رجح علماء روس، الأحد، ارتباط ثوران بركان كراشينينيكوف في كامتشاتكا خلال الليل، وهو الأول منذ 600 عام، بالزلزال الضخم الذي هز منطقة الشرق الأقصى الروسي، الأربعاء الماضي.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن أولجا جيرينا، رئيسة فريق الاستجابة لثورات البراكين في كامتشاتكا، قولها: "هذا أول ثوران مؤكد تاريخياً لبركان كراشينينيكوف منذ 600 عام".
وأضافت جيرينا، أن ثوران البركان قد يكون مرتبطاً بالزلزال الذي وقع، الأربعاء الماضي، وأثار تحذيرات من حدوث أمواج مد بحري عاتية (تسونامي) في أماكن بعيدة مثل بولينيزيا الفرنسية وتشيلي، وأعقبه ثوران بركان كليوتشيفسكوي، وهو البركان الأكثر نشاطاً في شبه جزيرة كامتشاتكا.
وأعلن فرع كامتشاتكا التابع لوزارة خدمات الطوارئ الروسية، رصد ارتفاع عمود من الرماد يصل إلى 6 كيلومترات بعد ثوران البركان. ويبلغ ارتفاع البركان نفسه 1856 متراً.
وأعلنت الوزارة، تصنيف ثوران البركان عند المستوى البرتقالي للطيران، مما يشير إلى وجود خطر كبير على الطائرات. وذكرت عبر منصة تليجرام: "انحرفت سحابة الرماد شرقاً، باتجاه المحيط الهادئ. ولا توجد مناطق مأهولة بالسكان على طول مسارها".
زلزال كامتشاتكا
ويوم الأربعاء الماضي، ضرب زلزال بلغت قوته 8.8 درجة قبالة ساحل كامتشاتكا في أقصى شرق روسيا، مما أدى إلى إطلاق تحذيرات من احتمال حدوث تسونامي في مناطق بعيدة مثل بولينيزيا الفرنسية وتشيلي، وأعقبه ثوران في أنشط بركان في شبه الجزيرة.
وألحق الزلزال أضراراً بالمباني وأصاب عدة أشخاص في المنطقة الروسية النائية، بينما صدرت أوامر بإخلاء معظم الساحل الشرقي لليابان الذي دمره زلزال بقوة 9.0 درجة وتسونامي في عام 2011، وكذلك أجزاء من هاواي.
وبحلول مساء الأربعاء، خفّضت اليابان وهاواي وروسيا، معظم تحذيرات تسونامي. لكن السلطات في بولينيزيا الفرنسية حذرت سكان العديد من جزر ماركيساس النائية من الانتقال إلى مناطق أعلى، وتوقعوا أمواجاً يصل ارتفاعها إلى 2.5 متر.
وقال علماء روس، إن زلزال كامتشاتكا هو الأقوى الذي يضرب المنطقة منذ عام 1952. وذكرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية أنه كان ضحلاً، على عمق 19.3 كيلومتر، ومركزه على بُعد 119 كيلومتراً شرق جنوب مدينة بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، التي يبلغ عدد سكانها 165 ألف نسمة.
وأظهرت لقطات فيديو نشرتها وزارة الصحة في منطقة كامتشاتكا، فريقاً طبياً في بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي يُجري عملية جراحية بينما كان الزلزال يهز غرفة العمليات. وأظهرت لقطات من كاميرات المراقبة التي نشرتها وزارة الصحة في منطقة كامتشاتكا، أن المسعفين استخدموا أيديهم لمحاولة تثبيت المريض ومعداته.
حلقة النار
وتقع كامتشاتكا والشرق الأقصى الروسي على "حلقة النار" في المحيط الهادئ، وهي منطقة نشطة جيولوجياً ومعرضة للزلازل والانفجارات البركانية.
وأفادت هيئة رصد جيولوجي، أن بركان كليوتشيفسكوي في شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية بدأ بالثوران في وقت لاحق من حدوث الزلزال.
ويقع بركان كليوتشيفسكوي على بُعد حوالي 450 كيلومتراً شمال عاصمة الإقليم، بتروبافلوفسك-كامتشاتسكي، وهو أحد أعلى البراكين في العالم.
وذكرت هيئة الجيوفيزياء المتحدة التابعة للأكاديمية الروسية للعلوم عبر تليجرام: "رُصد هبوطٌ لحممٍ بركانيةٍ حارقةٍ على المنحدر الغربي. وهجٌ قويٌّ فوق البركان، وانفجاراتٌ".
ووقع الزلزال فيما يُعرف بـ"صدع الدفع الهائل"، حيث تنزلق صفيحة المحيط الهادئ الأكثر كثافة تحت صفيحة أميركا الشمالية الأخف، وفقاً للعلماء.
وأوضح العلماء أن صفيحة المحيط الهادئ في حالة حركة، مما يجعل شبه جزيرة كامتشاتكا قبالة ساحل الشرق الأقصى الروسي معرضة للخطر بشكل خاص، وأنه لا يمكن استبعاد حدوث هزات ارتدادية أقوى.