"موجات الحر" تضغط على منظومة الطاقة في أوروبا

مقياس حرارة رقمي  يظهر درجة الحرارة عند 42 درجة مئوية في كاتانيا بإيطاليا. 22 يوليو 2025 - Reuters
مقياس حرارة رقمي يظهر درجة الحرارة عند 42 درجة مئوية في كاتانيا بإيطاليا. 22 يوليو 2025 - Reuters
دبي -الشرق

تعرضت أنظمة الطاقة في أوروبا لضغوط شديدة هذا الصيف، حيث أدت موجات الحر المتتالية إلى زيادة الطلب على الكهرباء ما أجبر المحطات على إيقاف الإنتاج مؤقتاً، حسبما أوردت صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وكان شهر يونيو هو الأكثر حرارة على الإطلاق في أوروبا الغربية، مما أدى إلى زيادة استخدام مكيفات الهواء وزيادة حادة في أسعار الكهرباء. وشهدت معظم أنحاء المنطقة فترتين شديدتين على الأقل من الحر في يونيو ويوليو، وعانت بعض المناطق من زيادة أكبر.

وارتفع إجمالي الطلب على الكهرباء في الاتحاد الأوروبي خلال ذروة موجة الحر التي استمرت أسبوعين من 23 يونيو إلى 3 يوليو بنسبة 7.5% على أساس سنوي، وفقاً لأرقام هيئة الطاقة الأوروبية Eurelectric.

وأفادت Eurelectric، بأن إسبانيا شهدت زيادة بنسبة 16% خلال نفس الفترة، عندما تجاوزت درجات الحرارة 40 درجة مئوية.

وفي الوقت نفسه، أجبر الطقس الحار بعض محطات الطاقة النووية على خفض طاقتها أو إغلاقها مؤقتاً، بينما تعرضت محطات الطاقة الكهرومائية أيضاً لضغوط شديدة.

وقال جان روزنو، رئيس برنامج الطاقة في معهد التغير البيئي بجامعة أكسفورد، إن سلسلة موجات الحر الشديد هذا الصيف شكَّلت  "تغييراً هائلاً" في أنظمة الطاقة الأوروبية.

وأضاف أن ذروة الطلب على الكهرباء، كانت تحدث تاريخياً في فصل الشتاء في أوروبا، ولكن مع "ارتفاع حرارة الصيف في مرحلة ما، قد يتغير هذا الوضع".

تأثير كبير

وفي الأيام القليلة الأولى من يوليو الماضي، بلغ الطلب الأقصى 1.5 تيراوات/ساعة في ألمانيا، وهو ما يعادل متوسط الطلب في يناير، وفقاً لمركز "إمبر" للأبحاث. وفي إسبانيا، تجاوز الطلب خلال موجة الحر متوسط يناير، مسجلاً 0.83 تيراوات/ساعة مقارنة بـ 0.72 تيراوات/ساعة.

وتشهد أوروبا ارتفاعاً في درجات الحرارة أسرع من المتوسط العالمي. وقد حذر العلماء من زيادة في شدة ومدة الظواهر الجوية المتطرفة، بما في ذلك موجات الحر، بسبب تغير المناخ.

وفي الأول من يوليو الماضي، عانت مدينتا فلورنسا وبيرجامو الإيطاليتان، من انقطاعات واسعة للتيار الكهربائي، حيث كانت البلاد تعاني من موجة حرّ شديدة.

وفي فلورنسا، انقطعت الكهرباء عن مئات المتاجر والفنادق والمطاعم والمنازل لساعات، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية.

وفي بيرجامو، اضطر المسؤولون إلى تركيب مولدات كهربائية لاستعادة بعض الكهرباء، حيث استمرت إصلاحات الشبكة لعدة أيام.

وصرح كريستيان روبي، الأمين العام لشركة Eurelectric، بأن مشغلي الشبكة يواجهون "واقعاً قاسياً" و"بحاجة إلى الاستعداد".

وأعلنت شركة الطاقة البريطانية SSE، انخفاض توليد الكهرباء من محطاتها الكهرومائية بنسبة 40% على أساس ربع سنوي حتى نهاية يونيو الماضي، في الوقت الذي عانت فيه بريطانيا أيضاً من موجات حر وجفاف شديد.

التحديات تطال المحطات النووية

وعلّقت محطات الطاقة النووية الداخلية في فرنسا وسويسرا نشاطها مؤقتاً أو قلّصته في وقت سابق من الصيف، نظراً لصعوبة تبريد المفاعلات في الطقس الحار. وفي فرنسا، واجهت 17 محطة من أصل 18 محطة طاقة نووية انخفاضاً في قدرتها الإنتاجية خلال موجة الحرّ التي شهدتها شهري يونيو ويوليو، وفقاً لـ"إمبر".

تعتمد معظم محطات الطاقة النووية الداخلية، على الأنهار لتبريد المفاعلات والوقود المُستنفد، حيث تُسخّن المياه في هذه العملية قبل تصريفها. ولكن مع ارتفاع درجة حرارة العديد من الأنهار بالفعل، لا تستطيع المحطات تصريف المياه الساخنة دون الإضرار ببيئة الأنهار.

وعندما نُشرت ميزانية الاتحاد الأوروبي متعددة السنوات لعام 2028 في يوليو الماضي، أكد مسؤولو الاتحاد الأوروبي، ضرورة أن تكون أصول الطاقة والبنية التحتية الجديدة "قادرة على الصمود في وجه تغيرات المناخ" لضمان قدرتها على تحمّل درجات الحرارة والطقس الشديدة.

ومع ذلك، بلغ توليد الطاقة الشمسية مستوى قياسياً في يونيو في أوروبا، بزيادة قدرها 22% عن العام السابق، وهو ما ساهم، وفقاً لمركز "إمبر"، في الحفاظ على "إمدادات كافية للشبكة خلال ساعات النهار" في معظم المواقع.

وصرح باول تشيزاك، مدير برنامج أوروبا في "إمبر"، قائلاً: "ساهم فائض الطاقة الشمسية خلال النهار في منع انقطاع التيار الكهربائي. ومع ذلك، لا يزال استخدام تخزين الطاقة غير كافٍ، مما يؤدي إلى انخفاض إمدادات الطاقة بعد غروب الشمس. وقد أدى ذلك إلى زيادة حادة في أسعار الكهرباء".

ووجد المركز أن أسعار الكهرباء اليومية تضاعفت ثلاث مرات، في أواخر يونيو، لتصل إلى أكثر من 400 يورو لكل ميجاوات/ساعة في ألمانيا، وأكثر من 470 يورو/ميجاوات/ساعة في بولندا.

تصنيفات

قصص قد تهمك