كشف وزير الإعلام السعودي سلمان الدوسري، الاثنين، أن "عدد الحجاج القادمين من خارج المملكة عبر المنافذ الدولية، بلغ مليوناً و70 ألف حاج حتى الأحد"، مشيراً إلى أنه "سيتم استقبال 1300 حاج وحاجة من أكثر من 100 دولة ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، إلى جانب 1000 شخص من أسر الشهداء في فلسطين".
وأضاف الدوسري، خلال مؤتمر صحافي، أن مبادرة "طريق مكة" تقدم عبوراً سلساً من مطارات العالم إلى مكة لخدمة الحجاج من نقطة المغادرة إلى نقطة الوصول، مشيراً إلى أن عدد الحجاج المستفيدين من هذه المبادرة بلغ 250 ألفاً حتى الأحد.
ولفت الوزير السعودي إلى أنه "بعد تجاوز الرقم المستهدف من حيث عدد المتطوعين في موسم الحج الماضي، تستهدف المملكة أن يكون العدد 25 ألف متطوع ومتطوعة بجهود وتمكين المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي".
وتابع: "يمثل حج هذا العام كما كل عام نموذجاً حياً لتكامل الدولة وتجسيداً عملياً لرؤية السعودية 2030 إذ تتوحد القطاعات بأقصى جاهزية وكفاءة وأداء، لتثبت المملكة من خلالها أنها تصنع تجربة عالمية سنوية في حسن التنظيم والتعامل وكذلك في احترافية الخدمات".
"لا حج بلا تصريح"
وبشأن الاستعدادات الأمنية، أشار وزير الإعلام السعودي إلى الدور الكبير للجنة العليا للحج، حيث تقود وزارة الداخلية المشهد الأمني والتنظيمي عبر حملة "لا حج بلا تصريح".
وأوضح الدوسري أن هذه الحملة "تعد خطوة استباقية تحفظ حرمة المكان وتصون سلامة الحجاج لضمان أداء المناسك في بيئة يسودها النظام من أجل حماية الحجاج أولاً وأخيراً".
وإلى جانب ذلك، ذكر وزير الإعلام السعودي أن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، جهزت ما يقارب 25 ألف مسجد وجامع بمكة والمدينة، والطرق المؤدية للحج، ومدن الحجاج، والمنافذ البرية، ومناطق المشاعر المقدسة.
وأضاف أن "الوزارة تأمن هدية خادم الحرمين من المصاحف التي توزع بالمنافذ البرية والبحرية والجوية بواقع مليونين ونصف المليون نسخة من المصاحف، وكذلك توزيع ما يقارب مليون و300 ألف بطاقة تعريفية تحتوي رموز QR للمكتبة الإلكترونية".
وأكد الدوسري أن وزارة التجارة كثفت رقابتها على الأسواق والمنشآت الحيوية في مكة والمدينة عبر أكثر من ألف جولة لضمان امتثال المنشآت وتوافر السلع التموينية للحجاج.
ضمان الخدمات الأساسية
وفي ما يخص خدمات المياه، أشار وزير الإعلام السعودي إلى أن المنظومة المكلفة بهذا القطاع تنتج وتنقل يومياً أكثر من مليون و200 ألف لتر مكعب من المياه لتلبية ذروة الطلب في موسم الحج، وتمتد شبكة النقل لأكثر من 1300 كيلومتر.
وأوضح أن "منظومة المياه تجري أكثر من 4 آلاف فحص مخبري يومياً للتأكد من جودة المياه وسلامتها، بكادر بشري يتجاوز ألفي فني ومهندس سعودي متخصص في خدمة إمدادات المياه للحج على مدار الساعة".
وفي قطاع الاتصالات، اعتبر الدوسري أن "التقنية رفيق كل حاج في توثيق رحلة العمر، والتواصل مع الأهل والأصدقاء"، وأكد أن "المملكة تسخر كافة إمكانياتها البشرية والتقنية لخلق تجربة استثنائية للحجاج من خلال بيئة وبنية رقابية متينة داعمة للذكاء الاصطناعي وأحدث التقنيات وبوجود طاقم بشري يتجاوز 4000 مهندس وتقني وفني".
وكشف وزير الإعلام السعودي أن المملكة عملت على تطويع الذكاء الاصطناعي لإدارة الحشود وتفويج الحجاج من خلال خوارزميات تفويج ذكية سهلت انتقال ملايين الحجاج بين المشاعر بانسيابية عالية.
وأشار كذلك إلى توفير أكثر من 5 آلاف برج اتصالات في مكة والمدينة والمشاعر بنمو يتجاوز أكثر من 6% عن 2024، وأكثر من 9 آلاف محطة جيل رابع وخامس داعمة لخدمات الحج بنمو يتجاوز أكثر من 6% عن موسم حج العام الماضي، إلى جانب أكثر من 10 آلاف نقطة "واي فاي" مجانية للحجاج ليبقوا على اتصال مع أهاليهم وذويهم.
