اتهامات بالتحرش والإساءة النفسية تهز فرقة "بيجار باليه"

فنانون من فرقة "بيجار باليه-لوزان" يؤدون رقصة خلال تدريبات في مركز أتاتورك الثقافي في إسطنبول، تركيا. 13 يونيو 2007 - REUTERS
فنانون من فرقة "بيجار باليه-لوزان" يؤدون رقصة خلال تدريبات في مركز أتاتورك الثقافي في إسطنبول، تركيا. 13 يونيو 2007 - REUTERS
جنيف-أ ف ب

تشهد فرقة "بيجار باليه-لوزان" السويسرية الشهيرة أزمة بعد اتهامات بالتحرش والمضايقات وإساءة استخدام السلطة، وعلى الرغم من إطلاق عملية تدقيق، يسأل البعض عن سبب عدم التحرك قبل الآن إزاء هذه الاتهامات.

وأكدت المؤسسة المشرفة على الفرقة، في بيان، أن التحقيق سيُجرى "بطريقة جادة، من قبل شركة متخصصة، بمواصفات موضوعة بعناية".

وظهرت القضية في نهاية مايو الماضي، مع إقالة مدير مدرسة الرقص التابعة للفرقة، ميشيل غاسكار وزوجته فاليري لاكاز، وهي مسؤولة في المدرسة، بعد تدقيق أول أظهر وجود "تقصير فادح".

وتتولى المدرسة التي أسسها موريس بيجار عام 1992 تدريب نحو 40 تلميذاً تتراوح أعمارهم بين السادسة عشرة والعشرين من كل أنحاء العالم، لكنّ دروسها عُلّقت للموسم المقبل بأكمله في انتظار إعادة ترتيب الأوضاع في الفرقة. 

ولم تشر المؤسسة نفسها إلى أي تفاصيل تتعلق بالأسباب التي دفعتها إلى فتح تحقيق، مؤكدة أنها لن تعلن أي موقف قبل انتهاء التدقيق "ما لم تثبت وقائع جديدة تبرر ذلك".

لكن الشهادات التي جمعتها قناة "آر تي إس" من دون الإفصاح عن أسماء أصحابها، أشارت إلى "تفشي المخدرات" وإلى "محسوبية ومضايقات نفسية وتحرش". وتتعلق ادعاءات كثيرة بمصمم الرقصات الفرنسي جيل رومان الذي تولى زمام الفرقة بعد وفاة موريس بيجار عام 2007.

موريس بيجار مصمم الرقصات والراقص والمخرج الفرنسي أثناء بروفة لفيلم
موريس بيجار مصمم الرقصات والراقص والمخرج الفرنسي أثناء بروفة لفيلم "Kurozuka" في باريس، فرنسا. 9 أكتوبر 1995 - REUTERS

"شتائم وتحقير"

وواجه رومان اتهامات مماثلة تضمنها تقرير سري عام 2008، ولكن سُمِح له بالبقاء في منصبه، بحسب "آر تي إس" والنقابة السويسرية لفنون الأداء. 

واستغربت رئيسة النقابة آن بابيو في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية كيفية انتهاء التدقيق "إلى تبييض صفحة جيل رومان بالكامل" حينذاك.

ولاحظت أن "الاتهامات كانت مطابقة حرفياً لتلك المطروحة اليوم، أي التحرش والتحقير والإذلال والإهانات وفورات الغضب والمخدرات، وغيرها. كل ذلك قيل في التدقيق". 

وقالت راقصة أبقيت هويتها طي الكتمان لـ "إر تي إس" إن "إهانة جيل رومان راقصين علناً لخطأ أو زلة كان أمراً شائعاً، فيما كشفت أخرى أنه كان يطلب إحضار الحشيش له".

ولاحظت بابيو أن معظم الشهادات التي سمعتها تتمحور حول المضايقات النفسية، وهي "عبارة عن معاملة سيئة بالشتائم والتحقير والإقلال من احترام الناس".

راقصون من فرقة
راقصون من فرقة "بيجار باليه-لوزان" يؤدون رقصة خلال بروفة في مركز أتاتورك الثقافي في إسطنبول، تركيا. 13 يونيو 2007 - REUTERS

"رعب"

وروت بابيو أن ما كان يقال لأعضاء الفرقة مفاده الآتي: "لا قانون هنا، فالقانون هو نحن. عليكم الاختيار، فإما أن تبقوا وتخرسوا، أو تغادروا". 

وأشارت إلى أن تأثير هذا المناح على الضحايا قوي جداً، "في مستوى إجهاد ما بعد الصدمة تقريباً". وأضافت "تبين أنه أكثر من مجرد خوف، إنه رعب".

وكانت بابيو تعرف منذ مدة طويلة أن ظروف العمل تُعتبَر صعبة في "بيجار باليه-لوزان"، مع أجور منخفضة وساعات عمل طويلة. لكنها شددت على أن "هذا النوع من بيئة العمل المؤذية جداً" شكّل مفاجأة.

وتواصل نحو 30 من أعضاء الفرقة الحاليين والسابقين مع النقابة بعد الكشف عن القضية التي هزت المدرسة. وأوضحت بابيو أن "أشخاصاً يتواصلون ويقولون إن الوضع يمكن أن يتغير هذه المرة، ويُبدون رغبتهم في الإدلاء بشهاداتهم حتى تتغير الأمور".

وبعدما أجرت اتصالات وثيقة بالمؤسسة، أبدت بابيو تفاؤلاً بأن التعامل مع هذا التدقيق الجديد سيكون مختلفاً عن ذاك الذي حصل مع التدقيق السابق، وسيتسم بمزيد من الانفتاح والاستقلالية، مستبعدة اللجوء هذه المرة إلى التعتيم على النتيجة وطمس القضية.