بعد دقائق من إعلان الفاتيكان وفاة البابا فرانسيس، الاثنين، توالت ردود الفعل العالمية الحزينة ورسائل التعزية، وأعرب قادة دول ومسؤولون عن حزنهم لوفاة قائد الكنيسة الكاثوليكية، الذي كرّس حياته لنصرة الضعفاء، والدعوة إلى السلام.
وتوفي البابا فرنسيس عن 88 عاماً بعد أزمة صحية خطيرة إثر إصابته بالتهاب رئوي مزدوج، وهو أول أميركي لاتيني يعتلي الكرسي البابوي للكنيسة الكاثوليكية.
وقالت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إن وفاة البابا فرنسيس خبر حزين للغاية بسبب رحيل "رجل عظيم وراع عظيم".
وأضافت في بيان: "كان لي الشرف أن حظيت بصداقته واستمعت إلى نصائحه وتعاليمه التي لم تتوقف أبداً حتى في أوقات المحنة والمعاناة". ومضت قائلة: "نودع قداسة البابا بقلب يملؤه الحزن".
وعبرت الرئاسة الأرجنتينية في بيان عن بالغ حزنها لوفاة البابا فرنسيس أول زعيم أرجنتيني للكنيسة الكاثوليكية العالمية.
وأشاد الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، الذي سبق له أن تصادم مع البابا لكنه سعى إلى رأب الصدع بعد توليه منصبه، بتركيز البابا الراحل على الحوار بين الأديان وتعزيز الجوانب الروحانية بين الشباب وتركيزه على خفض التكاليف في الفاتيكان.
فانس: كان مريضاً جداً
وقال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، إنه كان سعيداً بلقاء البابا فرنسيس في الفاتيكان، الأحد، قبل الإعلان بشكل مفاجئ عن وفاته، مشيراً إلى أن البابا "كان مريضاً بشكل واضح".
وكتب فانس في منشور على حسابه على منصة "إكس": "علمتُ للتو بوفاة البابا فرنسيس. قلبي مع ملايين المسيحيين حول العالم الذين أحبوه".
وأضاف: "سعدتُ برؤيته أمس، رغم أنه كان مريضاً جداً. لكنني سأتذكره دائماً بسبب عظته (..) التي ألقاها في الأيام الأولى لجائحة كوفيد. لقد كانت رائعة حقاً".
وأرفق نائب الرئيس الأميركي منشوره برابط يحيل على نص عظة ألقاها البابا فرنسيس في 27 مارس 2020، خلال ذروة جائحة كورونا.
كما أعرب البيت الأبيض عن تعازيه بوفاة البابا، ونشر صورة له مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونائبه جي دي فانس، مصحوبة بتعليق: "ارقد في سلام".
ماكرون: نصير الضعفاء
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن البابا فرنسيس كان ينحاز دوماً طوال توليه البابوية للضعفاء، وأنه فعل ذلك بكثير من التواضع.
وأضاف للصحافيين: "في هذا الزمن الذي علته أصوات الحرب والوحشية، كان يشعر بالآخرين، بمن هم أكثر ضعفاً".
وقال ملك بريطانيا تشارلز الثالث، إنه يشعر "بحزن عميق" لوفاة البابا فرنسيس، وأرسل "تعازيه الحارة ومواساته العميقة للكنيسة التي خدمها بكل إصرار".
والتقى تشارلز رئيس كنيسة إنجلترا التي انفصلت عن روما في عام 1534، وزوجته كاميلا مع البابا فرنسيس في الفاتيكان في وقت سابق من هذا الشهر.
فيما قال المستشار القادم لألمانيا فريدريش ميرتس، إن البابا فرنسيس سيظل في الذاكرة لما أظهره من التزام لا يتزعزع إزاء الأفراد الأكثر ضعفاً في المجتمع.
وأضاف ميرتس عبر حسابه على منصة "إكس" للتواصل: "لقد كان يهتدي بالتواضع والإيمان برحمة الله".
بدوه، قال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف إن البابا فرنسيس كان رجل الشعب بكل معنى الكلمة.
وأضاف في بيان نشره على منصة "إكس": "يودع المجتمع الكاثوليكي حول العالم قائداً أدرك القضايا الملحة في عصرنا ولفت الانتباه إليها. كان البابا فرنسيس، بأسلوبه الرصين في الحياة وخدمته وتضامنه، قدوة للكثيرين، الكاثوليك وغير الكاثوليك على حد سواء. نودعه اليوم بتقدير كبير".
وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قدم تعازيه في وفاة البابا فرنسيس. وقال بوتين في رسالة إلى الكاردينال كيفن جوزيف فاريل "تقبلوا خالص التعازي في وفاة قداسة البابا فرنسيس".
