246 منظمة إنسانية: تجميد المساعدات الأميركية يقوض عمليات تنقذ أرواحاً في العالم

مهاجرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء ينصبون خيماً عقب وصولهم إلى تونس ضمن رحلتهم للهجرة إلى أوروبا في صفاقس بتونس. 31 يناير 2024 - AFP
مهاجرون من دول إفريقيا جنوب الصحراء ينصبون خيماً عقب وصولهم إلى تونس ضمن رحلتهم للهجرة إلى أوروبا في صفاقس بتونس. 31 يناير 2024 - AFP
بانكوك/نيروبي-رويترز

أظهر مسح شمل 246 منظمة إنسانية أن وكالات إغاثة في أنحاء العالم أنهت عمليات وسرحت موظفين وأوقفت أنشطة تنقذ أرواحاً مثل مساعدة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية؛ بسبب تجميد الرئيس الأميركي دونالد ترمب للمساعدات الخارجية.

وتعتبر الولايات المتحدة، وبفارق ضخم، أكبر مساهم في المساعدات الإنسانية العالمية، إذ قدمت نحو 14 مليار دولار العام الماضي.

وأوقف ترمب، الشهر الماضي، في إطار سياسته "أميركا أولاً"، معظم المساعدات التي تمولها الحكومة لمدة 90 يوماً، وبدأ في تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التي قال إن من  "يديرها مجانين متطرفون".

ووجد المجلس الدولي للوكالات التطوعية (ICVE)، وهي شبكة من المنظمات في نحو 160 دولة، أن تجميد المساعدات الأميركية له "تأثير مدمر على مجتمعات تعاني من أزمات".

وأفادت ثلث المنظمات، التي شملها الاستطلاع، بتأثرها سلباً بشكل يتراوح بين تقليص حجم برامج المساعدة وإنهائها كلياً.

وذكر تقرير عن المسح، أصدره "ICVE" الثلاثاء، أن"البنية التحتية الإنسانية تتعرض للتدمير، إذ أوقفت مراكز التغذية العلاجية عملياتها بما يهدد حياة أطفال وحوامل يعانون من سوء التغذية".

ولم ترد وزارة الخارجية الأميركية على طلب للحصول على تعليق.

أسماء المنظمات 

ولم يذكر التقرير أسماء المنظمات التي شملها المسح الذي أجري في الفترة من 27 يناير إلى 7 فبراير، لكن من بين أعضاء المجلس الدولي للوكالات التطوعية بعض أكبر منظمات الإغاثة مثل "أنقذوا الأطفال" و"وورلد فيجن" و"كير".

وتصدر واشنطن بعض الإعفاءات للمساعدات المنقذة للحياة، لكن المنظمات تقول إن "التمويل متوقف".

وقال خمسة مسؤولين حاليين وسابقين مطلعين على الأمر إن ذلك يرجع إلى عدم قدرة موظفي الوكالة الأميركية للتنمية الدولية على الوصول إلى نظام الدفع.

وقال أحد المصادر: "الإعفاءات مسرحية هزلية".

وقالت منظمة تتخذ من إفريقيا مقراً، في المسح، إن أكثر من 1500 مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) لم يعد بوسعهم الحصول على علاج تتوقف عليه حياتهم.

كما قالت منظمة أخرى إن 3250 يتيماً وغيرهم من المصابين بفيروس إتش.آي.في ومرض الإيدز الذي يسببه لا يمكنهم الآن الحصول على دعم دراسي أو علاج من سوء التغذية.

وقالت منظمة إغاثة دولية: "لقد اضطررنا إلى تسريح مئات الموظفين.. هذا وضع بائس".

تجميد المساعدات 

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من صحة هذه الروايات بشكل مستقل، لكنها أوردت تقارير عن تأثيرات واسعة النطاق لتجميد المساعدات مثل" وقف برامج مكافحة المخدرات في المكسيك وتعطيل جهود تهدف إلى تحميل روسيا المسؤولية عن جرائم حرب محتملة في أوكرانيا".

وفي جنوب إفريقيا، توقف العلماء عن اختبار لقاح واعد لفيروس "إتش.آي.في" وتقطعت السبل بإمدادات طبية بقيمة مئات الملايين من الدولارات في مختلف أنحاء العالم.

وقال جيمي مون، المدير التنفيذي لآي.سي.في.إيه، إن منظمات الإغاثة المحلية هي الأكثر تأثراً، إذ اضطرت 11 منظمة إلى وقف عملياتها في دولة جنوب السودان وجمهورية الكونجو الديمقراطية وأجزاء من آسيا.

وقال المجلس النرويجي للاجئين إنه "اضطر إلى تعليق بعض أعماله في ما يقرب من 20 دولة، بما في ذلك أوكرانيا، حيث أوقف الدعم الطارئ لنحو 57 ألف شخص".

تصنيفات

قصص قد تهمك