بطاقة وتطبيق "نسك"
من جهته، تطرق وزير الحج والعمرة، توفيق الربيعة، إلى مساهمة التحول الرقمي في منظومة الخدمات المقدمة للحجاج في إحداث "نقلة نوعية" بسطت الكثير من الخدمات وأسهمت في تسهيل أداء النسك، وذلك عبر منتجات متنوعة أبرزها بطاقة "نسك".
وأوضح الربيعة أن هذه البطاقة تتمتع بخصائص أمنية وصحية متقدمة، وتعد من أبرز أدوات التنظيم وضمان السلامة، إذ تسهل تنقل الحجاج وتستخدم للدخول للحرم والمشاعر، وتحتوي على بيانات الحاج الصحية والسكنية.
كما كشف وزير الحج والعمرة أن عدد البطاقات المصدرة بلغ مليوناً و400 ألف بطاقة للحجاج والعاملين في المنظومة، مشيراً إلى أن هذا العام شهد تطوراً شمولياً لتطبيق "نسك" الذي أصبح تطبيقاً عالمياً يستخدمه 20 مليون مسلم حول العالم.
وأشار الربيعة إلى أن الشركات أصبح بمقدورها توثيق تعاقداتها عبر منصة "نسك" بالتكامل مع وزارة الخارجية لإصدار التأشيرات، مما انعكس إيجاباً على جودة الخدمات وأسعارها لصالح الحجاج.
"أعلى المعايير"
وأكد وزير الحج والعمرة، على أنه ميدانياً، تتواصل الاستعدادات في المشاعر المقدسة، حيث جرى اختبار جاهزية شبكات الكهرباء والمياه، وتجربة ضخ المياه في المخيمات للتأكد من كفاءة التغذية الكهربائية بشكل كامل، كما نفذت أربع فرضيات شملت جميع نقاط العمل المشترك لخدمة الحجاج بمشاركة الجهات العاملة في الميدان كافة.
وذكر أن وزارة الحج والعمرة تنفذ زيارات ميدانية لرصد وتجهيز المساكن قبل وصول الحجاج حسب معايير دقيقة لضمان استقبالهم في بيئة آمنة ومريحة تمكنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسكينة، كما أنجزت الوزارة منذ شهر ذو القعدة أكثر من 37 ألف جولة تفتيشية على مختلف شركات تقديم الخدمة حيث تم رصد 3400 ملاحظة في تقديم الخدمة، وجرت معالجتها.
قال وزير النقل والخدمات اللوجستية السعودي، صالح الجاسر، إنه تم تحسين تجربة الحاج، عبر تقديم التقنيات الحديثة في قطاع النقل، إذ تم التوسع في خدمة الطرق المطاطية المرنة، بنسبة 30% من أجل التسهيل على الحجاج".
وأضاف الجاسر:" كما تم التوسع في تقنية الطرق المبردة التي تعمل على تخفيض درجة الحرارة للمشاة بحوالي 12 درجة مئوية، مما يخفف من حدة حراراة الطقس"، مشيراً إلى أنه تم التوسع في تقنية الدرون لمتابعة حركة الحجاج، ومتابعة الوقائع الخاصة في منظومة النقل.
لم يتم رصد تفشي للأوبئة
بدوره، قال وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل، لم يتم رصد أي حالة تفشي للأوبئة التي تؤثر على الصحة العامة للحجاج، مشيراً إلى أنه جرى تقديم أكثر من 50 ألف خدمة صحية إلى الآن، من بينها 140عملية جراحية، و65 قسطرة قلبية، و6 عمليات قلب مفتوحة.
وأَضاف:" تم زيادة الطاقة السريرية إلى 60% عن العام الماضي، وتم إنشاء مستشفى طوارى جديد في منى، بسعة تتخطى 200 سرير". وتابع:" تم تجهيز 3 مستشفيات ميدانية بسعة تزيد عن 1200 سرير، بالتعاون مع وزارات الدفاع والداخلية والحرس الوطني".
وذكر الجلاجل أن هذا العام يشهد أعلى مشاركة للقطاع الخاص، بتشغيل 3 مستشفيات كبرى في المشاعر المقدسة، مبيناً أنه تم توفير 11 طائرة إخلاء جوي لسرعة الاستجابة للحالات الطارئة، بالإضافة إلى 900 سيارة إسعاف، واستحداث 71 نقطة إسعافية، لافتاً إلى أن هناك أكثر من 7500 مسعف من أجل تقديم أفضل رعاية للحجاج، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 50 ألف من الكوادر الطبية والفنية والإدارية في القطاع الصحي يقفون خلف هذه الجهود.
التقنيات الحديثة
وفي إطار الاستعانة بالتقنيات الحديثة، قال وزير الصحة السعودي:"زودنا الحجاج من ذوي الحالات الصحية الحرجة بأجهزة استشعار ذكية لمراقبة أوضاعهم الصحية، وربطناهم بمستشفى الصحة الافتراضي، الذي يعد أكبر مستشفى افتراضي في العالم".
وأشار إلى أن وزارة الصحة تقدم خدمات الاستشارة عن بعد، والعيادة الافتراضية للحجاج في مقراتهم، وفي حالة وجود حالات طبية مستعصية يتم نقلها إلى أفضل المستشفيات في مدن المملكة.
