أعلنت السلطات في ولاية أوريغون الأميركية، أنها سجلت 63 وفاة، خلال الأيام الماضية مرتبطة بموجة شديدة الحرارة يتأثر بها جنوب غربي الولايات المتحدة.
وقال الطبيب الجنائي في الولاية، "توفي 63 شخصاً على الأقل في جميع أنحاء ولاية أوريغون بسبب مشكلات صحية تتعلق بالطقس الحار خلال الأيام القليلة الماضية، بينهم 45 وفاة في مقاطعة مولتنوماه"، حسبما نقل موقع "أوريغون لايف".
وسجلت مدينة بورتلاند بمقاطعة مولتنوماه ارتفاعاً قياسياً في درجات الحرارة على مدار 3 أيام متتالية، حيث سجلت درجة حرارة عالية بلغت 116 فهرنهايت (46.6 مئوية) الاثنين.
وأفاد المتحدث باسم شرطة ولاية أوريغون، تيم فوكس، بأن عدد القتلى حتى يوم الأربعاء استند إلى تقارير من مكتب الطب الجنائي في كل مقاطعة، لكن هذا العدد قد يرتفع مع إجراء الوكالات مزيداً من التحقيقات، وتحديد أسباب الوفيات.
وقال الطبيب الجنائي في مقاطعة مولتنوماه، إن الأشخاص الذين ماتوا تراوحت أعمارهم من 44 إلى 97 عاماً، وكثير منهم يعانون من ظروف صحية أساسية. وتم العثور على العديد من الذين لقوا حتفهم بمفردهم بدون مكيفات هواء أو مراوح.
وأوضح أن السبب الأولي للوفاة هو ارتفاع الحرارة أو ارتفاع غير طبيعي في درجة حرارة الجسم ناتج عن فشل الجسم في التعامل مع الحرارة القادمة من البيئة.
وقالت المسؤولة الصحية في مقاطعة مولتنوماه، الدكتورة جينيفر فاينز، "كانت هذه أزمة صحية حقيقية أكدت مدى خطورة موجة الحر الشديدة، خاصة للأشخاص الضعفاء".
وشهدت موجة الحر أيضاً ارتفاعاً كبيراً في زيارات المستشفيات، حيث زار 128 شخصاً في جميع أنحاء ولاية أوريغون المستشفى الاثنين بسبب أمراض مرتبطة بالحرارة.
وفيات بأريزونا
يأتي ذلك في وقت تحقق فيه السلطات في ولاية أريزونا الأميركية في عشرات الوفيات التي يشتبه في أنها نتجت عن موجة حر خلال الأسبوع المنتهي في الـ19 من يونيو الجاري.
وكشفت بيانات على الموقع الإلكتروني لمقاطعة ماريكوبا أن المقاطعة تحقق في 53 وفاة يشتبه في أنها نتجت عن موجة حر خلال الأسبوع المنتهي في الـ19 من يونيو، إذ سجلت درجات الحرارة ارتفاعا قياسياً في أنحاء جنوب غرب الولايات المتحدة ما هدد بتعطيل شبكات الكهرباء.
وأظهرت البيانات قفزة في الوفيات التي يجرى التحقيق بشأنها مع تسجيل مدينتي بورتلاند وسالم في ولاية أوريغون، وسياتل في واشنطن ارتفاعاً قياسياً جديداً في درجة الحرارة، الاثنين، بفعل موجة حر في المناطق الشمالية الغربية المطلة على المحيط الهادي.
ويجرى التحقيق في 73 وفاة إجمالاً خلال الأسبوع المنتهي في الـ19 من يونيو، ارتفاعاً من 20 في نهاية الأسبوع السابق. وتم التأكد من ثلاث وفيات مرتبطة بموجة الحر في المقاطعة التي يقطنها أكثر من 4.5 مليون شخص حتى 19 يونيو.
ونقلت صحيفة "أريزونا ديلي ستار" عن أربعة علماء في المناخ قولهم إن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري هو على الأرجح السبب في موجة الحر، التي جاءت عقب سنوات من الجفاف.
"قبة حرارية"
وتسببت "قبة حرارية" فوق شمال غرب المحيط الهادئ بمستويات حرارة قياسية، استدعت تنبيهات من الحرّ الشديد في 3 مقاطعات، ومنطقتين قريبتين من القطب الشمالي.
وأثرت مستويات الحرارة غير المسبوقة في 25 مليون شخص على الأقل في الولايات المتحدة، وأكثر من ذلك في كندا. ومن المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى ذروتها يومي الأحد والاثنين في العديد من المناطق.
ووفقاً لموقع "أكسيوس"، تهدد موجة الحرارة الشديدة الأرواح، إذ تُصنف على أنها أكبر سبب للوفيات المرتبطة بالطقس في البلاد سنوياً.
إضافة إلى ذلك، فإن موجات الحرارة الشديدة من هذا القبيل، دليل واضح على تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، مع العديد من الدراسات التي تربط مثل هذه الأحداث بالزيادة على المدى الطويل في متوسط درجات الحرارة العالمية.
وقال خبراء الأرصاد الجوية في صحيفة "واشنطن بوست"، إن ما وصفوه بـ"القبة الحرارية"، "نادرة الحدوث إحصائياً، ولا يمكن توقعها إلا مرة كل عدة آلاف سنة"، مضيفين "إلا أن التغير المناخي الناجم عن النشاط البشري جعل هذه الظواهر الاستثنائية أكثر ترجيحاً".
وقال نيك بوند عالم المناخ في جامعة واشنطن، إن التغير المناخي يشكل عاملاً في هذا الوضع إلا أنه "ثانوي".
اقرأ أيضاً: