باينوم في بيان، إن "الضحايا رجال ونساء وأطفال، كانوا يستحقون ما هو أفضل من قبل مدينتهم".

ولا تزال آثار الدمار ماثلة إلى اليوم في البلدة الواقعة في أوكلاهوما، الولاية الجنوبية التي كانت تمارس العبودية، وتعرف بأنها أحد معاقل منظمة "كو كلاكس كلان"، إذ يظهر التفاوت بوضوح بين شمال تولسا، حيث غالبية السكان من أصول إفريقية، والجنوب حيث تقيم الغالبية من البيض.

وتقول ميشيل براون، مسؤولة البرامج التعليمية في مركز ثقافي محلي في البلدة: "حين يزور السياح تولسا، لا يمكنهم أن يصدقوا إلى أي مدى لا يزال الفصل العنصري حاضراً، وإلى أي مدى العنصرية واضحة".

وترى بيلي باركر، التي نشأت في تولسا أن "الأمر لم يتغير، ولا تزال حالة الفصل مستمرة"، مضيفة أن "حقوقهم منتهكة مقارنة مع البيض في المدينة"، معربة عن اعتقادها أن "دفع تعويضات يمكن أن تساعد منطقة غرينوود على تحسين مدارسها".

عائلة تقرأ نصب
عائلة تقرأ نصب"بلاك وول ستريت" التذكاري خلال الاحتفالات بالذكرى المئوية لـ"مذبحة تولسا". - REUTERS

وتشير النائبة الديمقراطية عن تكساس شيلا جاكسون، إلى تأييدها دفع تعويضات، فيما انتقل بعض الناجين في 19 أبريل الماضي، إلى واشنطن، للإدلاء بشهاداتهم أمام الكونغرس، والمطالبة بأن تعترف الدولة بمعاناتهم.

ومنذ 2001، أوصت لجنة بأن يتلقى سكان غرينوود تعويضات، غير أن هذه الدعوات بقيت حتى الآن من دون نتيجة.

ويراهن السكان على حضور جو بايدن، مراسم إحياء الذكرى المئوية للمجزرة، للتوعية أكثر بشأن المأساة التي بقيت لفترة طويلة من المسائل المحظور طرحها.

وظهرت في الآونة الأخيرة الرغبة في الشفافية، مع عمليات النبش التي جرت بحثاً عن المقابر الجماعية، التي دفنت فيها أعداد الضحايا من أصول إفريقية.

"مذبحة تولسا" 

"مذبحة تولسا" وقعت بعد أن أثار توقيف شاب من أصول إفريقية، اتّهم بالاعتداء على امرأة بيضاء، موجة من العنف على أساس عنصري، كانت الأسوأ في تاريخ البلاد.

وبعد توقيف ديك رولاند، تجمّع مئات البيض الغاضبين، خارج مقر محكمة تولسا، ووقعت مواجهات بينهم ورجال من أصول إفريقية، أتوا للدفاع عنه مصممين على إعدامه خارج نطاق القانون، وهي ممارسة كانت معهودة حينها، واستمرت حتى ستينات القرن الماضي.

شاحنة تحمل أمريكيين من أصل أفريقي فرّوا من مذبحة تولسا - via REUTERS
شاحنة تحمل أميركيين من أصل إفريقي فرّوا من "مذبحة تولسا"-REUTERS

وتحرّكت مجموعة من الجنود السابقين من أصول إفريقية، شاركوا في الحرب العالمية الأولى، وكان بعضهم يحمل السلاح، لحماية رولاند.

وارتفع مستوى التوتر إلى أن وقع إطلاق نار، وتراجع السكان ذوو الأصول الإفريقية الذين كانوا أقل عدداً، إلى حي غرينوود، الذي كان يحوي العديد من المحال التجارية.

الدخان يتصاعد من المباني خلال مذبحة عام 1921 في تولسا - REUTERS
الدخان يتصاعد من المباني خلال مذبحة عام 1921 في تولسا - REUTERS

ومع طلوع فجر اليوم التالي، نهب رجال من البيض، العديد من المتاجر والمنازل وأحرقوها، وطاردوا السكان من أصول إفريقية وضربوهم، وعلى مدى يوم كامل، عاثوا خراباً في الحي المعروف بـ"وول ستريت الأسود" بسبب ازدهاره الاقتصادي.

بدورها، شاركت الشرطة في التدمير، بدلاً من التدخل لمنعهم، وبذلك لم يبق من الحي سوى أنقاض ورماد، فيما قتل قرابة 300 شخص، وخلّف الدمار نحو 10 آلاف مشرّد، من دون أن تتم إدانة أي أبيض.