توقفت مئات الخدمات والأنظمة الحكومية الإلكترونية عن العمل في كوريا الجنوبية، السبت، إثر حريق اندلع في مركز بيانات الدولة المركزي نتيجة انفجار بطارية ليثيوم.
وذكر مسؤولون أن السلطات تشتبه في أن الحريق بدأ بانفجار بطارية أنتجتها شركة "إل جي إنرجي سولوشن" الكورية الجنوبية، مساء الجمعة، أثناء الصيانة، ما أدى إلى إتلاف بعض الخوادم وإغلاق مئات الخوادم الأخرى.
وقال مسؤولو الإطفاء والحكومة في إفادات صحفية إن الحريق أدى إلى "تسرب حراري"، ما أدى إلى ارتفاع شديد في حرارة غرفة الخوادم في مركز خدمة موارد المعلومات الوطنية في مدينة دايجون، حال دون اتخاذ رجال الإطفاء إجراءات قوية لاحتواء الحريق.
وأضافوا أن شخصاً واحداً تلقى العلاج من إصابة طفيفة، لافتين إلى وجود أضرار كبيرة ناجمة عن الحريق في الطابق الخامس من المبنى.
وأفاد مسؤولون بأن الحريق أدى إلى توقف 647 خدمة وأنظمة حكومية إلكترونية عن العمل حتى صباح السبت، بما في ذلك نظام تحديد الهوية عبر الهاتف المحمول وخدمة البريد الإلكتروني.
وقال المسؤولون إنه تمت السيطرة على الحريق، الذي بدأ حوالي الساعة 8:20 مساء (11:20 بتوقيت جرينتش)، في وقت مبكر من السبت، لكن أكثر من 600 خادم ظلوا في حالة إغلاق قسري لحماية البيانات بينما يعكف رجال الإطفاء على إخراج ما يقرب من 400 حزمة بطاريات من المبنى كإجراء للسلامة.
وأضافوا أن سبب اندلاع الحريق لم يتضح بعد ولا يزال قيد التحقيق.
استعادة الخدمات
بدوره، قال نائب وزير الداخلية كيم مين جاي إن الحكومة علقت العمليات كإجراء "استباقي" لحماية الأنظمة، بعد أن تسبب الحريق في أعطال في التحكم بدرجة الحرارة والرطوبة، ما قد يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة.
وأضاف كيم في تصريحات صحافية أوردتها وكالة "يونهاب" الكورية للأنباء: "يجري حالياً إصلاح معدات التحكم في درجة الحرارة والرطوبة. وبمجرد اكتمال ذلك، تخطط الحكومة لإعادة تشغيل الخوادم لاستعادة الخدمات"، مضيفاً أن "الخدمات الحيوية مثل الخدمات البريدية والمالية ستُعاد أولاً".
من جانبه، اعتذر رئيس الوزراء كيم مين سيوك، عن الإزعاج الذي تعرض له الناس بسبب تعطل الخدمات، قائلاً إن الحكومة "ستعمل بسرعة لاستعادة الخدمات"، موضحاً أنه "سيتم تأجيل المواعيد النهائية لدفع الضرائب التي ستحل قريباً".
وقال كيم في اجتماع طارئ بثه التلفزيون: "كانت هناك صعوبات في احتواء الحريق بسبب طبيعة الأنظمة الحكومية الحيوية التي تتركز في موقع واحد".
أهمية المركز
وتنبع أهمية هذا المركز من كونه يستضيف الخدمات الحكومية الرقمية، إذ يدير عشرات الخدمات الإلكترونية التي تعتمد عليها المؤسسات الحكومية والمواطنون يوميًا.
كما يُستخدم لتخزين كميات ضخمة من البيانات الحساسة، بما في ذلك السجلات المدنية، والبيانات الصحية، والتعليمية.
يضاف إلى ذلك دوره في دعم الأمن السيبراني بكوريا الجنوبية، إذ يشكل جزءًا من منظومة الحماية الرقمية الوطنية، ويُستخدم لرصد الهجمات الإلكترونية والاستجابة لها.
ويقع المركز في مدينة دايجون، وهي مركز علمي وتقني في كوريا الجنوبية، وتضم العديد من مؤسسات البحث والتطوير.
ويُعتبر جزءًا من خطة كوريا للتحول الرقمي الكامل، ويُسهم في تعزيز مكانتها كقوة تكنولوجية عالمية.