دراسة حديثة تكشف سبب تعطل الإنترنت بغرب إفريقيا العام الماضي

صورة جوية تظهر شارعاً غمرته الفيضانات بعد أن فاض نهر الكونغو على ضفافه بسبب هطول الأمطار الغزيرة في كينشاسا، 9 يناير 2020 - REUTERS
صورة جوية تظهر شارعاً غمرته الفيضانات بعد أن فاض نهر الكونغو على ضفافه بسبب هطول الأمطار الغزيرة في كينشاسا، 9 يناير 2020 - REUTERS
دبي-الشرق

أظهرت دراسة دولية حديثة، أن فيضاناً هائلاً لنهر الكونغو في بداية العام الماضي، تسبب في تدفق رواسب طينية ورملية تحت الماء لمسافة تزيد على 1250 كيلومتراً في المحيط، مما أدى إلى تمزق الكابلات البحرية وتعطيل الإنترنت على طول الساحل الغربي لإفريقيا. 

وفي يناير 2020، عانى مستخدمو شبكة الإنترنت في إفريقيا، من بطء الخدمات بسبب حدوث قطع في اثنين من كابلات الاتصالات البحرية التي تصل إلى الساحل الغربي للقارة.

وأفادت الدراسة التي أصدرها المركز البريطاني للأبحاث، بأن تدفق الرواسب، وهو أطول ما تم تسجيله على الإطلاق، قطع 1250 كيلومتراً من منبعه عند مصب نهر الكونغو، على طول وادٍ عميق في المحيط، وفق صحيفة "ذي غارديان" البريطانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك التدفق حدث في يناير 2020، ولكن البيانات المتعلقة به لم تظهر إلا مؤخراً، وربما كان الانزلاق ليمر دون أن يلاحظه أحد على الأرض، لولا تمزق كابلات الاتصالات، وإبطاء حركة البيانات بين نيجيريا وجنوب إفريقيا.

ولفتت الصحيفة إلى رصد الحدث على أجهزة لقياس سرعة التيارات والرواسب، وضعها الباحثون في جنوب المحيط الأطلسي، إذ أظهرت أجهزة استشعار تدفقات طينية ورملية تسارعت حركتها من 5 أمتار في الثانية إلى 8 أمتار في الثانية أثناء تدفقها إلى البحر.

وقال البروفيسور بيتر تالينغ، من جامعة "دورهام" البريطانية: "كانت لدينا سلسلة من المراسي المحيطية (لدراسة المحيطات) التي تأثرت بالحدث، ما أدى إلى فصلها عن مراسي قاع البحر، فظهرت فجأة لتبعث إلينا رسالة".

وأضاف لشبكة "بي بي سي" البريطانية: "هذا الشيء (التدفق) أصبح أسرع وأسرع تدريجياً. ولأنه يؤدي إلى تآكل قاع البحر أثناء سيره، فإنه يلتقط الرمال والطين، ما يجعل التدفق أكثر كثافة وأسرع".

"أسوأ فيضانات" منذ 50 عاماً

وقالت "ذي غارديان"، إن التدفق النهري استمر لفترة طويلة بشكل استثنائي تحت الماء، وهو يعرف أيضاً باسم "تيار العكر"، ونجم عن أسوأ فيضانات يشهدها نهر الكونغو منذ 50 عاماً في أواخر ديسمبر 2019، مما دفع الكثير من الرمال والطين إلى مصب النهر، وفقاً للدراسة.

و"تيار العكر"، هو تيار مائي كثيف محمل بالرواسب، يتحرك منحدراً لأسفل ناحية القاع العميق تحت تأثير الجاذبية.

وبحسب البروفيسور دان بارسونز من جامعة "هال" البريطانية فإن "تيار العكر نشأ لدى انخفاض المياه، أثناء انخفاض المد". 

وقال الباحثون، إن عملهم يمثل أول دراسة تفصيلية لتيارات العكر البحرية القوية، التي يمكن أن تمزق كابلات قاع البحر التي تنقل أكثر من 99% من حركة البيانات العالمية بين القارات. ويشمل ذلك خدمات الإنترنت، والتداول المالي، وتخزين البيانات السحابية، وخدمات البريد الصوتي.