"الطقس المتطرف" يدفع أسعار الغذاء حول العالم إلى الارتفاع

أحد متاجر السلع الغذائية في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا. 11 ديسمبر 2024 - Bloomberg
أحد متاجر السلع الغذائية في جوهانسبرج بجنوب إفريقيا. 11 ديسمبر 2024 - Bloomberg
دبي -الشرق

أظهرت دراسة، أن الظواهر المناخية غير الاعتيادية، ترتبط ارتباطاً مباشراً بارتفاعات قصيرة الأجل في أسعار المواد الغذائية الأساسية، حسبما أفادت صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وربطت دراسة أجراها مركز برشلونة للحوسبة الفائقة، عشرات الظواهر المناخية المتطرفة، بارتفاعات حادة في أسعار المواد الغذائية، ما يُسلط الضوء على تزايد ضعف النظم الغذائية أمام الصدمات البيئية.

وبحثت دراسات سابقة في كيفية تأثير ارتفاع درجات الحرارة، الذي يُسبب انخفاض الغلة ونقص الإمدادات الغذائية، على التضخم العام في أسعار المواد الغذائية على المدى الطويل. ومع ذلك، يُظهر البحث الجديد أن بعض المواد الغذائية تشهد أيضاً زيادات حادة في أسعارها على المدى القصير، مما يُسهم في التضخم.

ظواهر جوية غير مسبوقة

وقفز سعر زيت الزيتون في أوروبا بنسبة 50% العام الماضي، بعد موجات جفاف طويلة في جنوب إسبانيا خلال عامي 2022 و2023.

وفي الهند، أدت موجة الحر في مايو من العام الماضي، إلى ارتفاع أسعار البصل بنسبة 89%، بينما ارتفعت أسعار الكرنب في كوريا بنسبة 70% بعد حرارة الصيف القياسية.

وفي اليابان، ارتفعت أسعار الأرز بنسبة 48% في سبتمبر بعد موجة حر اجتاحت المنطقة في أغسطس، وفي الصين، ارتفعت أسعار الخضراوات بنسبة 30%.

وفي كاليفورنيا، قفزت الخضراوات في أريزونا، بنسبة 80% في نوفمبر 2022 بعد موجات جفاف.

وقال الباحث الرئيسي ماكسيميليان كوتز، من مركز برشلونة للحوسبة الفائقة، إن العديد من الظواهر الجوية التي أدت إلى هذه الزيادات في الأسعار "كانت غير مسبوقة تماماً من منظور تاريخي".

وأضاف أن درجات الحرارة كانت "بعيدة كل البعد عن النطاق الذي كنا نتوقعه في مناخ مستقر لم يكن ليتأثر بالانبعاثات البشرية".

ووجدت الدراسة، أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية غالباً ما كان يتبع الظواهر الجوية المتطرفة ببضعة أشهر فقط، وهو نمط حذّر الباحثون من أنه من المرجح أن يصبح أكثر شيوعاً مع تفاقم التغيرات المناخية.

وقال كوتز: "نعلم أن الظواهر الجوية المتطرفة أصبحت بالفعل أكثر حدة وتواتراً مما كانت عليه قبل 30-40 عاماً، ونتوقع استمرار ذلك طالما استمرت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الارتفاع".

وإذا استمر النظام الغذائي "في الاستجابة بنفس الطريقة التي شهدناها مؤخراً، فسنتوقع حدوث الشيء نفسه من حيث أسعار المواد الغذائية، وربما بطرق أكثر تطرفاً وأقل قابلية للتنبؤ".

آثار اقتصادية

وخلص البحث، إلى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، امتد من مناطق منفردة حول العالم عبر التجارة. فقد قفز سعر الشوكولاتة في بريطانيا، على سبيل المثال، بعد ارتفاع أسعار الكاكاو بمقدار ثلاثة أضعاف في أعقاب الجفاف والحرارة الشديدة في غانا وساحل العاج.

وقال راج باتيل، من جامعة تكساس، والذي لم يشارك في التقرير، إن المضاربة في السوق و"السياسات الخاطئة" غالباً ما فاقمتا تأثير ارتفاع أسعار المواد الغذائية المرتبط بتغير المناخ.

وأشار باتيل، إلى أنه عندما أدى ارتفاع درجات الحرارة في روسيا إلى تأجيج حرائق الغابات التي أدت إلى ارتفاع أسعار القمح عام 2010، فرضت موسكو حظراً على الصادرات "ما أدى إلى ارتفاع سعر القمح العالمي إلى عنان السماء". وقد لعب هذا دوراً في "أعمال شغب الخبز" التي امتدت إلى موزمبيق. وأضاف أن "تضخم أسعار المواد الغذائية له دلالات سياسية. إنه دائماً سياسي".

وقالت آنا تايلور، المؤلفة المشاركة في الدراسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة الغذاء البريطانية، إن دولًا مثل بريطانيا، التي تعتمد بشكل كبير على السلع المستوردة، كانت معرضة بشكل خاص لصدمات المناخ في الخارج.

كما أثار البحث تساؤلات بشأن البنوك المركزية، حيث يهدد ارتفاع أسعار المواد الغذائية، جهود السيطرة على التضخم العام، لا سيما في الاقتصادات الناشئة حيث يشكل الغذاء حصة أكبر من أسعار المستهلك.

وقال كوتز: "هذه درجات الحرارة المرتفعة بشكل غير طبيعي تؤثر بشكل مباشر على معدلات التضخم الرئيسية، والمحرك الرئيسي هو الغذاء... وهذا ينعكس على الأسعار الإجمالية".

وفي الأسبوع الماضي، أعلنت بريطانيا زيادة غير متوقعة في معدل التضخم لشهر يونيو، ليصل إلى أعلى مستوى له في 18 شهراً عند 3.6%، ويعزى ذلك جزئياً إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.

ولاحظت الدراسة أيضاً، أنه عندما ترتفع التكاليف، من المرجح أن تتناول الأسر الفقيرة كميات أقل من الأطعمة، والتي غالباً ما تكون مغذية. وقال تايلور إن استهلاك الفاكهة والخضراوات على وجه الخصوص "يتأثر بشدة بارتفاع أسعار المواد الغذائية".

تصنيفات

قصص قد تهمك