يعتزم الجيش الأميركي بناء وحدات مركبات قتالية آلية بحلول عام 2030 تشبه "جيش الأشباح" الذي استخدم لخداع الألمان إبان الحرب العالمية الثانية.
وقال اللواء روس كوفمان، مدير فريق مهام المركبات القتالية من الجيل التالي بالجيش الأميركي، لمجلة "فوربس": "عندما تقبع في الظلام وتسمع هذه المركبات تتحرك، وتجهل حقاً مكانها، ثمة مستوى من الخوف يرتفع".
وأضاف: "عندما تدمج ذلك مع آلات حرب يبلغ وزنها عدة أطنان وتبدو صامتة وتظهر بشكل مفاجئ، فإن هذه الأنظمة تعادل جيش أشباح باتون"، في إشارة إلى الجنرال جورج إس باتون قائد الجيش الثالث الأميركي، إبان الحرب العالمية الثانية.
وأعرب مدير البرنامج الناشئ، عن أمله في أن تصبح الروبوتات القتالية واقعاً ملموساً بحلول عام 2030، ما يوفر قوة نيران إضافية وأدوات لتنفيذ مهام صعبة وخطيرة من الممكن أن تعرض حياة البشر للخطر.
ورجحت مجلة "بوبيلر مكيانيكس" أن تصبح المركبات القتالية الآلية في الجيش الأميركي في المستقبل، مثل "جيش الأشباح" إبان الحرب العالمية الثانية.
وخلال العام الأخير من الحرب العالمية الثانية، استخدمت كتيبة "القوات الخاصة بالمقر الثالث والعشرين"، المعروفة باسم "جيش أشباح" باتون، أدوات لاسلكية ومرئية وصوتية لخداع القوات الألمانية، حسب المجلة الأميركية المعنية بأخبار العلوم والتكنولوجيا.
مركبات مستقبلية
وتوجد 3 أنواع من المركبات القتالية البرية غير المأهولة المتوقع تصنيعها في المستقبل، بهدف تعزيز الوحدات القتالية التقليدية.
وستكلف هذه المركبات بمهام استكشاف ساحة المعركة، والاشتباك ضد البشر أو الكشافة الروبوتات الاستكشافية الأخرى، فضلاً عن خوض معارك شاملة ضد الأعداء المسلحين بشكل كبير.
وستعمل مركبة القتال الروبوتية الخفيفة (RCV-L) بين المشاة والمهندسين، تحمل الإمدادات والأسلحة الثقيلة، أما مركبات القتال الروبوتية المتوسطة (RCV-M)، ومركبات القتال الروبوتية الثقيلة (RCV-H) ستكون مركبات أكبر وأثقل تعمل إلى جانب دبابات القتال الرئيسية ومركبات قتال المشاة.
روسيا والصين
وفي أبريل 2021، اختبر الجيش الأميركي نموذج مركبة قتال الروبوتية خفيفة في منشأة تدريب عسكرية في معسكر "جرايلينج" بولاية ميشيجان، وهذا النموذج مزود بمنصة إطلاق صواريخ "جافلين" موجهة عن بعد، وقاذفة صواريخ مضادة للدبابات يتحكم فيها عن بعد يمكنها استهداف دبابة وتدميرها من على بعد 1.5 ميل، وهو مزود أيضاً بمروحية رباعية "كوادكوبتر" لمهام الاستطلاع الجوي.
لكن الجيش الأميركي ليس القوة القتالية البرية الوحيدة التي تُشغّل مركبات برية غير مأهولة، إذ تشغل القوات البرية الروسية "Uran-9" وهي مركبة قتالية آلية تحمل مدفع عيار 30 مللي و 4 صواريخ "أتاكا" مضادة للدبابات، أشارت تقارير إلى أنها اختبرت في القتال بسوريا عام 2018.
وعلى الرغم من أن النتائج ليست باهرة (يقول البعض إنها مروعة)، فإن روسيا تمضي قدماً في إنشاء أول وحدة قتالية من "أوران-9".
وعلى نحو مماثل، تختبر القوات البرية للجيش الصيني، عدداً من المركبات الأرضية غير المأهولة، تشمل "شارب كلو" (Sharp Claw)، و"دراجون هورس" (Dragon Horse) التي تصنعها شركة شمال الصين للصناعات "نورينكو".
"جيش الأشباح"
تشكلت هذه الكتيبة عام 1944، وكانت تضم 1023 جندياً أغلبهم من المصورين والفنانين والنحاتين والمصممين على رأسهم مصمم الأزياء الأميركي بيل بلاس، بهدف ترهيب وخداع العدو أو إرباكه.
وكانوا مقسمين إلى 3 أفواج، الأول كان يعمل على إنشاء معدات عسكرية قابلة للنفخ، ووحدات عسكرية وتحصينات غير موجودة، والثاني لتزييف حركة مرور الراديو (انتحال الشبكات، وإرسال أوامر وهمية من الإدارة العليا في شفرة مورس، وما إلى ذلك)، أما الفوج الثالث فكان يتولى مهمة الخدع والمؤثرات الصوتية بمساعدة مكبرات صوت ضخمة، لإعادة إنتاج هدير طلقات مسجل مسبقاً، وضجيج محركات ورنين عجلات، يمكن سماعها على بعد عشرات من الكيلومترات.
وكانت عملية نشر المعدات في ساحة المعركة تشبه عرض السيرك، حيث كان بلاس وزملاؤه ينشرون آليات مزيفة مطاطية، وبالتالي يضللون جنود النازي وبعد بضعة أيام يجمعون جميع المعدات ويغيرون موقعهم.
وضم "جيش الأشباح" دبابات ومركبات لنقل القوات ومدافع مزيفة، وكان العدو لا يمكنه تمييز هذه المعدات عن الحقيقية، وبالتالي يرسل قوات كثيرة للقضاء على "جيش الأشباح".
وكان يقوم كل الجنود والضباط في الجيش الوهمي بأداء أدوارهم، بعضهم لعبوا دور الجنرالات وبعضهم كانوا مسؤولون عن السيناريو وشارك آخرون في التمويه، وساهموا في هزيمة الألمان.