حمى الضنك تجتاح السودان مع تضرر البنية التحتية بسبب الحرب

يُعالَج مرضى الكوليرا السودانيون في عيادة مؤقتة تُديرها الأمم المتحدة، في طويلة شمال دارفور، السودان. 5 أغسطس 2025. - Reuters
يُعالَج مرضى الكوليرا السودانيون في عيادة مؤقتة تُديرها الأمم المتحدة، في طويلة شمال دارفور، السودان. 5 أغسطس 2025. - Reuters
الخرطوم-رويترز

قال وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم، الأربعاء، إن عشرات الآلاف من السودانيين أصيبوا بحمى الضنك وأمراض أخرى، بينما تثقل الأمطار الموسمية كاهل البنية التحتية والمستشفيات المتضررة من الصراع.

ويسلط الانتشار الكبير غير المعتاد لأمراض، مثل حمى الضنك والكوليرا والملاريا، الضوء هذا العام على التكاليف الخفية للحرب المستمرة منذ ما يقرب من 30 شهراً في السودان، في الوقت الذي يعود فيه ملايين النازحين إلى ديارهم مع استمرار فرار آخرين.

وتسببت الحرب بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" في أسوأ أزمة إنسانية في العالم وانتشار المجاعة. ويرقد مرضى منهكون تحت ناموسيات في أجنحة مكتظة بمستشفى أم درمان، وهم يتلقون العلاج الرئيسي من المرض.

آلاف الإصابات

أفادت وزارة الصحة بأنها سجلت أكثر من 2000 حالة إصابة بحمى الضنك على مستوى البلاد، خلال الأسبوع المنتهي الثلاثاء، معظمها في الخرطوم، لكن الوزير قال إن الأعداد الحقيقية للمرضى أعلى بكثير على الأرجح.

اقرأ أيضاً

لماذا تتفشى الكوليرا في السودان؟

في فصل جديد من فصول المأساة السودانية، يتفشى وباء الكوليرا ليضيف عبئاً جديداً على ملايين النازحين.

 

وأوضح الوزير: "80% من الحالات هي عبارة عن حالات بسيطة ما بتيجي (لا تأتي إلى) المستشفيات، فبالتالي إحنا (نحن) نتوقع عشرات الآلاف من الحالات التي أصيبت خلال الفترة السابقة في ولايات السودان المختلفة".

يتكاثر البعوض الناقل للمرض في المياه الراكدة بما في ذلك داخل المنازل، وخلّف موسم الأمطار في السودان بركاً من المياه الراكدة في أنحاء البلاد، بينما لجأ الناس إلى تخزين المياه بالمنازل بعد أن أدى القتال في العاصمة إلى تدمير شبكات الكهرباء والمياه الجارية.

ارتفاع معدل انتشار البعوض

وتابع وزير الصحة بالقول إن أنظمة رش المبيدات الحشرية تضررت، لافتاً إلى أن استمرار الحرب لأكثر من عامين كان له تأثير مباشر على البيئة والصحة وتراكم القمامة والنفايات وتدمير مصادر المياه، مما خلق واقعاً جديداً ينتشر فيه البعوض بكثرة.

امرأة سودانية تتلقى جرعة من لقاح الكوليرا في مستشفى أم درمان، في الخرطوم، السودان، 22 سبتمبر 2025.
سيدة سودانية تتلقى جرعة من لقاح الكوليرا في مستشفى أم درمان بالخرطوم. 22 سبتمبر 2025 - REUTERS

وبينما أسفرت جهود تطعيم السكان ومعالجة المياه عن السيطرة نسبياً على تفشي الكوليرا في العاصمة، شهدت منطقة دارفور ذروة انتشار المرض. وقالت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء، إن عدد الإصابات المسجل بلغ 12 ألفاً و739 حالة خلال الأشهر الأربعة الماضية.

ويوجد نحو 61% من الحالات في بلدة طويلة التي فرَّ إليها مئات الآلاف من الناس بعد اندلاع القتال في مدينة الفاشر ومحيطها.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن الجهود جارية أيضاً لتطعيم الناس هناك.

ونبَّه وزير الصحة إلى أن خفْض المساعدات العالمية أعاق القدرة على علاج هذه الأمراض، مبيناً أن تكلفة مواجهة عدد من الأوبئة التي تفشت في توقيت متزامن تصل إلى نحو 39 مليون دولار.

وتظهر بيانات الأمم المتحدة أن السودان يحصل حالياً على أقل من ثلث التمويل اللازم لقطاع الرعاية الصحية الذي يعتمد على المانحين.

تصنيفات

قصص قد تهمك