علماء يدقون ناقوس الخطر بعد تسرب نفطي هائل في البحر الأسود

ناقلة النفط الروسية فولغونفت أمام ميناء كافكاز في البحر الأسود بعد حدوث تسرب للنفط جراء عاصفة قوية-  16 نوفمبر 2007 - REUTERS
ناقلة النفط الروسية فولغونفت أمام ميناء كافكاز في البحر الأسود بعد حدوث تسرب للنفط جراء عاصفة قوية- 16 نوفمبر 2007 - REUTERS
موسكو/دبي-أ ف بالشرق

دق علماء روس ناقوس الخطر، بشأن بقعة بترولية ضخمة في البحر الأسود، وذكر "الصندوق العالمي للحياة البرية"، أن هناك ما لا يقل عن 100 طن من النفط، تسربت من ناقلة ترفع العلم اليوناني في مدينة نوفوروسيسك.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "جلوبال تايمز" الخميس، حصل التسرّب في عطلة نهاية الأسبوع الماضي أثناء تحميل الناقلة "مينيرفا سيمفوني" بالنفط. 

وتعد هذه الكمية أكبر بكثير مما تحدثت عنه في البداية مجموعة "خط أنابيب بحر قزوين"، التي تتولى توفير نقل النفط من بحر قزوين إلى نوفوروسيسك، حيث أفادت، الاثنين، بتسرب نحو 12 متراً مكعباً من النفط على مساحة 200 متر مربع.

وقالت المجموعة إن الوضع "عاد إلى طبيعته"، نافية وجود أي تهديد للسكان المحليين أو الحياة البرية.

لكن بعد أن تبين أن البقعة المسربة كبيرة، أطلق محققون روس تحقيقاً بشأن حجم التلوث الناجم عن التسرب، وقال مكتب المدعي العام، إن المسؤولين يمشطون الساحل بين بلدة أنابا ونوفوروسيسك للوقوف على الوضع.

وأوضح "الصندوق العالمي للطبيعة"، والعلماء الروس، أن بقعة النفط أكثر خطورة ويمكن أن تضر بالبيئة، إذ باتت تُغطي مساحة 94 كيلومتراً مربعاً، وأشارت الصحيفة إلى بدء عمليات مراقبة خاصة به.

من جانبها قالت منظمة السلام الأخضر (جرينبيس)، إنها طلبت المزيد من المعلومات من المسؤولين الحكوميين، لافتةً إلى أن المنطقة الملوثة قد تكون أكبر بـ400 ألف مرة من الأرقام التي وردت في البلاغ، الذي أصدرته مجموعة "خط أنابيب بحر قزوين".

الحياة البرية

وفقاً لتقديرات "الصندوق العالمي للطبيعة"، تم إطلاق 100 طن على الأقل من النفط في البحر الأسود. وفي بيان عبر صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أضاف الصندوق "على الرغم من المشاركة السريعة لفرق الإنقاذ، انتشر النفط في منطقة شاسعة"، مضيفاً أن الحياة البرية البحرية قد تتأثر.

ويشار إلى أن هذه المنطقة تضم أفضل الشواطئ، التي تحظى بشعبية كبيرة بين السياح الروس.

وقال أليكسي كنيجنيكوف، رئيس برنامج الصناعة في فرع الصندوق العالمي للطبيعة في روسيا، إلى أن البقعة كانت تنجرف شمالاً، بعد أن وصلت بالفعل إلى منطقة أبراو ديرسو، المشهورة بصناعة النبيذ، مشيراً إلى أنه قد تصل لاحقاً إلى محمية أوتريش الطبيعية.

ونقلت وكالة "فرانس برس"، عن كنيجنيكوف "يمكننا القول إنه لا توجد معلومات موضوعية عن حجم التسرب من جانب السلطات التنظيمية".

وبدوره، أكد معهد أبحاث الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أنه يراقب التلوث أيضاً، مشيراً إلى بيانات من صور الأقمار الاصطناعية أفادت بأن النفط انتشر على مساحة تقارب 80 كيلومتراً مربعاً. وأضاف المعهد في بيان "في الثامن من أغسطس، امتدت بقعة النفط من الشاطئ إلى البحر المفتوح على مسافة 19 كيلومتراً".

تهديد الحياة البحرية

المتحدثة باسم منظمة السلام الأخضر "جرينبيس روسيا"، فيكتوريا جلوشينكو، قالت في بيان إنه إذا كانت تقديرات معهد أبحاث الفضاء صحيحة، فإن "هذا التسرب سيُهدد الأسماك والطيور، وحتى النظم البيئية البحرية بأكملها في المنطقة."

وتابعت: "بالإضافة إلى ذلك، فإن صحة الناس في منطقة التلوث، بما في ذلك السياح، معرضة للخطر".