تصدرت شركات التكنولوجيا العملاقة "ميتا" وجوجل وأبل عناوين الصحف عندما تعهدت بمليارات الدولارات لجعل المساكن في متناول الجميع في وادي السيليكون. لكن بعد ست سنوات، فإن النتائج لم ترتقِ إلى مستوى التوقعات، حسبما أوردت صحيفة "وول ستريت جورنال".
وساعدت الشركات الثلاث، في تمويل بناء آلاف الوحدات السكنية بأسعار معقولة، وذلك بشكل رئيسي من خلال تقديم قروض للمطورين الذين يبنون مساكن جديدة.
وشمل تعهد "ميتا" لعام 2019، تقديم أرض بقيمة 225 مليون دولار في مينلو بارك، حيث يقع مقر الشركة. وفي عام 2022، وافقت المدينة على خطة رئيسية مقترحة لتطوير 59 فداناً تشمل مساحات مكتبية ومتاجر تجزئة وفندقاً و1730 وحدة سكنية.
لكن لا تزال هناك حاجة إلى موافقات إضافية. ورفض ممثل عن المشروع تحديد جدول زمني للبناء خلال اجتماع لجنة التخطيط في مايو. ورغم التأخيرات، أكدت كل شركة أن مبالغ تعهداتها لم تتغير.
ويُبرز هذا الوضع التحدي المتمثل في التعامل مع قواعد استخدام الأراضي والتصاريح المحلية، والتي كانت سبباً في النقص الحاد في المساكن في البلاد.
وينطبق هذا بشكل خاص على كاليفورنيا، حيث تعتبر من أكثر الولايات صعوبة فيما يتعلق ببناء المنازل الجديدة، ولم تبدأ في إلغاء بعض هذه اللوائح إلا مؤخراً.
جزء من المسؤولية
وتعهدت كل من "ميتا"، وجوجل التابعة لشركة ألفابت، بمليار دولار، وتعهدت أبل بـ 2.5 مليار دولار لتوفير مساكن بأسعار معقولة في عام 2019. وجاءت هذه الإجراءات في أعقاب سنوات من نمو الوظائف المرتبطة بالتكنولوجيا، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الإسكان في منطقة خليج سان فرانسيسكو، وانتقادات بأن قطاع التكنولوجيا المزدهر مسؤول جزئياً عن نقص المساكن في وادي السيليكون.
واتخذت التعهدات أشكالاً مختلفة، لكنها تضمنت جميعها قروضاً لمطوري المساكن بأسعار معقولة. كما التزمت كل شركة ببناء مساكن بأسعار معقولة على أراضٍ مملوكة لها تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات.
وقالت جينيفر لوفينج، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "ديستينيشن هوم" غير الربحية في سان خوسيه: "لا ينبغي أن يكون القطاع الخاص مسؤولاً وحده بأي شكل من الأشكال عن حل أي من هذه المشاكل". لكنها أضافت أن "أموالهم يمكن أن تكون محفزة للغاية".
وشمل التزام جوجل، أراضٍ مملوكة للشركة بقيمة 750 مليون دولار في سان خوسيه وماونتن فيو وسانيفيل، حيث خططت الشركة للمساعدة في بناء ما لا يقل عن 15 ألف منزل. وحصلت شركة جوجل حتى الآن على موافقة لبناء 12 ألف و900 منزل في ثلاثة مشاريع متعددة الاستخدامات، لكنها لا تزال في مرحلة المحادثات مع المطورين ولم تبدأ عملية البناء بعد.
وتدرس جوجل حالياً بيع أحد هذه المواقع، وهو ميدلفيلد بارك في ماونتن فيو، نظراً لتغير احتياجات الشركة العقارية بفضل العمل عن بعد، وفقاً لمتحدث باسم الشركة. وأوضحت الشركة أنها تبحث عن مشترين قادرين على بناء مساكن في الموقع.
استثمارات بملايين الدولارات
وأنفقت "ميتا" حوالي 200 مليون دولار من أصل مليار دولار تعهدت به، معظمها من خلال صندوق قروض بقيمة 150 مليون دولار لإسكان السكان ذوي الدخل المحدود للغاية.
وشمل جزء آخر من التعهد شراكة بقيمة 250 مليون دولار مع حكومة الولاية لبناء مساكن على أراضٍ مملوكة للولاية. ولم تقدم ميتا أي تحديثات حول هذه الشراكة.
وقال متحدث باسم الشركة: "استثمرت ميتا بشكل كبير في تطوير الإسكان الميسور، وإسكان المعلمين، وتمويل المنح، ودعم سياسات الإسكان، وتطوير الأراضي، والإسكان النموذجي".
وأنفقت شركة أبل أكثر من 1.6 مليار دولار أميركي حتى يوليو 2024، وفقاً لمتحدث باسم الشركة. ويشمل ذلك تمويلاً للمساعدة في بناء أو الحفاظ على أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية بأسعار معقولة، ودعماً مالياً للأشخاص المعرضين لخطر التشرد، ومساعدة في دفع الدفعة الأولى لمشتري المنازل لأول مرة.
وشمل تعهد أبل أيضاً تخصيص 300 مليون دولار أميركي من الأراضي في سان خوسيه، والتي قالت الشركة إنها ستكون متاحة للمساكن بأسعار معقولة. ولم تقدم أبل أي تحديث بشأن هذه المبادرة.
وقالت كريستينا راسبي، نائبة رئيس شركة أبل للعقارات والمرافق العالمية: "نفخر بالعمل مع شركاء المجتمع في جميع أنحاء الولاية لزيادة فرص الحصول على مساكن بأسعار معقولة". وتقدمت تعهدات شركات التكنولوجيا السكنية خارج كاليفورنيا بوتيرة أسرع.
وأعلنت مايكروسوفت التزامها بمبلغ 500 مليون دولار أميركي لتوفير مساكن بأسعار معقولة في منطقة سياتل في يناير 2019، ثم رفعته إلى 750 مليون دولار أميركي في العام التالي. وقال متحدث باسم الشركة إن الشركة خصصت مبلغ 750 مليون دولار أميركي اعتباراً من أوائل عام 2025.
وأعلنت شركة أمازون، التي خصصت أكثر من ملياري دولار أميركي عام 2021 لتوفير مساكن بأسعار معقولة، العام الماضي أنها قدمت 2.2 مليار دولار أميركي، وأضافت 1.4 مليار دولار أميركي إلى تعهدها. وتتركز استثمارات أمازون في مناطق سياتل، وأرلينجتون بولاية فرجينيا، وناشفيل بولاية تينيسي.