وأضاف: "طوال سنوات بابويته، سعى بنشاط إلى تطوير الحوار بين الكنيستين الروسية الأرثوذكسية والرومانية الكاثوليكية، بالإضافة إلى التعاون البناء بين روسيا والكرسي الرسولي".
وبعث الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، برقيتي عزاء في وفاة البابا فرانسيس رئيس دولة الفاتيكان.
السيسي: "صوت محب للسلام"
من جانبه، اعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن رحيل البابا فرنسيس "يمثل خسارة جسيمة للعالم أجمع، إذ كان صوتاً للسلام والمحبة والرحمة".
وقال في بيان، نشره المتحدث باسم الرئاسة: "لقد كان قداسة البابا فرنسيس شخصية عالمية استثنائية، كرس حياته لخدمة قيم السلام والعدالة، وعمل بلا كلل على تعزيز التسامح والتفاهم بين الأديان، وبناء جسور الحوار بين الشعوب".
وأضاف البيان: "كما كان مناصراً للقضية الفلسطينية، مدافعاً عن الحقوق المشروعة، وداعياً إلى إنهاء الصراعات وتحقيق سلام عادل ودائم".
كما أعرب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن "خالص التعازي وعميق المواساة" للكاثوليك في العالم في وفاة البابا فرنسيس.
وقال الرئيس الإماراتي في بيان، عبر منصة "إكس": "كان رمزاً عالمياً للتسامح والمحبة والتضامن الإنساني ورفض الحروب، وعمل مع الإمارات لسنوات من أجل تكريس هذه القيم لمصلحة البشرية".
ونعى الرئيس اللبناني جوزاف عون البابا فرنسيس. وقال في بيان نشرته الرئاسة اللبنانية على منصة "إكس": "هذه خسارة للبشرية جمعاء، فقد كان صوتاً قوياً للعدالة والسلام، ونصيراً للفقراء والمهمشين، وداعية للحوار بين الأديان والثقافات".
وأضاف: "إننا في لبنان، وطن التنوع، نشعر بفقدان صديق عزيز ونصير قوي، فلطالما حمل البابا الراحل لبنان في قلبه وصلواته، ولطالما دعا العالم إلى مساندة لبنان في محنته، ولن ننسى أبداً دعواته المتكررة لحماية لبنان والحفاظ على هويته وتنوعه".
مودي: سيبقى في الذاكرة
وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن البابا فرنسيس سيبقى في ذاكرة الملايين حول العالم منارةً للرحمة والتواضع والشجاعة الروحية. منذ صغره، كرّس نفسه لتحقيق مُثُل السيد المسيح. خدم الفقراء والمظلومين بجدّ، وأشعل في قلوب المُتألمين روح الأمل".
وأضاف: "أتذكر بشغف لقاءاتي به، وقد ألهمني التزامه بالتنمية الشاملة والمتكاملة. سيظل حبه لشعب الهند عزيزاً على قلوبنا".
شيخ الأزهر ينعى "رجل الإنسانية"
ونعى شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، وصفه بأنه "رجل الإنسانية من طراز رفيع". وقال إن البابا الراحل سخّر حياته "في العمل من أجل الإنسانية، ومناصرة قضايا الضعفاء، ودعم الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة".
وقال شيخ الأزهر في بيان، إن البابا "حرص على توطيد العلاقة مع الأزهر ومع العالم الإسلامي، من خلال زياراته للعديد من الدول الإسلامية والعربية، ومن خلال آرائه التي أظهرت إنصافا وإنسانية، وبخاصة تجاه العدوان على غزة والتصدي للإسلاموفوبيا المقيتة".
وأضاف أن البابا فرنسيس "كان رمزاً إنسانيّاً من طراز رفيع، لم يدخر جهداً في خدمة رسالة الإنسانية"، فيما أشاد بتطوّر العلاقة بين الأزهر والفاتيكان في عهد البابا بدءاً من حضوره لمؤتمر الأزهر العالمي للسلام عام 2017 مروراً بتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية عام 2019، وغير ذلك من اللقاءات والمشروعات المشتركة.
الكنيسة القبطية في مصر: "مثال التواضع المسيحي الحقيقي"
نعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر البابا فرنسيس ووصفته بأنه "مثال التواضع المسيحي الحقيقي".
وقالت في بيان إن البابا الراحل "قضى عمره في خدمة الكنيسة الكاثوليكية، سواء في الأرجنتين أو خلال 12 عاماً، جلس فيها على الكرسي الرسولي لروما".