البيت الأبيض يقيل أغلب أعضاء المجلس الوطني للعلوم الإنسانية بشكل مفاجئ

لقطة للحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، واشنطن. - REUTERS
لقطة للحديقة الجنوبية للبيت الأبيض، واشنطن. - REUTERS
واشنطن/دبي-رويترزالشرق

أقال البيت الأبيض، بشكل مفاجئ، أغلب أعضاء المجلس الوطني للعلوم الإنسانية الأربعاء، إذ أظهر الموقع الرسمي للمجلس أن أربعة فقط من الأعضاء الذين عيّنهم الرئيس دونالد ترمب قد تم الاحتفاظ بهم.

وقالت إدارة البيت الأبيض في بيان إن ترمب "يأمل في تعيين أعضاء في المجلس يتماشون بشكل أكبر مع رؤيته"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

ويضم المجلس الوطني للعلوم الإنسانية 26 عالماً وخبيراً في العلوم الإنسانية، يتم تعيينهم من قبل الرئيس لفترات مدتها ست سنوات. ويقدم المجلس المشورة لرئيس المؤسسة الوطنية للعلوم الإنسانية بشأن السياسات والقضايا المتعلقة بالمنح والتمويل.

وحتى الأربعاء، بقي على الموقع الرسمي أربعة أعضاء فقط من أصل 26، وهم؛ راسل إيه. برمان، كيجان إف. كالانان، ويليام إنجليش، وماثيو روز.

ويبدو أن هذه الإقالات تمثل أحدث خطوة للبيت الأبيض للسيطرة بشكل أكبر على المجلس، التي كان ترمب قد دعا مراراً لإغلاقها خلال ولايته الأولى، بحسب "نيويورك تايمز". 

ففي فبراير الماضي، استقالت رئيسة المجلس السابقة شيلي سي. لو، التي عيّنها بايدن، بتوجيه من ترمب. وفي أبريل، ألغى المجلس فجأة معظم المنح القائمة، مشيرة إلى خطط لإعادة توجيه الوكالة لدعم "أجندة الرئيس". كما شرعت في إنهاء عمل أكثر من نصف موظفيها البالغ عددهم نحو 180 موظفاً.

هجوم متواصل

وأعرب المدافعون عن الحقوق عن قلقهم بشأن هجمات ترمب على المؤسسات التعليمية والفنية، ومبادرات التنوع، والأماكن التاريخية والمتاحف، معتبرين أن هذه السياسات قد تلغي عقوداً من التقدم الاجتماعي، وتقلل من الاعتراف بالمراحل الحاسمة في التاريخ الأميركي.

وأفادت صحيفة "واشنطن بوست" استناداً إلى أعضاء تم إنهاء عملهم وبريد إلكتروني أُرسل لأعضاء المجلس، أن رسالة البريد الإلكتروني نصّت: "بالنيابة عن الرئيس دونالد ترمب، أكتب لإبلاغكم بأن منصبكم كعضو في المجلس الوطني للعلوم الإنسانية قد تم إنهاؤه، وذلك اعتباراً من الآن".

وأشارت الصحيفة إلى أن اجتماعات المجلس تتطلب نصاباً قانونياً يبلغ 14 عضواً، ويجب أن يتم تأكيد الأعضاء الجدد من قبل مجلس الشيوخ. كما أن بعض الأعضاء الذين أزيلت أسماؤهم من الموقع كانوا من تعيينات ترمب.

وكان ترمب زعم أن العديد من المؤسسات الثقافية والفنية والتعليمية تعتبر معاقل لليبرالية والقيم "المعادية لأميركا"، وأنها لا تعرض التاريخ الأميركي بصورة إيجابية. كما هدد بقطع التمويل الفيدرالي عنها بسبب احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين ضد حرب إسرائيل على غزة، أو بسبب سياسات متعلقة بمبادرات المناخ، أو برامج التنوع.

وتنوعت أهداف حملته بين الجامعات النخبوية، ومؤسسة سميثسونيان (هي عبارة عن اتحاد يضم 21 متحفاً وطنياً، وتملك أكثر من 142 مليون قطعة في مقتنياتها)، ومركز كينيدي، وصولاً إلى المؤسسات الإعلامية مثل إذاعة NPR وهيئة الإذاعة العامة PBS.

وقالت ديبورا كوين، مؤرخة علمية في جامعة ييل، والتي تم تعيينها في المجلس الوطني للعلوم الإنسانية عام 2022 من قبل بايدن، إن البريد الإلكتروني الذي أفاد بإقالتها جاء بشكل مفاجئ تماماً.

وأضافت أنها كانت قد طُلب منها مؤخراً اجتياز اختبارات لتجديد عضويتها، وحتى بعد تلقيها البريد الإلكتروني بالإقالة، استمرت في تلقي اتصالات من موظفي المؤسسة بشأن اجتماع الأسبوع المقبل لمراجعة المنح.

تصنيفات

قصص قد تهمك