في تقرير طال انتظاره، أكدت الاستخبارات الوطنية الأميركية، الجمعة، عدم العثور على أي دليل بشأن وجود كائنات فضائية، وذلك حسبما أظهرت الأبحاث التي أجرتها وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" بشأن الظواهر الجوية غير المعروفة (UAP)، لكن التقرير أقر مع ذلك بأن عشرات الظواهر التي شاهدها طيارون عسكريون لا يمكن تفسيرها.
وبحسب ما أفادت وكالة "فرانس برس"، يشير تقرير مكتب مدير الاستخبارات الوطنية، "ربما لا يوجد تفسير واحد لهذه الظواهر. ليس لدينا حالياً معلومات كافية في قواعد بياناتنا لنعزو هذه الحوادث إلى أسباب محددة".
وقال السكرتير الصحافي لـ"البنتاغون"، جون كيربي، إن عمليات التوغل في المجال الجوي الأميركي تُمثل مخاوف تتعلق بأمن الطيران، وتشكل أيضاً تحديات للأمن القومي، وتابع في بيان "تأخذ وزارة الدفاع تقارير التوغلات، من قبل أي جسم جوي، محدد أو غير محدد، على محمل الجد، وتحقق في كل واحدة.
وأضاف أن تقرير الاستخبارات الأميركية حول "الظواهر الجوية غير المعروفة"، أظهر الحاجة إلى إجراء تحسينات في العمليات والسياسات والتقنيات والتدريب، لتحسين القدرات في هذا المجال، ولذلك، وجهت نائبة وزير الدفاع كاثلين هيكس تعليمات لوضع خطة لإضفاء طابع رسمي على المهمة".
143 جسماً غريباً
صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، ذكرت أن فرقة عمل من "البنتاغون" أجرت تحقيقات بشأن عشرات الظواهر الجوية غير المحددة التي تم الإبلاغ عنها على مدار ما يقارب العقدين، مضيفة أن ما خلص إليه تقرير الاستخبارات الأميركية من المرجح أن يُغذي نظريات الزيارات الخارجية.
وقالت الوثيقة الصادرة عن مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية، إن إجمالي 143 تقريراً تم جمعها منذ عام 2004 ما زالت غير مفسرة، ومن بينها 21 تقريراً عن ظواهر غير معروفة تتضمن 18 حلقة، ربما تُظهر قدرات تكنولوجية غير معروفة للولايات المتحدة، على غرار "أشياء تتحرك دون دفع ملحوظ أو مع تسارع يُعتقد أنه يتجاوز قدرات روسيا أو الصين أو الدول الأرضية الأخرى".
وتابعت الوثيقة "لا يوجد دليل على أن أياً من هذه الأحداث تضمنت برامج أسلحة أميركية سرية، أو تكنولوجيا غير معروفة من روسيا أو الصين، أو زيارات من خارج كوكب الأرض. لكن تقرير الحكومة لم يستبعد تلك التفسيرات. وبدلاً من ذلك حدد المسؤولون الحكوميون خطة لتطوير برنامج أفضل لمراقبة وجمع البيانات حول الظواهر غير المبررة في المستقبل."
قرص يطير فوق المياه
في مقابلة مع وكالة رويترز، تحدثت قائدة مقاتلات أميركية متقاعدة عن تجربتها في رصد الأجسام الغريبة، وحيث روت اللفتنانت كوماندر أليكس ديتريك، أنه خلال مهمة تدريب دورية مع حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" قبالة ساحل كاليفورنيا الجنوبي في نوفمبر 2004، طلبت سفينة حربية أخرى منها تحري أمر اتصالات رادار بالمنطقة تجرى بطريقة يتعذر تفسيرها.
وقالت ديتريك كيف، إنها وزميلها في الطائرة لاحظا في البداية "حركة موجية" غير مألوفة على سطح المحيط، قبل أن يلمحا ما وصفاه بأنه جسم بيضاوي أملس وأبيض اللون، يشبه قرصاً كبيراً من حلوى النعناع (تيك تاك) ويطير بسرعة عالية فوق المياه.
وأضافت أنه عندما حاول زميلها "التواصل" مع الجسم "بدا أنه يرد بطريقة لم نتعرف إليها"، إذ لم يكن عليه أي أسطح تحكم مرئية أو وسائل دفع.
وفي العام الماضي، نشر "البنتاغون" مقاطع فيديو ،صوّرها طيارون من البحرية الأميركية، تظهر رصدهم خلال الطيران ما يبدو أنه "أجسام غريبة".
وتجدر الإشارة إلى أن الجيش الأميركي لم يعد يصنف تلك الأجسام على أنها "أجسام طائرة غير محددة"، بل يصفها بأنها "ظواهر طائرة غير محددة".